انضمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الجمعة 27 أبريل/نيسان 2019، لنجوم هوليود ومشاهيرها على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلقت حساباً على إنستغرام.
وقامت أكبر وكالة جاسوسية في أمريكا بأول ظهور لها على شبكة إنستغرام القائمة على الصور بصورة مبهمة لمكتب غير مرتب، يرافقها تعليق "حَذِّر فَذِّر…".
أول صور الوكالة حملت مجموعة أشياء مرتبطة بالتجسّس
وعلى المكتب الذي يعتقد أنه موجود في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي بولاية فرجينيا، توجد مجموعة أشياء مرتبطة بالتجسس. وهي تشمل "كيس حرق" للتخلص من الوثائق السرية، ودفتر ملاحظات باللغة العربية، وشعراً مستعاراً، وأوراقاً نقدية أجنبية، وحاوية مكتوب عليها "فائق السرية".
وقد دُعي الجمهور لفك شفرة تلك الأشياء.
يُعتقد أن دخول وكالة الاستخبارات الأمريكية لإنستغرام له أهداف خاصة
وها قد قرَّرَت وكالة الاستخبارات المركزية أن تجعل إنستغرام إحدى ساحتها للتعيين، آملة في جذب جيل جديد من العملاء والمحللين، بحسب صحيفة Telegraph البريطانية.
وقال المتحدث عن الوكالة: "نحن نسعى إلى إشعال حماس مستخدمي إنستغرام حول الطرق العديدة التي تجعل مهمة وكالة الاستخبارات المركزية تأخذنا إلى حيث لا يستطيع الآخرون الذهاب، وفعل ما لا يستطيعون فعله".
وأضاف: "إن الانضمام إلى إنستغرام هو طريقة أخرى لمشاركة القصص وتعيين الأمريكيين الموهوبين في الخدمة.. ومن خلال حسابنا على إنستغرام سنعطي الجمهور لمحات خاطفة عن الحياة في الوكالة، ولكننا لا نعد بنشر صور سيلفي من المواقع السرية".
أثارت صورة المكتب جنون الهواة على إنستغرام فوراً
وكان الرمز الذي تم حله بسرعة هو الساعة التي توضح التوقيت 8:46 صباحاً، وهي لحظة ارتطام الطائرة الأولى ببرج التجارة العالمي في 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وكانت هناك شارة أمنية متدلية من الكرسي، اتضح بعد تدقيق أنها تحمل صورة قديمة لجينا هاسبيل، الرئيسة الحالية لوكالة الاستخبارات المركزية.
شكلت مواقع التواصل الاجتماعي تحدياً لأجهزة الاستخبارات
ومع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، كانت الوكالات الاستخباراتية تواجه تحدياً متزايداً في كيفية التعامل معها.
فقد استخدم مجرمون وإرهابيون هذه الشبكات للتواصل، واستخدمتها قوى خارجية لتقويض الانتخابات.
فأطلقت وكالة أبحاث الإنترنت، وهي شركة في سان بطرسبورغ مرتبطة بالكرملين في روسيا، حملةً واسعة على إنستغرام استهدفت الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، إذ أدارت مئات الآلاف من الحسابات الزائفة للمتابعين.
لكنه في المقابل كان مصدراً مهماً للمعلومات لهذه الأجهزة
وفي حين أن إنستغرام أصبح مصدراً للاستخبارات، فقد لاقت وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من الوكالات صعوبة كبيرة في تحديد ما إذا كان عليها إنشاء حساباتها الخاصة في مفاضلة بين تحسين صورتها للجمهور وبين حاجتها للمحافظة على السرية.
ففي عام 2014، اتخذت وكالة الاستخبارات المركزية قرارها بالانضمام إلى شبكتيْ فيسبوك وتويتر. وقالت في تغريدتها الأولى على تويتر: "نحن لا نؤكد أو ننفي أن تلك هي تغريدتنا الأولى". وهذا الحساب يتابعه 2.6 مليون شخص.
جذب حساب الوكالة على إنستغرام عشرات آلاف المتابعين وكمية هائلة من التعليقات
وقد أشاد كثيرون بعمل الوكالة، في حين قام آخرون بانتقادها وانتقاد سياساتها. وكانت هناك تعليقاتٌ بلغاتٍ كثيرة، منها اللغة الروسية.
ولم يظهر الحساب أن الوكالة تتابع أية حسابات أخرى، فكتب بعض المستخدمين: "لا تصدقوا هذا فإنهم يتابعون الجميع".
وقال المتحدث عن إنستغرام: "عمل فريقنا مع وكالة الاستخبارات المركزية، كما يفعل مع كثير من الشركاء بغرض تقديم أفضل الممارسات والإرشادات عندما يتعلق الأمر بإنشاء حساب على إنستغرام".
هذا، ولدى مكتب التحقيقات الفيدرالية حسابٌ بالفعل على إنستغرام ينشر صوراً لعملائه وهم يتدربون على استخدام الأسلحة. كما تقوم وكالة الخدمة السرية بالولايات المتحدة أيضاً بنشر صور الكلاب البوليسية، وتنشر إدارة سلامة النقل بالولايات المتحدة صوراً للأشياء التي تُصادَر من الركاب في المطارات.