قالت صحيفة New York Times الأمريكية، أن طالبة جامعية أمريكية تواجه مأزقاً خطيراً، بعد نشر السلطات السريلانكية صورتها بالخطأ باعتبارها أحد المشتبه فيهم في هجمات عيد الفصح التي أودت بحياة أكثر من 250 شخص في أبريل/نيسان 2019.
فتاة أمريكية تواجه مأزقاً بسبب تفجيرات سريلانكا
الطالبة أمارا مجيد، في جامعة براون بولاية رود آيلاند، نشرت على حسابها بموقع فيسبوك يوم الخميس، 25 أبريل/نيسان، أنَّ صورتها وردت في تحذيرٍ أصدرته إدارة التحقيق الجنائي بسريلانكا، حثت فيه العامة على إبلاغ السلطات بأية معلومات عن المشتبه بهم المحتملين. وقد ظهرت صورة أمارا مقابل اسم فاطيما قاضيا، المطلوب القبض عليها لتورطها في الهجمات.
أمارا براون، في منشورها على فيسبوك، تكلمت عن موقف الحكومة السريلانكية التي اشتبهت فيها بطريق الخطأ، باعتبارها أحد أعضاء تنظيم داعش المسؤولين عن التفجير معلقة: "يا له من خبر يستيقظ المرء على سماعه! إنَّ هذا لخطأ جسيم بكل وضوح، وبصراحة لستُ بحاجة إلى مزيد من الاتهامات الزائفة في ظل ما تعانيه المجتمعات المسلمة من مشكلات تتعلق بالمراقبة".
حيث وضعت الشرطة السريلانكية صورتها باعتبارها متهمة في التفجيرات
أمارا مجيد تعيش في الولايات المتحدة، وهي ابنة مهاجرين سريلانكيين، وقد أشادت المنظمات الإعلامية بنشاطها حول العالم، حيث تدافع بجرأة عن المجتمع الأمريكي المسلم، وأصدرت كتاباً في عام 2014 بعنوان "الأجانب The Foreigners" لمحاربة القوالب النمطية للإسلام.
وأثناء دراستها في الثانوية أطلقت مشروع الحجاب، الذي كان يشجع النساء على ارتداء الحجاب لمدة يوم وكتابة تجاربهن بهدف التصدي للتمييز. وفي عام 2016، كتبت خطاباً مفتوحاً لدونالد ترامب الابن بعد أن شبَّه اللاجئين بحلوى "سكيتلز".
لكن الحكومة اعترفت بالخطأ دون أن تعتذر
وقد علمت أمارا بوجود صورتها في تحذير الشرطة بعد أن نبَّهها أقاربها المقيمون في سريلانكا. ولاحقاً، قالت السلطات إنَّ وضع صورتها كان خطأً، لكنَّها لم تعتذر أو تحاول تبرير ما حدث. وقالت إدارة التحقيق الجنائي إنَّها لا تزال تبحث عن السيدة فاطيما قاضيا، لكنَّ تلك لم تكن صورتها.
وفي مؤتمرٍ إعلامي عقد يوم الجمعة 26 أبريل/نيسان في مكتب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، قالت أمارا إنَّها استيقظت في غرفتها قبل يومٍ لتجد "35 مكالمة فائتة حاولت جميعها إخباري بأنَّني ذُكرتُ ضمن الإرهابيين عن طريق الخطأ".
وأضافت أمارا أنَّ هذا الخطأ "قد أقلق راحة عائلتي وهدد حياة أقاربنا". وفي حين قالت إنَّ عائلتها تقدر للسلطات تصحيح الخطأ، فإنَّهم "قلقون لأنَّ التصحيح لن يلقى الاهتمام نفسه الذي لقيه الخطأ".
ورغم اعتراف الحكومة فقد واجهت انتقادات واتهامات من المواطنين في سريلانكا
ومنذ أن نشرت أمارا بشأن الأمر على موقع فيسبوك، لاقت دعماً وكذلك نقداً لاذعاً من السريلانكيين. وقد قُرئ منشورها آلاف المرات وعُلق عليه مئات المرات. وقذفها البعض بآراءٍ معادية للمسلمين، زاعمين بأنَّها متحالفة مع متطرفي داعش، ذلك مع اعتراف الشرطة بأنَّ صورتها وُضعت عن طريق الخطأ في قائمة المشتبه بهم.
وقد ناشدت أمارا مجيد السلطات السريلانكية في منشورها على فيسبوك بأن تبذل جهداً أكبر قبل نشر معلوماتٍ حول المشتبه بهم.
فكتبت: "أرجو أن تكفوا عن تضميني ومحاولة ربطي بتلك الهجمات الوحشية. وفي المرة القادمة، أرجو أن تبذلوا جهداً أكبر قبل نشر مثل هذه المعلومات التي قد تضر بعائلات الناس ومجتمعاتهم بشكلٍ كبير".
وكان الاشتباه بأمارا مجيد بالخطأ واحداً من بين عدة أخطاء ارتكبتها السلطات في الأيام الأخيرة. إذ تجاهلت السلطات التحذيرات التي أفادت بشأن احتمالية حدوث هجمات. ثم بعد ذلك في يوم الخميس 25 أبريل/نيسان، خفَّضت عدد الوفيات بعد مراجعته بنحو أكثر من 100 شخص، بعد أن أعلنت في البداية مقتل أكثر من 350 ضحية وفق تقديراتٍ غير دقيقة.