في تصريح مثير للقلق، هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ "قلب الطاولة" على أولئك المشاركين في تحقيق مولر، متهماً إياهم بالخيانة وتوعد "بتقديمهم إلى العدالة".
فبعد يومٍ من نشر وزارة العدل نسخةٍ من تقرير المحقق الخاص لم تخضع لقدرٍ كبير من التنقيح، وخلصت إلى عدم وجود تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا لكنَّها لم تبرئه من قضية عرقلة سير العدالة، عبَّر ترامب عن غضبه بسيلٍ من التغريدات الغاضبة، وضمت إحداها منها سباباً خفيفاً، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
أكثر من 6 ساعات والرئيس يغرد على تويتر ويهاجم مَن شاركوا فيه
بدأت هذه التغريدات صباح الجمعة 19 أبريل/نيسان 2019، حيث كان ترامب يقضي وقته في ملعب للغولف بالقرب من منتجعه مار آلاغو في ولاية فلوريدا.
وقال: "هناك أشخاص بعينهم تحدثوا عني في تقرير مولر الجنوني، الذي كتبه في الأصل 18 من الديمقراطيين الغاضبين من كارهي ترامب، وكلامهم ملفق ولا أساس له من الصحة".
وأضاف: "لم يكن من الضروري بالنسبة لي أن أرد على العبارات التي وردت في "التقرير" عني، والتي كان بعضها عبارة عن هراءٍ تام ولم تُذكر إلا ليظهر الطرف الآخر بمظهر الطيب (أو لأظهر أنا بمظهر السيئ). كان هذا التقرير خدعةً بدأت بداية غير قانونية ولم يكن لها أن تحدث".
ووفقاً لتقريرٍ صدر عن البيت الأبيض، عاد الرئيس إلى منتجعه قادماً من نادي ترامب الدولي للغولف في بالم بيتش، في حوالي الساعة 3 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة. وبعد ساعتين، أنهى أخيراً جملة بدأها في إحدى تغريداته الصباحية، ما يعني أنه استمر أكثر من 6 ساعات في التغريد على الموضوع.
ترامب قال إن التحقيق كان مضيعة للوقت والمال
إذ قال إنَّ التحقيق كان "كبيراً، ومكلفاً، ومضيعة للوقت، والطاقة، والمال.. 30 مليون دولار على وجه الدقة".
ثم كتب قائلاً: "لقد حان الوقت أخيراً لقلب الطاولة على بعض الأشخاص الخطرين والمرضى الذين ارتكبوا جرائم غاية في الخطورة، قد تصل إلى التجسس أو الخيانة ومحاكمتهم. يجب ألا يحدث ذلك مجدداً!".
قرار صعب يواجهه الديمقراطيون بعد صدور نتائج التحقيق
ولم يُبرئ مولر ترامب من تهمة عرقلة سير العدالة، فقد سلَّط الضوء في الواقع على 11 حادثاً اتهم فيها الرئيس بذلك.
لكن المدعي العام ويليام بار اتخذ القرار بأنَّ المواد الواردة في التقرير لا تمثل عرقلةً للعدالة.
ويواجه الديمقراطيون الآن قراراً صعباً للغاية، بحسب الصحيفة البريطانية، فإذا حاولوا عزل ترامب، فهم يخاطرون بإثارة رد فعلٍ عنيف من جانب الرأي العام الأمريكي، الذي قد لا يكون متحمساً كثيراً لإجراء تحقيق مطول آخر مع الرئيس.
بعض النواب يدعون لمعالجة متأنية، وآخرون مستعدون للتوقيع على قرار عزل ترامب
وأشار الكثيرون في الحزب الديمقراطي، وبالأخص رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إلى أنَّه من الأفضل أن يكرّسوا جهودهم الموحدة لمحاولة هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وقالت آشلي إتيان، المتحدثة باسمها، في حديثٍ للصحفيين: "مثلما قالت رئيسة مجلس النواب مراراً وتكراراً، علينا أن نعالج الأمر بتأنٍّ".
ويدعم تقدميون آخرون محاسبة الرئيس، مثل ألكساندريا أوكاسيو كورتيز. إذ قالت يوم الخميس 18 أبريل/نيسان، بعد الاطلاع على محتوى تقرير مولر، إنَّها ستوقع على قرار العزل الذي طرحته الشهر الماضي رشيدة طليب، زميلتها في البرلمان.
ويوم الجمعة، أصدر جيري نادلر، عضو الكونغرس الديمقراطي ورئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب، أمر استدعاء إلى وزارة العدل لتسليم النسخة الكاملة من تقرير مولر والأدلة الأخرى المتصلة به بحلول 1 مايو/أيار. وقال أيضاً إنَّه سيستدعي مولر للإدلاء بشهادته شخصياً.
وفيما قالت الحكومة إنَّها ستوفر لبعض المشرعين نسخةً أقل تنقيحاً من التقرير، قالت وزارة العدل مساء يوم الجمعة إنَّ الاستدعاء الذي أصدره نادلر، رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب، كان "غير ضروري" و "سابقاً لأوانه".