لم يقدم المدعي العام ويليام بار جديداً يذكر في المؤتمر الصحفي الذي عقده الخميس 18 إبريل/نيسان، في مقر وزارة العدل الأمريكية، بمناسبة الإعلان عن نشر النسخة المنقحة من تقرير المحقق الخاص روبرت مولر، بشأن التواطؤ مع روسيا وعرقلة العدالة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما عرض بار لسهام النقد العنيف.
من جانبه، وكما هو متوقع نشر ترامب صورة كبيرة على حسابه الرسمي على تويتر مكتوباً عليها "لا تواطؤ ولا عرقلة.. بالنسبة للكارهين والعنصريين من اليسار الديمقراطي انتهت اللعبة!"
لا بد من استقالة بار
إليزابيث هولتسمان النائبة السابقة في مجلس النواب الأمريكي عن نيويورك، قالت في مقالة لها نشرها الموقع الرسمي للكونغرس ذا هيل الخميس، إنه على بار أن يقدم استقالته متهمة إياه بالتحيز للرئيس من اللحظة الأولى.
"عندما أتذكر أيام فضيحة ووترجيت وكيف تعرضت سمعة وزارة العدل وقتها للتشويه وفقدت مصداقيتها، أرى الأمر يتكرر مع ترامب والمدعي العام الذي اختاره (ويليام بار)".
في ذات السياق، انتقد كريس والاس المذيع بقناة فوكس الإخبارية أداء المدعي العام ويليام بار في المؤتمر الصحفي قائلاً: "المدعي العام بدا كما لو أنه محامي الدفاع عن الرئيس، بدلاً من أن يؤدي دوره كمدعٍ عام، فهو يتحدث عن دوافع الرئيس وعواطفه"، مضيفاً أنه ظهر في المؤتمر الصحفي كمن يقدم دفاعاً مستميتاً عن الرئيس.
ولكن انتظاراً لقراءة النسخة المنقحة من التقرير، إليكم ملخصاً شارحاً لتقرير مولر، الذي شغل أمريكا والعالم على مدى عامين، ومن المنتظر أن يظل محور الاهتمام في الأيام القادمة، خصوصاً بعد أن أبدى الديمقراطيون استياءهم من طريقة بار في التعامل مع التقرير، وأعلنوا أنهم سيستدعون مولر نفسه للشهادة في الكونغرس، في 23 مايو/أيار المقبل.
كم كلَّف تحقيق مولر وكم يوماً استغرق؟
التحقيق كلف 25 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب في أمريكا، وربما يكون المبلغ أكثر قليلاً، حيث كان من المفترض الانتهاء من التحقيقات في فبراير/شباط الماضي، لكنها امتدت لنهاية مارس/آذار.
استغرق التحقيق 675 يوماً، حيث بدأ في 27 مايو/أيار 2017، وتم الانتهاء منه وتسليم التقرير النهائي المكون من 400 صفحة إلى المدعي العام ويليام بار، في 22 مارس/آذار 2019.
كم إدانة صدرت عنه؟
صدر عن التحقيق 33 إدانة، منها 25 بحق مواطنين روس، وثلاث بحق كيانات روسية، أما الخمس الباقية فصدرت بحق كونستانتين كليمنيك، وهو موظف سابق لدى بول مانافورت وبيجان كيان وإكيم ألبيتكين، وكلاهما شركاء لمايكل فلين وروجر ستون مسؤول سابق في حملة ترامب، وجريج كريج الذي عمل لفترة كمستشار في البيت الأبيض تحت إدارة أوباما.
نتج عن التحقيق 22 اعترافاً بالذنب (كثير منها يخص بول مانافورت)، 8 منها صدرت عن محامي ترامب السابق مايكل كوهين، الذي تعاون مع تحقيقات مولر، و8 منها جاءت من بول مانافورت، تتعلق بالنصب على البنوك والضرائب، والباقي اعترافات فردية من مايكل فلين وجورج بابادوبلوس وريك جيتس وريتشارد بينيدو وأليكس فان دار زوان وصامويل باتين.
ما هو الملف الذهبي؟
"الملف الذهبي" هو دوسيه قدمه كريستوفر ستيل الجاسوس البريطاني السابق في روسيا، فصّل فيه ادعاءات بممارسات جنسية لترامب في موسكو، وهي الادعاءات التي نفاها ترامب جملة وتفصيلاً، كما يقدم الملف ادعاءات مفصلة توضح أن ترامب كان تحت الكرملين، وتم استخدامه للبدء في تحقيقات المخابرات المضادة، وتم دمجه في تحقيقات مولر، وقد عبر ترامب عن غضبه الشديد من هذا الملف علناً، بينما أعلن ستيل أن الملف لم يتم التحقق منه أبداً، ولا يجب نشره علنياً.
ما هو عدد صفحاته وكيف تعامل معه ترامب؟
عدد صفحات التقرير النهائي لتحقيق مولر هو 400، وهو أقصر قليلاً من تقرير كينيث ستار، المحقق الخاص الذي حقق في سوء سلوك بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي. عندما قدم مولر تقريره للمدعي العام ويليام بار، قام الأخير باختصاره في 4 ورقات فقط، بعد أقل من ثلاثة أيام، وأرسل الورقات الأربع التي قرر فيها تبرئة ترامب من تهمتي التواطؤ وعرقلة العدالة، وهو القرار الذي لم يتوصل إليه مولر نفسه، خصوصاً في تهمة عرقلة العدالة.
كرَّر ترامب هجومه على فريق التحقيق أكثر من مرة، متهماً إياهم بالانحياز ضده، وسماهم في البداية "13 ديموقراطياً غاضباً"، ثم رفع العدد إلى 18!
كما قام ترامب بذكر مولر 107 مرات في تغريداته على تويتر، واستخدم وصف "مطاردة الساحرات" 185، وهو الوصف الذي استعمله ترامب للتنديد بالتحقيق.
خلال سعيه للبحث عن المعلومات في إطار التحقيق أصدر مولر 2800 طلب استدعاء للشهادة.
تشكل فريق التحقيق من 19 محامياً، بينهم أندرو وايزمان مدير وحدة النصب الجنائي في الإف بي آي، الذي أخذ إجازة تفرغ من عمله للانضمام لتحقيق مولر، كما شارك 40 محققاً وخبراء معلومات ومحاسبون جنائيون وتخصصات أخرى من الإف بي آي بالتحقيق.