لجين الهذلول وصديقاتها المعتقلات سيمثلن أمام المحكمة من جديد

قالت هيئة الإذاعة البريطانية BBC إنه من المقرر أن تمثل الناشطات السعوديات البارزات أمام المحكمة بالرياض من جديد في وقت قريب، ولكن في سرية تامة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/04/17 الساعة 18:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/17 الساعة 18:06 بتوقيت غرينتش
لجين الهذلول / مواقع التواصل

قالت هيئة الإذاعة البريطانية BBC إنه من المقرر أن تمثل الناشطات السعوديات البارزات أمام المحكمة بالرياض من جديد في وقت قريب، ولكن في سرية تامة

ناشطات سعوديات سيمثلن أمام المحكمة من جديد

وقد اعتُقلت هؤلاء الناشطات في مايو/أيار 2018، ووُجهت إليهن عدة تهم من بينها التجسس، وذلك بعد تنظيمهن حملات لإنهاء نظام ولاية الرجل في البلاد، وللمطالبة بالحق في قيادة السيارات قبل رفع الحظر في يونيو/حزيران 2018.

ومنذ ذلك الحين، ظهرت تفاصيل مروعة عن سوء معاملتهن على يد السلطات السعودية.

وليد الهذلول، وهو شقيق إحدى أشهر هؤلاء الناشطات لجين الهذلول، يرصد في تصريحات لشبكة BBC البريطانية، الثلاثاء 16 أبريل/نيسان 2019، رد فعل شقيقته بعد تعرضها للتعذيب، حيث قال إن شقيقته أُصيبت بصدمة شديدة بسبب ما حدث لها، لدرجة أنها أرادت أن تظل في السجن لخوفها مما حدث من تشويه لسمعتها في أثناء غيابها.

وقال إنه عقب اعتقال شقيقته لجين، أُخذت إلى معتقل سري بجوار سجن ذهبان شديد الحراسة في جدة. وأخبرت لجين أسرتها بأنها نُقلت إلى قبو في هذا السجن، وتعرضت للتعذيب بالإغراق في الماء والصعق بالكهرباء.

واتهم وليد الهذلول، سعود القحطاني، وهو أحد المقربين من ولي العهد السعودي، بالإشراف على تعذيب شقيقته، وكان يضحك وهو يهددها بالاغتصاب والقتل.

رغم مناشدات أممية بالإفراج عن هؤلاء الناشطات

ففي فبراير/شباط 2019، حققت مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني، تدعمهم بعض منظمات حقوق الإنسان الدولية، في مزاعم سوء معاملة الهذلول وبقية الناشطات. وخلصوا إلى أن المزاعم كانت ذات مصداقية.

وفي مارس/آذار 2019، دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إطلاق سراحهن، ووقّعت أكثر من 30 دولة، وضمن ذلك كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة، على بيان يدين اعتقالهن فترة طويلة.

لكن رد الحكومة السعودية كان مغايراً لتلك التقارير، حيث قالت إن النساء المعتقلات يتمتعن بجميع الحقوق المنصوص عليها في القانون السعودي.

وتعاني الناشطات إخفاء أي أخبار عن اعتقالهن

وليد شقيق لجين الهذلول قال إن كل شيء يتعلق باعتقال شقيقته محاط بالسرية، وكل إجراءات التقاضي تفتقر إلى الشفافية، حتى زن أسرتها لم تعرف التهم الموجهة إليها إلا في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أي بعد 6 أشهر من اعتقالها.

وأضاف أن الاتهامات شملت "التقدم لوظيفة في الأمم المتحدة، والاتصال بمنظمات حقوق الإنسان". وأشار إلى أن النيابة لم تقدم أي دليل يدعم مزاعم التجسس.

ورغم أن السعودية ترفض أي انتقاد لنظامها القضائي، مُصِرة على أنه يستند إلى الشريعة الإسلامية، فإن هذا النظام عملياً غير شفاف ويشتمل على أحكام تعسفية تصدر حسب هوى القاضي.

خاصة بعدما تسببت في الإضرار بسمعة ولي العهد السعودي

وتسببت هذه القضية على وجه الخصوص، في إدانة دولية واسعة، كما تعد إضراراً آخر بسمعة ولي العهد المثير للجدل، محمد بن سلمان.

خاصة بعدما رفع محمد بن سلمان شعار التودد إلى المجتمع الغربي، باعتباره مصلحاً مستنيراً فتح الباب أمام دور السينما والترفيه العام في المملكة المحافظة، إلا أن الشكوك تحوم حوله، بسبب تورطه المزعوم في مقتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وهو ما تنكره حكومته.

وفسر المراقبون التناقض الواضح بين القمع المتسارع لحقوق الإنسان وتحرير ولي العهد للمجتمع السعودي في آن واحد، بأنه ينبع من اعتزام الأسرة الحاكمة تنفيذ الإصلاحات ولكن على مهل، وليس كما طالب المتظاهرون السلميون.

ومن المتوقع في محاكمة الناشطات أن يقمن بردّ القاضي على دفاعهن الذي قُدم بالفعل.

وقال شقيق لجين إن أسرتها تشعر بقلق عميق مما يُتوقع حدوثه، ويرجع ذلك جزئياً إلى انعدام الشفافية.

وأضاف أن شقيقته صامدة رغم كل شيء، لكنها شعرت بالإحباط، بسبب أن السلطات السعودية لم تحقق حتى الآن في شكواها من التعذيب.

تحميل المزيد