قالت مصادر فلسطينية لصحيفة Haaretz الإسرائيلية أمس الجمعة 29 مارس/آذار إنَّ الفصائل الفلسطينية في غزة توصَّلت إلى تفاهمٍ مع إسرائيل قبيل احتجاجات إحياء الذكرى السنوية لتظاهرات "مسيرة العودة".
وصرَّح عضوٌ بارز بإحدى المجموعات بأنَّ هذا التفاهم يتضمَّن موافقةً من جانب حماس على منع المحتجين من الاقتراب من السياج الحدودي الفاصل بين إسرائيل وغزة، في حين ترد إسرائيل بضبط النفس لتقليص الإصابات بين المدنيين.
تحقيق مطالب حماس
وقال المصدر بعد ذلك إنَّ إسرائيل ستعيد فتح المعابر الحدودية مع غزة، وتُوسِّع منطقة الصيد في المياه قبالة ساحل القطاع، وتُخفِّف القيود المفروضة على دخول البضائع. وستسمح إسرائيل أيضاً بدخول الأموال القطرية بهدف تزويد غزة بالوقود، إلى جانب أمور أخرى، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وعلى الرغم من حالة الهدوء النسبي، أصدرت إسرائيل بياناً مساء أمس الجمعة تقول فيه إنَّ دبابة تابعة للجيش استهدفت نقطةً عسكرية تابعةً لحماس شمال قطاع غزة. وأضاف البيان أنَّ الهجوم جاء رداً على إلقاء متفجرات على السياج الحدودي على مدار الليل.
وعقد وفدٌ من مسؤولي الاستخبارات المصرية مباحثاتٍ مكثفة مع قيادة حماس الجمعة، في محاولةٍ لمنع التصعيد أثناء الاحتجاجات السبت.
وكان المصريون يعملون على إقناع قادة حماس بضمان عدم خروج الاحتجاجات عن السيطرة عبر اتخاذ خطوات مثل نشر قوات الأمن للإشراف على الفعاليات ومنع الفلسطينيين من الاقتراب من السياج.
وفي مؤتمرٍ صحفي بعد لقاءٍ جمع بين المصريين واللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة، حثَّ رئيس الهيئة –وهو أحد أعضاء حركة الجهاد الإسلامي– مَن يعتزمون الاحتجاج السبت على التظاهر سلمياً.
وقالت الهيئة إنَّ المجموعات الفلسطينية في غزة قد قرَّرت النظر إلى أطروحات الوفد المصري بإيجابية، وإنَّ إسرائيل ستُوضَع تحت الاختبار في ما يتعلَّق باستعدادها الحقيقي لتخفيف حصار غزة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قال في وقتٍ سابق الجمعة إنَّ الحركة تقف أمام "مفترق طرقٍ مهم"، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
البحث عن حل
وقال: "إنَّنا أمام مفترق طرقٍ مهم، وفحصٍ جاد لمواقف الاحتلال وردوده على مطالب شعبنا، وفي ضوء ذلك سيتم تحديد المسار الذي ستكون الأوضاع عليه في الساعات القادمة".
ووفقاً لقائد حماس، فإنَّ الحركة تسعى جاهدةً للتوصُّل إلى تفاهمٍ تحترمه إسرائيل، مع "التأكيد على ضرورة وقف النار والعدوان، وإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ المشاريع وفتح المعابر والصيد ومشاريع التشغيل ومعالجة القضايا المزمنة كالكهرباء".
وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات على تواصل مع الوسطاء المصريين بصفته ممثل إسرائيل في المباحثات. ويبدو أنَّ إسرائيل على استعداد للموافقة على بعض أجراءات التهدئة بهدف ضمان الهدوء في غزة حتى انتخابات 9 أبريل/نيسان المقبلة.
وفي الوقت نفسه واصل الجيش الاستعداد للعنف المحتمل أثناء الاحتجاجات، وزار رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي منطقة السياج يوم الجمعة للوقوف على الاستعدادات. وتضاعف عدد القوات الموجودة على الحدود، في حين سيُنشَر نحو 200 قنَّاص في المنطقة. وتتدرَّب ثلاثة ألوية جنوبي إسرائيل في حال اقتضت الحاجة نشرهم أثناء تصعيدٍ واسع النطاق، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
يأتي هذا بعد أسبوعٍ من التصعيد على الحدود، نفَّذ إسرائيل سلسلة من الغارات على أهداف تابعة لحماس في غزة مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء الماضيين بعد إطلاق صاروخ من القطاع استهدف جنوبي إسرائيل.
وفي مساء الإثنين 25 مارس/آذار، ضربت إسرائيل عدداً من الأهداف في غزة بعد إطلاق صاروخ على وسط إسرائيل أصاب سبعة إسرائيليين في بلدة ميشميريت.