استنكر برينتون هاريسون تارانت، الذي أطلق النار على مصلين في مسجدين بنيوزيلندا ، الهجرةَ إلى أوروبا واصفاً إياها بالغزو.
وبدأ المحققون النمساويون تحقيقاً حول سبب دفع تارانت "تبرعاً ضخماً" لناشط يميني متطرف في النمسا، نقلاً عن صحيفة Washington Post الأمريكية.
وقال مارتن سيلنر، وهو زعيم "حركة الهوية" النمساوية (وتُعرف أيضاً باسم "هوية الجيل")، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الشرطة داهمت شقته الإثنين 25 مارس/آذار 2019. وغرد المستشار النمساوي سيباستيان كورتس الثلاثاء 26 مارس/آذار 2019 على موقع تويتر قائلاً: "يجب التحقيق في أي صلة بين منفِّذ هجوم كرايستشرش وأعضاء "حركة الهوية" النمساوية، بشكل شامل وبلا تسامح".
وقال كورتس، الأربعاء 27 مارس/آذار 2019، إن السلطات تبحث إمكانية حل الحركة نتيجة لاستمرار التحقيق.
وأضاف: "يجب ألا يكون هناك أي تسامح مع الأيديولوجيات الخطرة في بلادنا، سواء كانت تطرفاً إسلامياً أو تعصباً يمينياً".
تلقَّى تبرعاتٍ ضخمةً من سفاح نيوزيلندا
وصرح هانسيورغ باتشر، المتحدث باسم النيابة العامة بمدينة "غراتس" النمساوية الذي أمر بتنفيذ المداهمة، لوكالة Associated Press الأمريكية، بأن معظم التبرعات الواردة إلى الحركة كانت تتراوح بين 10 و999 (على حسب العملة المذكورة)، لكنَّ التبرع المرتبط باسم تارانت كان يترواح بين 1000 و2000 (حسب العملة)".
وأضاف: "وهذا جعل الأمر واضحاً، وكشفت الأحداث في نيوزيلندا أمر هذا التبرع".
وُجِّهت له تُهم التحريض على الكراهية وتشكيل تنظيم إجرامي
يعد سيلنر شخصية مثيرة للجدل في أوروبا؛ ففي العام الماضي مُنِع من دخول بريطانيا واحتُجز لمدة يومين عندما حاول السفر إلى بريطانيا لإلقاء خطاب. ونقلت شبكة BBC حينها قول المتحدث باسم وزارة الداخلية إن الشرطة من حقها رفض دخول أي فرد إلى البلاد "إذا قُدِّر أن وجوده/ وجودها في المملكة المتحدة لن يتناسب مع الصالح العام".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تداهم فيها الشرطة منزل سيلنر. ففي العام الماضي، وجهت النيابة العامة في غراتس النمساوية تهماً ضد 17 شخصاً ينتمون لحركته، وكان سيلنر من بينهم. وشملت التهم الموجهة إليهم التحريض على الكراهية وتشكيل تنظيم إجرامي، ومع ذلك أُدين اثنان فقط في نهاية الأمر، بتهم أقل خطورة تتعلق بأعمال شغب قامت بها المجموعة.
المتهم: "لا علاقة لي بهجوم كرايستشرش"
وصرح سيلنر هذا الأسبوع في مقطع فيديو على موقع يوتيوب بأنه "لا علاقة له بالهجوم" في كرايستشرش.
لكن السلطات بدأت تعقُّب تاريخ سفر تارانت بعد حادث إطلاق النار الجماعي، خاصة بعد أن ذكر في بيانه كيف ضخمت زياراته إلى أوروبا حالة انعدام الثقة لديه تجاه المهاجرين.
كانت النمسا من بين الدول التي سافر إليها في السنوات الأخيرة، والتي شملت أيضاً بلغاريا والمجر وكوريا الشمالية وباكستان. ولم تعلن السلطات النمساوية أي معلومات حول ما إذا كان تارانت قد التقى بأعضاء حركة سيلنر أو غيرهم من نشطاء اليمين المتطرف خلال تلك الزيارة. وأعلن النائب العام في بلغاريا سوتير تساتساروف بعد الهجوم أن بلغاريا ستحقق فيما إذا كان تارانت قد أتى إلى البلاد كسائح "أو لأهداف أخرى".