تغيير هائل يحدث في تركيبة الجيش الإسرائيلي، وعقيدته العسكرية بعدما أصبح الجيش الإسرائيلي يعتبر أن الدول العربية ليست أعداءه.
وفي هذا الإطار كشف باحث مصري مقرب من جهاز المخابرات العامة هو الدكتور طارق فهمي أن الجيش الإسرائيلي قام بتعيينات جديدة في إطار خطة تحديث الجيش الإسرائيلي والمقرر لها أن تنتهي في غضون 5 سنوات.
وتتضمن الخطة إغلاق وحدات عسكرية في أسلحة مختلفة ويسرح بمقتضاها نحو 5 آلاف جندي نظامي وتقليص المناورات العسكرية بشكل كبير، حسبما ذكر طارق في صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.
لماذا تغير إسرائيل عقيدتها العسكرية، وتقلص أعداد جنودها؟
يقول فهمي إن الأوساط العسكرية الإسرائيلية تؤكد بأن التغيير مرجعه بعدان مهمان، أولهما: تقليص الموازنة العسكرية، وثانيهما تغير خريطة المخاطر التي تواجهها إسرائيل.
مجرد ملاحظة : 1.التعيينات الجديدة في الجيش الاسرائيلي تأتي في اطار خطة تحديث الجيش الاسرائيلي والمقرر لها أن تنتهي أنت…
Gepostet von Tarek Fahmy am Sonntag, 10. März 2019
وتقتضي الخطة تأهيل قوات خاصة لمختلف المهام، حيث ستحل محل الجيش البري ثلاثة أنواع من الفرق هي فرق المناطق المعنية بحماية الجبهات المختلفة، وفرق احتياطية وفرق خفيفة قادرة على المناورة داخل أراضي العدو، وهذا يعني في محصلته أن الجيش الإسرائيلي سيصبح أصغر، ولكنه سيصبح أكثر اعتماداً على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة.
السبب، تغير خريطة أعدائها.. الأعداء الثلاثة الأهم
ستتم خطوات تحديث الجيش الإسرائيلي بصورة مرحلية واتزان، كما ستركز على الاستثمار في وسائل قتالية ومنظومات ستساعد الجيش على مواصلة الحفاظ على الفجوة التكنولوجية الكبيرة تجاه الدول والمنظمات (حماس – الجهاد – حزب الله) المحيطة بإسرائيل، حسبما ذكر الباحث المقرب من المخابرات المصرية.
وتستهدف خطة التحديث التي دخلت حيز التنفيذ العام الحالي تحقيق ما يلي:
أ- تجديد بنية الجيش في مواجهة التهديدات الأمنية والاستراتيجية غير المتوقعة.
ب.إعادة الهيكلة لمواجهة التهديدات والمخاطر الحديثة (الإرهاب بمجالاته المختلفة والحروب الإلكترونية).
ت- زيادة الاستثمار في تقنيات الاستخبارات والمنظومة الإلكترونية والدفاع الجوي والتسليح الدقيق لسلاح الجو.
ث- الوصول بالجيش الإسرائيلي ليكون أكثر تناسقاً وأعداداً وبحيث يعوض ذلك نقص عدد القوات الذي سيطبق وفق الخطة.
ج- ارتبط التحديث المخطط له للجيش الإسرائيلي بالنظرية العسكرية الإسرائيلية التي لا تستهدف من الجيش الإسرائيلي التفوق جوياً وبرياً وبحرياً، بل أيضاً استخباراتياً وإلكترونياً.
إعادة صياغة العقيدة الإسرائيلية لتتناسب مع التهديدات
وقد تمت إعادة صياغة العقيدة الإسرائيلية الجديدة في عام 2015، ووضعت باللغة العبرية فقط. وحسب هذه العقيدة فإن التهديدات التقليدية وشبه التقليدية في الدائرة الأولى المحيطية بإسرائيل آخذة في الانخفاض (الجيوش العربية).
في حين كانت هناك زيادة في التهديدات غير التقليدية (ما تصفه إسرائيل بالمنظمات الإرهابية والبنية التحتية الجوفية والأسلحة ذات المسارات العالية وما إلى ذلك) والتهديدات السيبرانية.
في الوقت نفسه، تؤكد العقيدة على الحاجة إلى بناء قدرات الجيش الإسرائيلي على أساس وجود مسرح متعدد العمليات والدفاع متعدد الأبعاد والقيام بهجمات متزامنة على عدد من الجبهات. وتركز الاستراتيجية على الأعداء الجدد مثل (حزب الله وحماس).
لم يعد جيش الشعب
التغيير في الجيش الإسرائيلي سيجعله أكثر احترافية، ولكنه لن يعود جيش الشعب كما كان من قبل، حسب وصف صحيفة هاآرتس الإسرائيلية.
ويقصد هنا أنه سيتم تقليل عدد الجنود في ظل تزايد رغبة الشباب الإسرائيلي في الابتعاد عن الجيش مقابل إطالة فترات خدمة الأفراد الأكثر كفاءة والذين يحتاجهم الجيش.
وتم تقليل مدة الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي بمقدار أربعة أشهر لتصبح عامين وثمانية أشهر. (تستمر المرأة في الخدمة لمدة عامين).
ومن المقرر أن تستمع الحكومة إلى آراء وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي بشأن الاقتراح بتقصير مدة خدمة الرجال لمدة شهرين إضافيين، ابتداءً من يونيو/حزيران 2020.
وتفكر إسرائيل في تخفيض الخدمة العسكرية للرجال لمدة عامين لتتساوى مع النساء، بينما ستتم إطالة فترة خدمة وحدات النخبة لتصل إلى ثماني سنوات.
التهديد الشيعي
اعتبر الجيش الإسرائيلي في استراتيجيته الدفاعية أن "التهديد الشيعي" يعتبر الأخطر بالنسبة لإسرائيل، لكن موقفها ما زال قوياً بسبب ضعف الدول العربية.
ويشدد الجيش، في وثيقة استراتيجية تم توزيعها بين العسكريين في إسرائيل ونشرت مقتطفات منها من قبل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، على الدور المحوري لإيران في تعزيز "النفوذ الشيعي"، لا سيما عبر تعاونها مع "حزب الله" اللبناني وخلق احتمال لاندلاع أعمال قتالية عبر نشر وحدات مسلحة شيعية قرب حدود إسرائيل مع سوريا في هضبة الجولان.
فلسطين الجبهة الأكثر اشتعالاً
ويقدر الجيش الإسرائيلي احتمال تصعيد الأوضاع في الحلبة الفلسطينية بالأكبر، واصفاً هذه الساحة بالأقل استقراراً، إلا أنها احتلت المرتبة الثانية فقط في قائمة التهديدات.
كما تشكل المنظمات الجهادية العالمية، وفي مقدمتها تنظيما "القاعدة" و"داعش"، حسب ما نشرته "هآرتس"، ثالث أكبر تهديد لأمن إسرائيل.
ومكانة الدول العربية تتراجع، بل إنهم يخططون للتعاون معها
وتقول الوثيقة في تقديرها العام إن "إسرائيل، وفي السنوات القريبة، ستتمتع بوضع استراتيجي صارم وبمعادلة إيجابية في علاقاتها مع الأعداء"، وذلك بسبب الدعم الأمريكي، وإرجاء التهديد النووي الإيراني، وتراجع مكانة الدول العربية على خلفية قضاياها الداخلية، والقدرات العسكرية الإسرائيلية المتفوقة.
وتدعو استراتيجية الجيش، التي تم إعدادها تحت إشراف رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال غادي أيزنكوت، إلى تعزيز التعاون بين إسرائيل والدول "المعتدلة" في المنطقة.
وهناك فرق في طريقة التعامل مع إيران وحماس
إيران، في عقيدة أيزنكوت، هي أخطر عدو تواجهه إسرائيل، وينبغي لمواجهتها أن تطغى على جميع الجبهات الأخرى.
أما حماس، في الوقت نفسه، يجب أن يتم احتواؤها فقط. إذ تعتبر العقيدة أن هزيمة إيران بمثابة هزة ارتدادية للسقوط الأوسع للإسلاميين، والذي سيبدأ عندما تتخلى إيران عن نظام الملالي، حسب العقيدة.
لم يكن مبدأ استهداف الجهد الإيراني هو اختراع أيزنكوت، فقد أصبح واضحاً في يناير 2015، قبل شهر من توليه منصب رئيس الأركان، عندما قُتل الجنرال الإيراني محمد علي الله حدادي بصاروخ مجهول الهوية إلى جانب القائد بحزب الله جهاد مغنية و10 آخرين في سوريا.
في المقابل فالعلاقة مع الدول العربية وصلت إلى مستوى غير مسبوق
فقد اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوجود علاقات سرية مع جميع الدول العربية، إلا دولة واحدة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن علاقة بلاده جيدة مع كل الدول العربية باستثناء سوريا، وذلك على حسابه الرسمي بموقع تويتر.
رئيس الوزراء نتنياهو قال قبيل مغادرته البلاد متوجها إلى وارسو للمشاركة في مؤتمر الأمن والسلام الذي سيعقد هناك:
״علاقاتنا مع الدول العربية باستثناء سوريا علاقات جيدة جدا تتحسن طوال الوقت..
إسرائيل تعمل ضد إيران وانتشارها في المنطقة كل يوم بما في ذلك الأمس.״ pic.twitter.com/F5LuV8L7xQ— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) February 13, 2019
وأكد نتنياهو قبل مغادرته إلى مؤتمر الأمن والسلام في وارسو إن العلاقات مع الدول العربية "جيدة جداً وتتحسن طوال الوقت".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده تعمل ضد إيران وانتشارها في المنطقة كل يوم بما في ذلك "الأمس".
وكشفت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية من قبل أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أجرى سلسلة من المحادثات السرية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في أعقاب توقيع الاتفاق النووي مع إيران.
والمحادثات بحسب القناة تناولت التنسيق بين الطرفين بشأن الملف الإيراني، كما بحث الطرفان محاولة دفع عملية سياسية إقليمية في المنطقة.
كما أعلنت القناة أنها ستكشف المزيد من التفاصيل حول العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات.
وكما قال بنيامين نتنياهو أكثر من مرة إن عملية "تطبيع"، تجري مع العالم العربي، دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين.
وقال: "ما يحدث في الوقت الحالي هو أننا في عملية تطبيع مع العالم العربي دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين".
حتى أنه زار أربع دول عربية سراً
كما كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن زيارته بشكل سري أربع دول عربية. وذكرت القناة الثانية العبرية أن نتنياهو قال إنه زار خلال العام الماضي بشكل سري أربع دول عربية ليست لها علاقات رسمية مع "إسرائيل".
وحسب القناة، فإن نتنياهو وعد في تصريحات بعد انتهاء مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط الذي اختتم في العاصمة البولندية أمس، بحدوث تطور كبير في العلاقات بين "إسرائيل" والدول العربية في المستقبل القريب، وفقاً لما نقلته "روسيا اليوم".
كما أن وزراء عرباً دافعوا عن الجرائم الإسرائيلية
ونشر مكتب نتنياهو تسجيلاً مصوراً ثم سحبه لمداخلات وزراء خارجية كل من السعودية والإمارات والبحرين، خلال جلسة نُظمت بنوع من التكتم في وارسو، وأبدوا فيها مواقف أكثر ميلاً إلى التطبيع.
وخلال التسجيل، أجاب وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان على سؤال بشأن الأنشطة الإسرائيلية في سوريا قائلاً: "إن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها عندما تواجه تحدياً".
في حين قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير: "إن النظام الإيراني ليست له أخلاقيات لأنه يستهدف دبلوماسيين ويفجر سفارات"، متسائلاً عمَّن يدعم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، مجيباً بأنها إيران التي تزعزع الوضع في عدة دول عربية، وفق وصفه.
وإسرائيل تدعو علناً للعمل ضد إيران، وتعتبر بعض الدول العربية حلفاء
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن هناك تغيراً جوهرياً في سياسة دول عربية وإسلامية في المنطقة، وذلك بحسب بيان لمكتبه.
وأضاف نتنياهو: "تتمحور سياسة هذه الدول (لم يسمها) حالياً حول مسألة التصدي لإيران والتيارات الإسلامية المتطرفة".
وأشاد نتنياهو بما وصفها بـ"الإنجازات" التي تم تحقيقها في هذا المضمار خلال مؤتمر وارسو. وقال: "تحدث ممثلو الدول العربية عن كون إيران أكبر خطر في المنطقة اليوم". وتابع: "هذه الدول أقرت بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بوجه هذا الخطر".
فلم نعد عدواً بالنسبة لهم بل التطرف الإسلامي
وقال نتنياهو في 18 فبراير/شباط 2019 خلال كلمة في مؤتمر "منظمات اليهودية الأمريكية" إن "هناك تغيراً هائلاً فيما يخص قبول إسرائيل من دول العالم.
وأضاف قائلاً "فمعظم الدول العربية والإسلامية لم تعد تنظر لإسرائيل باعتبارها عدواً، بل أصبحت تنظر إليها على أنها حليف لا يمكن التخلي عنه في مواجهة الإرهاب الإسلامي، سواء من المتطرفين السنة أو المتطرفين الشيعة".
والأمر وصل إلى أن نتنياهو يدعم شراء مصر لغواصات ألمانية
وليس أدل على تغير عقيدة الجيش الإسرائيلي من قيام نتنياهو بالموافقة على بيع غواصات ألمانية إلى مصر وتأكيده أنه فعل ذلك حماية لأمن إسرائيل.
وتقليدياً كانت إسرائيل تحاول عرقلة أي صفقات سلاح غربية للدول العربية حتى مع مصر رغم اتفاقية السلام التي تربط البلدين.
ولكن يبدو أن متانة العلاقة بين إسرائيل والعديد من الدول العربية الكبرى وصلت إلى درجة لم تعرفها المنطقة في تاريخها.
فقد دافع، بنيامين نتنياهو، السبت 23 مارس/آذار 2019، عن موافقته على بيع ألمانيا غواصات متطورة إلى مصر، دون إعلام المؤسسة العسكرية في إسرائيل، قائلاً إن ذلك "سر من أسرار الدولة يُحظر البوح به".
جاء ذلك في حوار أجرته معه القناه الـ12 الإسرائيلية، قبل 17 يوماً من الانتخابات البرلمانية المقررة في 9 أبريل/نيسان 2019، لانتخاب 120 عضواً للكنيست.
وكشف عاموس جلعاد، الرئيس السابق للدائرة السياسية الأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن مسؤولاً ألمانياً أبلغه أن نتنياهو وافق على بيع غواصات ألمانية لمصر.
ولم ينكر نتنياهو أنه أخفى معلومات عن قادة مؤسسة الدفاع الإسرائيلية حول قضية بيع الغواصات الألمانية لمصر.
وأوضح في هذا السياق: "على أية حال، كانت مصر ستشتري (غواصات) من كوريا الجنوبية أو دول أخرى".
وتابع: "يحاول كل من غانتس ولبيد، خاصة بوغي (يعلون) وأشكنازي، إجباري على كشف سر من أسرار الدولة، إنهم يعرّضون أمن الدولة للخطر، لا يمكنني الكشف عن ذلك".
وتسلمت مصر، في ديسمبر/كانون الأول 2016، أول غواصة من صفقة تضم عدة غواصات من طراز "1400/209″، في حين تسلمت الثانية في أغسطس/آب 2017.