خبر سار لليمنيين ساقته الأمم المتحدة قبل أيام، عندما أعلنت أن الحبوب الحيوية المُخزَّنة في مدينة الحديدة اليمنية أصبحت صالحةً للأكل، ليمتد بذلك شريان الحياة لليمنيين الذين يموتون جوعاً، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
وكان الوصول إلى هذه الحبوب مستحيلاً في البداية، ثم تعفَّنت. لكن الأمم المتحدة أكَّدت لموقع Middle East Eye يوم الأربعاء 20 مارس/آذار 2019، أن الحبوب الحيوية المُخزَّنة في مدينة الحديدة اليمنية أصبحت صالحةً للأكل، ليمتد بذلك شريان الحياة لليمنيين الذين يموتون جوعاً.
وفشل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في الوصول إلى صوامع الغلال الموجودة داخل المدينة المرفئية، بدايةً من سبتمبر/أيلول وحتى فبراير/شباط، وذلك في ظل اقتراب ثمانية مليون يمنيٍّ من حافة المجاعة.
ودفع هجومٌ للقوات المُؤيدة للحكومة ضد مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيوين، والتي تُعَدُّ بوابة دخول قرابة 70% من المساعدات الإنسانية، بالبلاد، إلى أزمةٍ أكبر وقطع الطريق بين الأمم المتحدة وصوامع الغلال.
وبمجرد نجاح الوكالة في الوصول إلى الصوامع ارتفعت الآمال في الإفراج عن 51 ألف طنٍ من القمح الجاهز ليستهلكه شعب الحديدة الذي يتضوَّر جوعاً.
لكن التقارير انتشرت سريعاً بأن القمح، الذي يُشكِّل ربع مخزون برنامج الأغذية العالمي داخل البلاد، أصابه السوس وتعفَّن.
واتَّضحت صحة تلك التقارير بعد إجراء الاختبارات، لكن كميةً كبيرةً من القمح كانت قابلةً للإصلاح.
وقال أحد المُتحدِّثين باسم الوكالة، الذي رفض ذكر اسمه، للموقع البريطاني: "أجرى برنامج الغذاء العالمي تقييماً كاملاً لوضع القمح، وأكَّدت الاختبارات المعملية إصابته بالحشرات، مما أدَّى إلى تجويف بعض الحبوب. لذا يجب تدخين القمح قبل طحنه ليتحوَّل إلى دقيق. ونتوقَّع انخفاض محصول الدقيق قليلاً عن المعتاد نتيجة الحبوب المُجوَّفة التي ستتم غربلتها أثناء عملية الطحن".
وذكر المتحدث الرسمي أن الحبوب المُخزَّنة داخل صوامع الحديدة كانت كافيةً لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر، وذلك قبل أن يفقد برنامج الأغذية العالمي قدرته على الوصول إليها في سبتمبر/أيلول.
وتابع: "في المرحلة الحالية، لا يُمكننا تأكيد حجم الدقيق الذي سننجح في استخراجه من القمح في مطاحن البحر الأحمر".
وينتظر برنامج الأغذية العالمي حالياً تصريحاً من السلطات المحلية للبدء في تدخين القمح وطحنه ليكون صالحاً للاستهلاك.
شريان حياة
فقد ناصر عبدالحميد، الذي يعيش في حي غليل بالحديدة وهو أبٌ لستة أطفال، وظيفته في صيد الأسماك، حين اندلعت حرب اليمن عام 2015، وهو الآن واحدٌ من 22 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الغذائية.
وقال للموقع: "تُؤدِّي منظمات المساعدات دوراً كبيراً في مساعدة المحتاجين داخل الحديدة. كُنَّا سنموت من دون مساعدتهم. وخلال الأشهر الأخيرة، علمنا أن كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام تعفَّنت داخل الصوامع، وهي أخبارٌ سيئةٌ بالنسبة لنا لأننا لن نتمكن من الحصول على مساعداتٍ مستقبلاً. ولكنني سعيدٌ اليوم بعد أن علمت أن الطعام لا يزال قابلاً للاستخدام".
ويُعاني عبدالحميد بصفةٍ يوميةٍ من أجل الحصول على الطعام، لكنه ينجح في توفير الحد الأدنى لأطفاله.
وأضاف: "لا نجد طعاماً كافياً في بعض الأحيان، لكننا نمنح الأولوية لأطفالنا، وهذا أكثر ما يُهمنا. نتمنى أن نحصل على قمح برنامج الأغذية العالمي قبل أن تنتهي صلاحيته، وأثق أن الوكالة تفعل ما بوسعها لمساعدتنا".
ويقوم برنامج الأغذية العالمي حالياً بتوفير المساعدات لعشرة ملايين يمنيٍّ كل شهر، لكن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تسعى حالياً لزيادة ذلك الرقم حتى يبلغ 12 مليون.
ويُعاني قرابة مليوني طفلٍ يمني من سوء التغذية.
وأشارت تقديرات منظمة أنقذوا الأطفال، العام الماضي، إلى موت قرابة 85 ألف طفل دون سن الخامسة، نتيجة سوء التغذية الشديد منذ دخول التحالف الذي تقوده السعودية الصراع نيابةً عن الحكومة عام 2015.