حضر عدة أعضاء من العصابة صلاة الجمعة 22 مارس/آذار 2019، في متنزه هاغلي بارك، حيث تحدَّث إمام مسجد النور، جمال فودة، إلى آلاف الناس لتكريم الأشخاص الـ50 الذين قضوا في مسجدي كرايستشيرش، نقلاً عن موقع NZ Herald النيوزيلندي.
وبدا أنَّ أعضاء عصابة مونغريل موب، الذين كانوا يرتدون القمصان الخاصة بالعصابة، وقبعات حمراء، ونظارات شمسية داكنة، يريدون أن يقفوا حراسَ أمنٍ في حين يدخل الناس إلى الصلاة. وكان هناك أيضاً وجودٌ كثيفٌ للشرطة المُسلحة والأمن الخاص.
وكانوا أيضاً يلتقطون صور سيلفي في حين كان الرياضي الأسترالي أنتوني موندين يتحدَّث إلى وسائل الإعلام.
وبمدينة هاملتون في نيوزيلندا، حضر فرع عصابة مونغريل موب بإقليم وايكاتو صلاة العصر الجمعة 22 مارس/آذار 2019، في أحد المساجد.
رئيس العصابة شرح أسباب قيامهم بذلك
وقال رئيس العصابة سوني فاتو إنَّ هناك ثلاثة أسباب لذلك.
وقال إنَّ السبب الأول هو أنَّ "لدينا إخواناً، وأخوات، وأقارب يُمارسون شعائر العقيدة الإسلامية".
وتابع فاتو: "السبب الثاني هو أنَّه واجب علينا كمجتمع أن نكون موجودين في وقت الحاجة. والسبب الثالث، إذا نظرنا إلى الشرطة الفعالة، فإنَّها تكون أكثر فاعلية عندما يعملون مع المجتمع. لا يمكنهم القيام بكل شيء بمفردهم".
قدمت عصابة فاتو عرضاً قوياً وحماسياً لرقصة الهاكا على جانب الطريق خارج المسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة مباشرة.
وتجمهر حشدٌ ضخم حول العصابة وهتفوا وصفقوا، واحتضن العديد من المسلمين أعضاء العصابة، وصافحوا أيديهم، والتقطوا صوراً معهم.
وقال فاتو إنَّ استقبال العصابة كان هائلاً.
وأضاف فاتو: "من الواضح أنَّ هناك أشخاصاً يرون الخير الذي نقوم به. يركز الجميع بشدة على الأمور السلبية والسيئة. لذا، من الجيد أن تكون قادراً على فعل شيء صالح والناس يدركون ذلك، لأنَّ الألم واحد بالنسبة للجميع".
وقال شهيد خان، من جمعية وايكاتو للمسلمين، إنَّ أعضاء مونغريل موب طلبوا الإذن لحضور صلاة الجمعة 22 مارس/آذار 2019، منذ السبت الذي قبله 16 مارس/آذار 2019.
وأضاف: "أعتقد أنَّه علينا قبولهم، لأنَّهم جيدون وسيئون مثل أي شخص في مجتمعنا".
غيَّروا شعارهم من أجل ضحايا هجوم نيوزيلندا
في وقتٍ سابق من اليوم، ذكرت صحيفة هيرالد أنَّ أكبر جماعة مونغريل موب في العالم قالت إنَّها ستتخلى عن استخدام الرمزية النازية في أعقاب الهجوم.
وقال بايتو فاتو، رئيس مملكة مونغريل موب، لقناة Te Ao الماورية، إنَّ منظمته لن تستخدم بعد الآن صيحة العصابة الحاشدة التي استخدموها على مدار الأعوام الـ50 الماضية، وهي "Sieg Heil".
وهذه العبارة ألمانية وتعني "يعيش النصر"، وكانت التحية الخاصة بحزب أدولف هتلر الاشتراكي القومي، أو النظام النازي.
وبدلاً من ذلك، ستكون عبارة "مونغريل موب" هي الصيحة الجديدة، على حد تعبير فاتو لقناة Te Ao، في محاولة للابتعاد عن الجريمة العنيفة، وضمن ذلك العنفُ المنزلي وإساءة استخدام المخدرات.
وأضاف فاتو: "أحب أن يُنادي إخواننا وأخواتنا بعضهم البعض بقول مونغريل موب".
ويدَّعي فاتو أنَّ هذه الخطوة جزءٌ من عملية الانتقال إلى قضية جديدة تُركز على تمكين الأقارب، والنساء والأطفال، وفقاً لما ذكرته قناه Te Ao.
وأكمل فاتو: "إنَّ الأمر يتعلق بتغيير كبير في العقل. إنَّه يتعلق بالبدء والعمل بإنتاجية، وبإيجابية، وبشكلٍ بنَّاء من أجل الوصول إلى أفضل ما في قدرتنا. القيام بما يفعله الجميع ومحاولة أن نفعله بصورة أفضل قليلاً".
تبنت مونغريل موب رموز المناهضة للمؤسسة والكراهية في أوائل الستينيات كطريقة للتمرد على "النظام".
وقال فاتو عن الأسلوب الجديد: "إنَّني أنظر إلى هذا العصر كفترة شفاء".
وأضاف: "عندما ننظر إلى الماضي، إلى الطريقة التي استخدمناها، سنجد التمرد على النظام. أي شيء كان النظام يراه سيئاً، كنَّا نتبنى بعضه وكانت هذه طريقتنا لمضايقة الحكومة".
مونغريل من بين كبرى العصابات في نيوزيلندا
وذكرت قناة Te Ao أنَّ هذه هي أسرع أفرع العصابة نمواً في نيوزيلندا، حيث تضم أكثر من 400 عضو محلي و200 من دول مثل كندا، وروسيا، وفرنسا، وجزر سليمان.
وقال فاتو لقناة Te Ao إنَّ معظم امتدادات العصابة الإقليمية ليست على استعداد لتحذو حذوهم، وإنَّه لن يحاول التأثير عليهم.
وأضاف فاتو: "عندما نتعامل مع فروع أخرى، عندما يأتون إليّ معظمهم يقول مونغريل موب".
وتابع: "نأمل أن يكون لهذا الاجتماع صدى لدى بعض كبار الجماعة، وربما لدى أسرنا الممتدة للتفكير في الأمور".
ظهر أعضاء عصابة مونغريل موب واقفين، لتأمين المصلين في كرايستشيرش من أجل ضحايا الهجمات الإرهابية الـ50.
ولكن الصلة بهتلر وفظائعه في الحرب العالمية الثانية أثارت إدانة واسعة النطاق.