كشف بحث جديد نُشر في 11 مارس/آذار 2019، أن استخدام الأجهزة المحمولة لا يؤثر على الوقت الذي تقضيه العائلة في المنزل معاً.
ومع تزايد عدد الأجهزة المحمولة في العالم بوتيرة سريعة، قد يفترض البعض أن استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية قد يكون له تأثير سلبي على الوقت الذي يقضيه الأطفال مع أبويهم.
إلا أن هناك دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعات أوكسفورد ووريك، كشفت أن ذلك قد لا يكون صحيحاً بالضرورة، وفقاً لما نشره موقع صحيفة Independent البريطانية.
تقييم البيانات
وفقاً لنتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة Journal of Marriage and Family، فإن الأبناء يقضون وقتاً أطول في المنزل مع أبويهم أكثر مما كان عليه الحال في عام 2000.
ومع ذلك، فإن مقدار الوقت الذي يقضيه الأبناء والأبوان معاً في القيام بأنشطة مشتركة مثل تناول الوجبات أو مشاهدة التلفاز لم يتغير بشكل كبير.
ومن أجل الدراسة، قيّم الفريق البيانات التي جمعوها من استطلاعات استخدام الوقت المنزلي في عامي 2000 و2015.
وحللوا عينة من 5,000 مذكرة يوميات كتبها 2,500 طفل، بأعمار بين الثامنة والسادسة عشرة، وآباؤهم.
ووفقاً لهذا البحث، فقد قضت العائلات معاً في المتوسط 30 دقيقة أكثر يومياً في نفس الموقع عام 2015، عن الوقت الذي كانوا يقضونه معاً في عام 2000، بزيادة متوسط وقت العائلة بشكل عام من 347 دقيقة، عام 2000، إلى 379 دقيقة، عام 2015.
عدم تأثر مقدار الوقت
وفي عام 2015، وُجد أن الأبناء يقضون في المتوسط 136 دقيقة يومياً في المنزل، فيما يُعرف بوقت "معاً وحدنا"، و87 دقيقة يومياً مشاركين في الأنشطة المشتركة مع أقاربهم.
"وقت معاً وحدنا"، كما يشرحه الباحثون، هو الوقت الذي يقضيه الأبناء في المنزل مع أبويهم، ولكن يقولون إنهم وحدهم.
ويشير الباحثون أيضاً إلى أن مقدار الوقت الذي يقضيه الأبوان والأبناء يومياً في القيام بالأنشطة المشتركة لم يشهد إلا تغيرات طفيفة على مدار الـ15 عاماً الماضية، ليزداد بمقدار ثلاث دقائق فقط.
وقال د. كيالان مولان، من قسم الاجتماع بجامعة أوكسفورد: "يكشف بحثنا أن مساحة وقت العائلة بشكل عام ازدادت، ولكن بما يعرف بوقت وحدنا معاً، حيث يكون الأبناء والأبوان في نفس المكان، ولكن يذكر الأبناء وقتها أنهم كانوا وحدهم، وهو ما يفسر هذه الزيادة في وقت العائلة إجمالاً".
وأضاف: "بالنظر إلى هذه الزيادة الكبيرة في وقت وحدنا معاً، قد يكون من المطمئن أيضاً أننا وجدنا عدم تأثر مقدار الوقت الذي تقضيه العائلة في الأنشطة المشتركة بين عاميّ 2000 و2015. وهذا يشير إلى أن الآباء لا يزالون يقدّرون الأمور الجوهرية للحياة العائلية التقليدية، مثل أوقات الوجبات العائلية أو مشاركة الهوايات، أو يحاولون إعطاء أبنائهم الأولوية في مواجهة ضغوط التغيرات التكنولوجية".
حاجة للمزيد من البحث
وأشارت د. ستيلا شاتيثيوكاري، من قسم الاجتماع بجامعة ووريك، أن الدراسة توّضح كيف أصبح استخدام الأجهزة الرقمية "جزء لا يتجزأ من الحياة الأسرية".
وقالت: "من الجدير بالذكر أن استخدام الأجهزة المحمولة قد يكون مكمّلاً للأنشطة العائلية، كما يساعد الأطفال والشباب على تكوين الصداقات والحفاظ عليها خارج المنزل".
وتعتقد أستاذة الاجتماع أن هناك حاجة للمزيد من البحث لاكتشاف مدى تأثّر نوعية وجودة التفاعل بين أعضاء الأسرة الواحدة باستخدام الأجهزة الرقمية.
كما اكتشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Paediatrics أن مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال بعمر أقل من السنتين في مشاهدة شاشات الأجهزة الرقمية قد تضاعف أكثر من مرة على مدار 17 عاماً.