أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إعادة فتح مركز احتجاز للمهاجرين في جزيرة كريسماس الواقعة في المحيط الهندي، بعد إغلاقه قبل عدة أشهر.
وصدر هذا القرار المثير للجدل أمس الأربعاء 14 مارس/آذار 2019 بعد يوم واحد على نكسة لحكومته في البرلمان، بعد خسارتها التصويت على قانون أساسي يتعلق باللاجئين.
إعادة فتح مركز احتجاز للمهاجرين في جزيرة كريسماس جاءت بعد هزيمته المخزية
فبعد يوم على هزيمة قاسية لحكومته المحافظة في البرلمان، إثر خسارتها التصويت على قانون أساسي يتعلق باللجوء، عزَّز رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الأربعاء 14 مارس/آذار 2019، سياساته المتشددة تجاه الهجرة، بإعلانه إعادة فتح مركز احتجاز للمهاجرين في جزيرة كريسماس.
وأعطى موريسون الضوءَ الأخضر لفتح مركز الاحتجاز مجدداً بعد إغلاقه قبل عدة أشهر، وذلك بحجة أن قوانين جديدة صادق عليها البرلمان سوف تزيد من عدد الذين سيحاولون دخول البلاد بطريقة غير شرعية.
Why did #ScuMo waste Billions on torturing innocent Asylum Seekers on Christmas island again @43a6f0ce5dac4ea @ozcrimenews when he allowed @PeterDutton_MP and his mates to rort $2+ Billions on the #Manus #Nauru farce? @quaedvliegs pic.twitter.com/msYJA8szBm
— Kangaroo Courts Aus (@JudicialCorrupt) March 13, 2019
وكان البرلمان قد تجاهل الثلاثاء والأربعاء تحذيرات حكومية، وأقرَّ تشريعاً يسمح للاجئين وطالبي اللجوء المحتجزين في مراكز خارجية موجودة في جزيرة ناورو وجزيرة مانوس بالسفر إلى أستراليا لتلقي العلاج الطبي.
وزعم رئيس الوزراء أنه يعيد فتح المركز للتعامل مع التدفق المحتمل للاجئين من مراكز الاعتقال في جزيرة ماننوس وناورو (جزيرتان مستقلتان شكلاً تابعتان فعلياً لأستراليا).
وسمح قرار البرلمان للأطباء بتحديد ما إذا كان ينبغي نقل اللاجئين من المراكز الخارجية إلى أستراليا لتلقي العلاج.
إنني أقوم بذلك بناء على توصيات الأجهزة الأمنية السرية
واتهم موريسون المعارضة بـ "إضعاف حدودنا وتعريضها للخطر"، وأكد أنه يتبنى "100%" سلسلة توصيات صادرة عن الأجهزة الأمنية في البلاد، لتعزيز الجهود لمنع وصول المهاجرين وطالبي اللجوء عن طريق البحر.
ورفض موريسون الكشفَ عن هذه التوصيات السرية، عدا الإعلان عن إعادة فتح مركز الاحتجاز في جزيرة كريسماس، وهي منطقة أسترالية نائية، تبعُد نحو 2,300 كلم شمال غربي مدينة بيرث الغربية.
وتهدف خطوة رئيس الحكومة الأسترالية للتحايل على البرلمان، بتحويل اللاجئين إلى هذه الجزيرة المعزولة التي تعتبر من الناحية الرسمية جزءا من الأراضي الأسترالية
incidentally Australia changed the law allowing doctors to evacuate detainees to Australia for medical attention. here's a map showing where the govt (who opposed the law) will now send them – Christmas Island pic.twitter.com/WdApn8g6yg
— Julian Del Beato (@delbified) March 12, 2019
قرار النواب لا يلزمني
وقبل قرار البرلمان، كشف مايكل بيزولو، المدير العام لوزارة الداخلية في أستراليا أنَّ اللاجئين المرضى في جزيرتي مانوس وناورو سيُرسَلون إلى جزيرة الكريسماس، وليس البرِّ الأسترالي الرئيسي، بموجب قوانين جديدة متعلقة بالإجلاء الطبي.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن حكومة ناورو أقرَّت كذلك قوانين تحظر التحويلات الطبية القائمة على تقييمات الرعاية الصحية التي تُجرى عن بُعد، مما يهدد بخرق النظام، واحتمالية انتهاك القانون الدولي، وفقاً لما ذكره بعضُ المحامين الحقوقيين.
وأضاف بيزولو، رداً على أسئلة طرحها السناتور نيك ماكيم المنتمي إلى حزب الخُضر الأسترالي: "من الواضح بالطبع أنَّ العلاج إذا كان متوفراً في البر الرئيسي فقط، سيُنقَل المرضى إلى هناك".
وقال ماكيم قبل صدور قرار البرلمان إنَّ هذا الإعلان "الشائن" من الحكومة أثار العديد من الأسئلة، ويُمثِّل "نبذاً واضحاً لنية البرلمان الواضحة، التي تهدف إلى حصول الناس على علاجٍ طبي أفضل، وهو أمر غير متوفر في جزيرة الكريسماس".
وكتب ماكيم في تغريدةٍ عبر حسابه على تويتر: "الحكومة تعتزم إرسال اللاجئين وطالبي اللجوء المرضى إلى جزيرة الكريسماس، هذه وحشيةٌ مُطلقة، ونبذٌ لإرادة البرلمان".
ولن أستقيل حتى بعد ما حدث في البرلمان
وجاء هذا القرار في الوقت الذي يستعد فيه المحافظون والعمال لحملات انتخابية قاسية قبل موعد الانتخابات العامة، المقررة في مايو/أيار 2019، وسط جدل حاد بشأن السياسات المتشددة للحكومة المحافظة حول الهجرة.
ونتج عن هذه السياسات استمرار احتجاز الآلاف من طالبي اللجوء منذ سنوات، في جزيرتي مانوس وناورو، في ظروف أدانتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
Today I inspected the facilities on Christmas Island to ensure they were ready to go. This is deterrent to people smugglers and to anyone who thinks they can game the system to get to Australia. pic.twitter.com/9i3uGgt2KW
— Scott Morrison (@ScottMorrisonMP) March 6, 2019
وفي أعقاب نكسته البرلمانية رفَضَ رئيس الحكومة الأسترالية دعوات للاستقالة، أو الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، معتبراً أنه سيكون بإمكان الأستراليين تحديد خياراتهم في انتخابات مايو/أيار 2019.
ويحرص حزبه الليبرالي على تقديم ميزانية ذات فائض قبل الانتخابات، في الوقت الذي تشير فيه الاستطلاعات إلى أن حزب العمال المعارض يحظى بغالبية، لتأكيد ادعاءاته بأنه أفضل مؤتمن على الشؤون المالية لأستراليا.
وكان مركز الاحتجاز في جزيرة كريسماس، التي تقع في المحيط الهندي إلى الجنوب من جزيرة جاوا الإندونيسية يضمّ آلاف الأشخاص، لكن آخر 35 محتجزاً منهم تم إجلاؤهم من الجزيرة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عند إغلاقه.
المركز أُغلق العام الماضي بعدما قام لاجئون بخياطة شفاههم
وكانت أستراليا قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول 2018، إغلاق هذا المركز، موضع الجدل، لاحتجاز طالبي اللجوء على جزيرة كريسماس في المحيط الهندي.
وتواجه كانبيرا انتقادات حادة تجاه هذه السياسة الصارمة التي طبَّقها المحافظون في نهاية 2013، التي تقضي بردِّ جميع السفن التي تحاول الوصول خِلسة إلى سواحلها.
The Australian Independent Media Network
Everything Morrison does is a stunt.
'Publicised Cruelty: Scott Morrison Visits Christmas Island'https://t.co/odTfn40T7j pic.twitter.com/bThumgLCgD— Deb Kirby (@DuchessFrida) March 12, 2019
والمهاجرون الذين يتمكنون من الوصول إلى الشواطئ الأسترالية يودعون لفترات غير محددة زمنياً في معسكرات اعتقال في جزيرة مانوس، في بابوا غينيا الجديدة، وجزيرة ناورو الصغيرة في المحيط الهادئ، وجزيرة كريسماس، ريثما تُدرس طلباتهم.
وتقع جزيرة كريسماس على مسافة 2300 كلم إلى شمال غربي بيرث، مركز ولاية أستراليا الغربية. وشهد مركز الاحتجاز فيها أعمال شغب وعمليات انتحار، فيما قام بعض طالبي اللجوء بخياطة شفاههم احتجاجاً على سوء المعاملة.
ولكننا نفعل ذلك لوقف عصابات المهربين
وتُبرر كانبيرا سياستها تجاه المهاجرين بضرورة مكافحة عصابات المهربين، وردع المهاجرين عن القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر نحو أستراليا.
وتتعرض الحكومة الأسترالية منذ سنوات لانتقادات حادة من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، بسبب احتجازها اللاجئين، ولاسيما الأطفال، لفترات طويلة جداً، في هذه المنشآت، وسط ظروف حياتية بالغة القسوة.
ولا يُسمح للاجئين غير القانونيين بالإقامة في أستراليا حتى لو كانت طلباتهم مبرَّرة، ويُخيَّرون ما بين التوجه إلى بلد ثالث أو العودة إلى بلادهم.
وفي فترة ما، كان مهاجرون من الشرق الأوسط وأفغانستان يصلون بشكل شبه يومي بعد إبحارهم من إندونيسيا أو سريلانكا، في رحلات شهدت الكثير من حوادث الغرق.
"Can We Electrify This Fence?" The Nightwatchman Asks Christmas Island Hospital Staff: https://t.co/80584kyOSF pic.twitter.com/34Hmr5R4b3
— The Betoota Advocate (@BetootaAdvocate) March 7, 2019
ألفا طفل محتجزون ولست أنا المسؤول
وقال كولمان "كان هناك أكثر من 10 آلاف شخص في مراكز احتجاز المهاجرين عند أشد الأزمة، في يوليو/تموز 2013، بينهم ألفا طفل"، مندداً بمسؤولية الحكومات العمالية السابقة.
وقال: "هذه الحكومة أوقفت السفن، ووضعت حداً لحركة الاتجار (بالبشر) التي كانت تمارسها عصابات مهربين، وأخرجت هؤلاء الأطفال من الاعتقال".
وشهد معسكر جزيرة كريسماس الذي احتجز فيه مؤخراً أيضاً أجانب أدينوا بجرائم حق عام وألغيت إقاماتهم، أعمال شغب عنيفة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد وفاة أحد طالبي اللجوء.
يقال إن حوالي 1000 من طالبي اللجوء واللاجئين محتجزون في مركزين خارجيين في أستراليا في جزيرة مانوس وفي ناورو.