عبر حملة تضامنية، ناشد نشطاء عرب وأجانب السلطات السعودية الإفراج عن د وليد فتيحي المعتقل في سجن ذهبان، أحد "أكبر سجون المملكة"، والذي اعتُقل ضمن حملة "الريتز كارلتون".
ولكن، من هو وليد فتيحي الذي اعتقلته السعودية 2017 ضمن حملة بدعوى محاربة الفساد؟
نشأ فتيحي في أسرة اشتهرت بتجارة الذهب والمجوهرات، فوالده رجل الأعمال أحمد حسن فتيحي صاحب شركة فتيحي العالمية، وكان عمه حمزة فتيحي المؤسس الفعلي لنادي الاتحاد السعودي، وهو متزوج ولدية 5 أبناء.
أنهى فتيحي دراسته في جامعة جورج واشنطن بفرع الهندسة، وتخرج بترتيب الأول على دفعته بمرتبة الشرف الأولى؛
ومن ثم التحق بكلية الطب في جامعة جورج واشنطن، حيث حاز شهادة الدكتوراه بالطب (Medical Doctorate)، ليصبح أول سعودي يحصل على شهادة (MD) من الولايات المتحدة الأمريكية
ثم أتم تدريبه وزمالته من المستشفيات التابعة لكلية طب جامعة هارفارد.
حصل فتيحي على البورد الأمريكي في الأمراض الباطنية، والبورد الأمريكي في الغدد الصماء والسكري،
وحصل على جوائز عدة، منها جائزة أفضل معيد لعام 1993 من مستشفى مازنت أوربورن التابعة لكلية الطب بجامعة هارفارد.
وعمل ما بين 1999-2002 عضو هيئة تدريس بكلية طب جامعة هارفارد، واستشارياً في الغدد الصماء والسكري بمركز جوزلن العالمي للسكري (JOSLIN) التابع لكلية طب جامعة هارفارد.
كما حصل على درجة الماجستير في الصحة العامة بالإدارة والقوانين الطبية من جامعة هارفارد للصحة العامة.
كثير من المحاضرات ألقاها فتيحي في ندوات ومؤتمرات طبية، ونُشرت له كثير من المقالات الطبية في صحف عربية معروفة.
فضلاً عن حصوله على بعض الجوائز الطبية الأمريكية الرفيعة، وزمالة بعض الجمعيات والهيئات الطبية الأمريكية.
قبل اعتقاله في 2017، كان فتيحي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمستشفى المركز الطبي الدولي في جدة بالمملكة العربية السعودية وهو صاحب فكرة إنشائه
والذي افتتحه الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بالتعاون مع كليفلاند كلينك الأمريكية.
وليد فتيحي له اهتمامات أدبية، إذ إنه كان يكتب في صحيفة "عكاظ" مقالات أسبوعية بعنوان "آفاق من الحياة"
وشغل منصب رئيس تحرير مجلة "صحتك" ربع السنوية التي كانت تصدر في المملكة العربية السعودية.
واشتهر فتيحي بتقديمه البرنامج التلفزيوني "ومحياي" على قناة "إم بي سي"، والذي يهدف إلى تغيير الأخطاء والسلوكيات والأفكار السيئة المنتشرة في المجتمعات العربية.
وكان فتيحي قد حصل على الجنسية الأمريكية في أثناء دراسته وممارسته الطب بالولايات المتحدة، ثم عاد إلى السعودية وأسس مستشفى خاصاً في جدة.
الطبيب فتيحي، كان قد تم اقتياده من منزله في جدة في منتصف الليل في الشتاء الماضي، حيث تم جمع 200 من السعوديين الأثرياء واحتجازهم داخل فندق ريتز كارلتون في الرياض، وهو ما وصفه ولي العهد بأنه "قمع للفساد".
وأُدخل المستشفى ما لا يقل عن 17 معتقلاً آخرين، مع الدكتور فتيحي، وتوفي شخص واحد على الأقل نتيجة الاعتداء أثناء الاحتجاز.
وقد أُفرج عن معظم المعتقلين الآن، بعد توقيع تسويات، بعدما دفعوا مبالغ كبيرة مقابل حريتهم. ويظل الكثيرون ممنوعين من مغادرة المملكة، ويطلب منهم ارتداء أساور في الكاحل لتتبّع تحركاتهم.
لكن الدكتور فتيحي كان من بين العشرات الذين نُقلوا إلى السجون لفترات سجن أطول، رغم أنهم لم يُتهموا رسمياً بأية جرائم.
وقال أصدقاؤه إن عائلته المصابة بـ "الذعر" خوفاً عليه، سعت على مضض إلى مساعدة سفارة الولايات المتحدة، بعد أن سعت في البداية إلى ضمان إطلاق سراحه بهدوء خشية التعرض لمزيد من العقاب، لكن ذلك باء بالفشل.