في الألفية الجديدة يحدث التقدم والتغيُّر بسرعة أكبر من أي وقت مضى، على سبيل المثال انظر كيف اختلفت الحياة بين عامي 1999 و2019!
فمنذ 20 سنة تقريباً كانت الهواتف وسيلة اتصال لا أكثر، ولم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعي، وكانت فكرة السيارات ذاتية القيادة حلماً لا يمكن تحقيقه، كما كان عدد قليل جداً من سكان العالم يستخدم الإنترنت.
بالفعل تتطور التكنولوجيا بوتيرة سريعة وبشكل مذهل في عالم اليوم، ففي كل يوم، وكل ساعة يشهد العالم ولادة تكنولوجيا فائقة الدقة، أو تطورات كبيرة تدخل على تكنولوجيات قائمة.
في الوقت الحاضر تقوم الهواتف الذكية بعمل كل شيء، ويعمل الإنسان الآلي في غرف العمليات ومطاعم الوجبات السريعة، ويستطيع العلماء استخدام التصوير ثلاثي الأبعاد واستخراج الخلايا الجذعية وزرعها لتنمو كعظام بشرية من خلايا المريض نفسه، وغير ذلك…
ووفقاً لتقرير صدر عن دل تكنولوجيز مؤخراً، فإنه بحلول العام 2030 ستتحول كل مؤسسة إلى كيان قائم على التكنولوجيا.
وعلى الرغم من أننا لسنا متأكدين من الأفكار المبتكرة التي سيحملها المستقبل القريب، فإن هناك توقعات للعلماء حول الأشياء التي ستصبح مهملة حدَّ الاندثار بعد 20 عاماً من الآن تقريباً، نستعرض بعضاً منها فيما يلي:
دور السينما
بعد أن تم اختراع التلفزيون وأصبح من الممكن مشاهدة أفلامك المفضلة في غرفة المعيشة الخاصة بك، صار هناك ناقوس خطر ينذر باختفاء السينما كسلوك مدني وثقافي.
وعلى الرغم من أن الناس لا يزالون يستمتعون بالخروج إلى السينما، إلا أن التكنولوجيا مستمرة في التطور.
الآن يمكنك الحصول على عرض ثلاثي الأبعاد على أجهزة تلفزيون معينة، وهناك تلفزيونات حديثة أصبحت تعطيك تجربة مشاهدة ممتعة كأنك في دور السينما تماماً.
على سبيل المثال، في أبرز أحداث الدورة الأخيرة من مهرجان "كان"، التي أقيمت في مايو/أيار 2017، عرض فيلم أوكجا، صاحب الإنتاج الكوري الأمريكي المشترك، الذي أنتجته شركة نتفلكس ودفعت 50 مليون دولار كلفة صناعته كشرط لعدم توزيعه في دور العرض السينمائية، وأن تكون هي الوسيلة الوحيدة لمشاهدة الفيلم.
إن شبكات العرض التلفزيوني والمشاهدة الإلكترونية هي المستقبل الآن، و"نتفلكس" ليست وحدها، هناك "ستريم تي-في" التابعة لشركة "أمازون"، وكذلك شبكة "هولو" التي تملكها شركات "والت ديزني" و"فوكس" و"يونيفرسال".
تسعى كل من هذه الشبكات لإنشاء محتوى أصلي يخصها وحدها، وغير متاح إلا من خلالها، في محاولة منها لتكون الوحيدة على الساحة.
الأمر نفسه بالنسبة لعائدات "الدي في دي" الخاصة بالأفلام. لو أتيح فيلم ما على شبكة مثل "نتفلكس"، فلماذا يذهب المشاهد لشرائه من السوق؟
الاتصال الهاتفي بالإنترنت
إذا كنت ترغب في العودة لذكريات الاتصال بالإنترنت عن طريق الهاتف فيبدو أنك ستحتاج قريباً إلى القيام بذلك، إما في متحف أو مكان بعيد جداً.
وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة بيو فاونديتشن فإن 3% فقط من الأسر الأمريكية دخلت الإنترنت من خلال اتصال هاتفي في عام 2013. (اليوم، 70% لديهم البرودباند المنزلي).
البرودباند مصطلح يشير عادة إلى خدمة إنترنت عالية السرعة، متواصلة وأسرع من طريقة الاتصال عبر الهاتف. يمكن توفير خدمة البرودباند عبر الأجهزة اللاسلكية، واللاسلكية الثابتة، وعبر الكابلات، أو عبر الأقمار الصناعية.
عن طريق البرودباند يمكنك الدخول على الإنترنت بمجرد تشغيل الحاسب الآلي الخاص بك، كما أنك لن تحتاج أن تطلب أي رقم تليفون كي تتصل بمقدم خدمة الإنترنت.
سيستمر بعض مقدمي الخدمة في تقديم الطلب الهاتفي على أنه طلب ثانوي لمن لا يستطيعون أو لا يرغبون في الاتصال عبر الكابل، أو بأي وسيلة أخرى ذات نطاق ترددي عريض، لكن العدد الأكبر من مزودي خدمات الإنترنت قاموا بإلغاء خدمة الاتصال بالإنترنت من خلال الهاتف.
المصباح المتوهج
إن المصباح المتوهج التقليدي الذي تعود جذوره إلى توماس إديسون هو بالتأكيد في طريقه للاندثار.
اعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني 2014، أصبح تصنيع واستيراد المصابيح المتوهجة بحجم 40 إلى 100 واط أمراً غير قانوني في الولايات المتحدة، وهو جزء من جهد أوسع بكثير لتحفيز الأمريكيين لاستخدام كميات أقل من الكهرباء.
لا يزال بإمكان المتاجر بيع كل ما تبقى لديها من مخزون، ولكن المصابيح المتوهجة تعمل لمدة لا تزيد عن 1000 ساعة، مما يعني أنها ستختفي في النهاية.
وقد تحرَّكت صناعة الإضاءة إلى الأمام مع صناعة مصابيح موفرة للطاقة، مثل مصابيح الفلورسنت المدمجة، ومصابيح الهالوجين. ومؤخراً وبنجاح اللمبات التي تستخدم الثنائيات الباعثة للضوء.
وجنرال إلكتريك هي شركة صناعية وتكنولوجية في أمريكا ضخمة متعددة الجنسيات. يقع مقر الشركة الرئيسي في مدينة فيرفيلد بولاية كناتيكت الأمريكية. وفي تقييم فوربس فهي ثاني أكبر شركات العالم، ولها ما يفوق 300 ألف عامل.
بدأت العديد من الشركات تصنع هذا النوع من المصابيح، حتى إن الشركات الرائدة عالمياً في هذا المجال مثل جنرال إلكتريك وسيلفينيا وجدت شركات جديدة تنافسها مثل كري آند فيت.
الإبر
لحسن الحظ للجميع، فإن عصر حقن الإبرة سيصل قريباً إلى نهايته.
أعلن الباحثون بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن مشروعين جديدين لإنهاء حقن الإبرة.
أحدهما هو شكل من أشكال تكنولوجيا حقن الوقود التي يمكن أن تطلق مادة أسرع من سرعة الصوت من خلال المسام الموجودة في جلدك.
أما المشروع الثاني فيتضمن أن يبتلع المريض كبسولة بإبرة بداخله، بعد حقن الإبر الدقيقة في بطانة المعدة، يتم تفتيتها في وقت لاحق من قبل الجهاز الهضمي.
أشارت الدراسات الأولية على الحيوانات، إلى أن الكبسولة سلمت الأنسولين بشكل أكثر فاعلية من الحقن تحت الجلد، دون إحداث أي آثار جانبية ضارة، خلال مرورها عبر الجهاز الهضمي.
الغسالات والمجفِّفات
لم يعد غسل الملابس أمراً صعباً، خاصة عندما تقارنه بما كان يحدث قبل اختراع الغسالة الكهربائية والمجففات.
والخبر السار هو أنه بعد 20 سنة من الآن قد لا نحتاج إلى ذلك، ففي عام 2016 طوَّر فريق علماء من المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن الأسترالية نسيجاً قادراً على تنظيف ذاته.
واقترح الباحثون تقنية فعّالة ورخيصة لإنتاج بنى نانوية في النسيج تحلل المواد العضوية تحت تأثير الضوء.
تتميز البنى النانوية بقدرتها على امتصاص الضوء، ونتيجة التفاعل الكيميائي الذي يجري عن طريق تنشيط إلكترونات البنية تقوم هذه الإلكترونات بعد ذلك بإطلاق الطاقة، والتي تمكن النانو من تحليل المواد العضوية، وبالتالي يكتسب النسيج خاصية التنظيف الذاتي.
وأظهرت الاختبارات أن بعض أنواع الأقمشة تمكَّنت من تنظيف ذاتها خلال أقل من 6 دقائق.
وأضاف راماناثان أن "هناك المزيد من العمل يجب القيام به قبل أن يصبح بإمكاننا رمي الغسالات، ولكن هذا التقدم يضع أساساً قوياً لمستقبل منسوجات التنظيف الذاتي".
كلمات المرور
يتم استخدام كلمات المرور على نطاق واسع اليوم
ويقال إن الشخص العادي لديه 19 كلمة مرور، ويعترف نصفهم تقريباً باستخدام كلمات مرور ضعيفة وغير آمنة.
إن ظهور القياسات الحيوية، أي بصمات الأصابع والوجه والتعرف على الصوت، يعني أن كلمات المرور في طريقها للزوال، وهذا يعني أنك لن تكون مضطراً لتأليف كلمة مرور باسم كلبك أو بتاريخ زفافك مثلاً!
وبالمثل، قريباً لن تكون لديك مفاتيح مادية تخسرها، سيكون مفتاحك هو أي من الأجهزة الذكية التي تحملها، التي سيتم ربطها بيومترياً، بحيث لا يمكن لأحد أن يقوم بتشغيلها إلا أنت.
مفهوم (غير متصل بالإنترنت)
ستصبح الأشياء اليومية، مثل الملابس والسيارات والمعدات المنزلية، في وقت قريب "ذكية" ومتصلة بالإنترنت.
وبمجرد أن يصبح هذا حقيقة فلن يصبح مفهوم "غير متصل" و "تسجيل الخروج" منطقياً، لأن كل شيء تقريباً وكل شخص نتفاعل معه سيكون متصلاً طوال الوقت.
خصوصيتك
إذا كنت متصلاً بالإنترنت فمن الأفضل افتراض أنك لا تملك أي خصوصية بالفعل، وتتصرف وفقاً لذلك.
يتم تعقّب كل نقرة بالماوس، وضغط المفاتيح وتسجيلها وتحليلها محتمل، واستخدامها في نهاية الأمر بواسطة مديري منتجات الموقع وتسويقهم والمتسللين وغيرهم.
لاستخدام معظم الخدمات يتعين على المستخدمين الاشتراك في الشروط والأحكام المطولة التي تسمح بالحصول على بياناتهم من قِبل جميع الجهات الفاعلة.
تتم إضافة أجهزة الاستشعار إلى الأجهزة، والأضواء، والأقفال، وأنظمة التكييف، وحتى علب القمامة.
وهناك ابتكارات أخرى مثل استخدام إشارات الواي فاي لتتبع الحركات، سيستخدم تجار التجزئة هذه التقنية للتتبع بالتفصيل الدقيق كيفية قيام الأشخاص بالتجول في متجر والوصول إلى المنتجات.
أيضاً، برنامج التعرف على الوجه، الذي يمكن تغيير الإعلانات على العرض لتخصيصه لك.
بمجرد أن يتم تحديد شخص ما بواسطة متجر، يمكن استخدام سلوكه السابق لعرض إعلانات مستهدفة على شاشات ذكية تتطابق مع العادات الشرائية المعروفة لهذا الشخص.
في بعض مطاعم الوجبات السريعة في الصين لا يمكن لبرنامج التعرف على الوجوه التعرف على العملاء فقط، بل مطابقة بيانات الوجه مع الطلبات السابقة لتزويد العملاء بخيارات طعام أكثر خصوصية.
صفوف الدفع
تتطلع المتاجر إلى أن تكون مبتكرة، وإحدى أفضل الطرق للقيام بذلك هي إزالة الصفوف التي يقف فيها العميل لينتظر أن يأتي دوره، ويقوم بدفع أمواله والمحاسبة على ما قام بشرائه.
في العام الماضي، وفي خطوة قد تُحدث ثورة في أسلوب شرائنا للبقالة، افتتحت شركة أمازون أول متجر (أمازون جو) من دون محصلي ثمن المشتريات أو أجهزة للدفع الذاتي في مدينة سياتل الأمريكية.
وبمجرد أن يغادر المتسوقون المتجر، تتم إضافة مشترياتهم على بطاقاتهم الائتمانية.
ويدخل المتسوقون المتجر عبر بوابات تشبه تلك الموجودة بمحطات قطارات الأنفاق، حيث يسجلون دخولهم عبر تطبيق خاص بالمتجر على هواتفهم الذكية.
وعند اختيار أي صنف وسحبه من مكانه تقوم أجهزة الاستشعار الموجودة على الأرفف بإضافته على الفاتورة، وفي حال الرغبة في إرجاع أي منتج يجب وضعه على الرف مرة أخرى، وفي نفس المكان ليتم حذفه من الفاتورة.
يمكن لعملاء المتجر شراء جميع المنتجات والخروج دون دفع نقود، بل يتم سحب النقود أوتوماتيكيا، عن طريق حسابهم الخاص على موقع أمازون.
سيوفر الأمر الكثير من الوقت الذي كان يضيع في طابور الانتظار أمام ماكينات الدفع.
Amazon Go will allow Prime members to literally grab and go. https://t.co/1Fslf8kkpZ pic.twitter.com/ymnKQDrpFj
— USA TODAY (@USATODAY) January 22, 2018
شواحن الهاتف التي تتصل بمقبس للتيار الكهربائي
إذا خرجت من دون شحن هاتفك، فسيكون ذلك مصدر إزعاج كبير جداً بالنسبة لك، لأن جميع معلوماتك (بطاقات الائتمان وتأمين السيارات وما إلى ذلك) تكون متوفرة عليه.
ومع ذلك، فبالنظر إلى حلِّ هذه المشكلة تقوم بعض الشركات بتطوير تقنية تسمح للناس بشحن أجهزتهم، دون أن تخرج من جيوبهم. على وجه التحديد باستخدام موجات الراديو.
ويعتمد جهاز شحن اللاسلكي على تحويل الطاقة إلى موجات راديو يتم بثها وتستقبلها وحدة خاصة موجودة داخل الجهاز المطلوب شحنه، حيث يتم تحويل موجات الراديو إلى طاقة كهربائية لشحن بطارية الجهاز.
الأكياس البلاستيكية
يستغرق الأمر مئات السنين لتحلل كيس بلاستيكي، لهذا السبب حظرت العديد من الدول استخدام الأكياس البلاستيكية، وتشجيع المواطنين على استخدام طرق بديلة للتعبئة. على سبيل المثال يمكننا استخدام أكياس من النسيج الذي لا يسبب أي ضرر للبيئة.
التكنولوجيات التي تسمح بأداء مهام مختلفة باستخدام حركة اليد أو العين ستحل قريباً محل الأشياء المألوفة. يبدو أنك لن ترى المؤشر الصغير على الشاشة مرة أخرى.
الدفع النقدي
دراسة استقصائية لتحديد طريقة الدفع الأكثر شيوعاً. فقط 120 شخصاً من أصل 1000 شخص شملهم الاستطلاع فضّلوا النقود، بينما اختار الباقون بطاقات الائتمان. ولكن عمر بطاقات الائتمان يقترب أيضاً من نهايته، حيث يمكنك بالفعل الدفع باستخدام الساعات الذكية والهواتف الذكية وغيرها من الأدوات الذكية.
[image_with_caption src="https://arabicpost.net/wp-content/uploads/2019/02/iStock-910228866.jpg
سنتمكن من إتقان تقنية جديدة لشركة ماستركارد الأمريكية تسمى (سيلفي باي) وهو الدفع من خلال التقاط صورة سيلفي.
كل ما عليك فعله هو تنزيل تطبيق ماستركارد على هاتفك الذكي، ومن ثم إدخال بيانات بطاقة الائتمان، وبعدها التقاط صورة سيلفي لوجهك لإثبات شخصيتك وإتمام الدفع.
تخطط الشركة لإطلاق خدمة الدفع بالسيلفي في عدة دول حول العالم، هي الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى قريباً.