كان الحديث عن التباري بين الحاضرين خلال كلمة بشار الأسد رئيس النظام السوري من رؤساء المجالس المحلية منذ يوم أمس الأحد 17 فبراير/ شباط، بالشعر تارة والمواويل تارة أخرى، سائداً في حديث السوريين على الشبكات الاجتماعية، الخطاب الذي جاء بعد فترة أزمة معيشية في المناطق الواقعة تحت سيطرته.
وعلى خلاف صيحات "بالروح بالدم" المؤيدة للأسد المعتادة والأهازيج، سُجلت مقاطعته في 10 مناسبات على الأقل، بالشعر أو كلام بالفصحى أو اللهجات المحكية، أُغدق فيها بالمديح عليه وعلى الجيش، إلى جانب موال بلهجة سكان الساحل، المنطقة التي يتحدر منها الأسد.
ولُوحظ مراعاة تنوع خلفيات المتدخلين مناطقياً لتشمل كافة أرجاء سوريا.
ملخص خطاب سيادتو
Gepostet von Syrian Salabina am Sonntag, 17. Februar 2019
واعتبرت صفحات سورية على مواقع التواصل الاجتماعي هذه المقاطعات ملخصاً لما ورد في الخطاب، معبراً عن طبيعة النظام.
هل فاتك خطاب بشار #الأسد الأخير؟إليك أبرز ما جاء فيه باختصار!#تلفزيون_سوريا
Gepostet von Syria TV تلفزيون سوريا am Sonntag, 17. Februar 2019
وقال الصحفي قيس فارس في تغريدة على حسابه بموقع تويتر باللغة الإنجليزية إن الخطاب كان أشبه بسوق عكاظ، السوق الموسمي الذي كان هاماً جداً في المنافسات الشعرية.
#Assad is delivering a speech during his meeting with the heads of the local councils from all #Syrian governorates. It sounds like Souk Okadh, a seasonal market that was especially important for poetry competitions.
— Qais Fares (@qais_fares) February 17, 2019
ولقب رئيس تحرير موقع "سيريا نيوز" السوري الحضور من المجالس المحلية بـ"مجلس الشعراء".
شفو خطاب الاسد امام اعضاء مجلس الشعراء!!
— nedal malouf (@nedalmalouf) February 17, 2019
وسرد "مواطن سوري" قال إنه كان يُقاد سابقاً لخطابات الرئيس بعض التفاصيل المرتبطة بها، منها أنه "يتم اقتراح من سيقاطع الرئيس ومن سيلقي الشعر ومن سيبدأ بالتصفيق مسبقاً"، مشيراً إلى أن "الأسماء تقترح من المحافظات وفروع الأمن وفروع الحزب، ويؤخذ بعين الاعتبار كل أنواع التمثيل الديني والجغرافي والطائفي، ثم تأتي القائمة النهائية قبل يوم".
توضيحات من مواطن سوري كان يقاد إلى خطابات الرئيس!١-الحضور إجباري للفئة المختارة من المراسم في القصر، وكل من يعتقد غير…
Gepostet von أحمد جاسم الحسين am Sonntag, 17. Februar 2019
انتقادات للباحثين عن "لايكات" على مواقع التواصل
وبعد سلسلة من الإطلالات الناقدة لحكومة النظام على مواقع التواصل الاجتماعي لفنانين موالين، كشكران مرتجى وإمارات رزق وشادي أسود، ومن يُعتقد أنهم صحفيون ومناشدتهم الأسد التدخل.
وجه الأخير في كلمته انتقادات لاذعة لهم بالقول: "نحن بحاجة إلى النقد عندما يكون هناك تقصير ولكن أهم شيء أن يكون النقد نقداً موضوعياً.. النقطة الثالثة هي الحوار.. الحوار دائماً أساسي لا يوجد شيء في المجتمع وفي أي وطن وفي أي مكان مفيد كالحوار.. طبعاً الهدف أن يكون هذا الحوار مثمراً لكي نصل إلى حل.. ولكن لكي نتمكن من الوصول إلى حل لا بد من أن يستند الحوار إلى الحقائق وليس إلى الانفعالات.. طبعاً لا نستطيع أن نمنع شخصاً متألماً من أن ينفعل.. شخص يعاني لا بد أن ينفعل.. أنا أتحدث عن الانفعالات الكاذبة.. انفعالات الانتهازيين.. الانفعالات التي يهدف صاحبها إلى حصد أكبر قدر ممكن من التصفيق أو الإعجاب أو اللايكات على مواقع التواصل الاجتماعي".
"نحن شعب نحب العنتريات.. لكن الحرب لم تنتهِ"
وعلى النقيض من تقريع بعض الشخصيات المعروفة بولائها للنظام لكل من اشتكى من وجود أزمة معيشية في الفترة الماضية، كالفنان زهير عبدالكريم، أكد الأسد وجود أزمة في المناطق التي يسيطر عليها، قائلاً: "أنا لست هنا لكي أهاجم الانتهازيين ولكي أبرر ما يحصل.. الانتهازية موجودة في كل مجتمع، والانتهازيون يطفون على السطح في كل أزمة، وهذا شيء طبيعي، وكلما كانت الأزمة أشد كان دورهم أكثر ظهوراً.. هذا شيء بديهي".
وأضاف: "ولست هنا لأهاجم الأعداء فما يقوم به أي عدو تجاه الطرف الآخر شيء طبيعي، ولست هنا لأهاجم وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت.. هي تخلق فوضى لأن هذه الوسائل مجرد أدوات ونحن كبشر من يحدد إذا كانت مفيدة أو ضارة، ولست هنا لأنفي التقصير أو الإهمال أو لأنفي الفساد".
وقد أشار في كلمته أنه تحدث سابقاً عن الفساد مرات عديدة بشكل معلن، "ولا لأنفي الحصار" يقول: "نعرف أننا نعيش حالة حصار فإذن أنا لست هنا لأنفي أي جانب من المشاكل التي نعاني منها عملياً.. كل هذه العناصر أعتقد أننا متفقون حولها فأين هي المشكلة إذا كنا كلنا أو معظمنا نرى هذه الأمور بالطريقة نفسها".
لم ننتصر بعد!
ورفض الأسد ذهنية الانتصار التي سيطرت على مواليه قائلاً: "علينا أولاً ألا نعتقد خطأ كما حصل خلال العام الماضي أن الحرب انتهت.. كل هذا الكلام ليس للمواطن فقط.. أيضاً للمسؤول.. بعض المسؤولين.. نحن نحب بطبعنا أحياناً العنتريات نتحدث وكأنه لا توجد مشكلة وكأن الحرب أصبحت شيئاً من الماضي ولدينا هذه الحالة الرومانسية أحياناً أننا انتصرنا.. الحرب لم تنتهِ.. ما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب".
ولاحظ بعد المتابعين للشأن السوري أن الأسد لم يقدم أية حلول محددة في خطابه لمشاكل النقص في المحروقات والغاز المنزلي التي أحدثت ضجة في الفترة الماضية، سوى الوعد بتحسين ميكانيكيات توزيعها، ما يعني أن معاناة المواطن العادي ستتواصل في المستقبل المنظور.
On Economic sanctions and the resulting shortages in Petroleum products, Assad didn't seem to offer many specific solutions other than promising to improve the distribution mechanism of such products. Citizens are likely to suffer from such shortages for the foreseeable future pic.twitter.com/pSLWbhmCfs
— EHSANI2 (@EHSANI22) February 18, 2019
تشكيك في ترحيب الأسد بعودة "آمنة" للاجئين
وخصص الأسد جزءاً من خطابه للحديث عن عودة النازحين واللاجئين السوريين قائلاً: "وكما دعوت سابقاً أنا أدعو اليوم كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه للقيام بواجباته الوطنية والمساهمة في بناء بلده، فالوطن لجميع أبنائه الذين ينتمون إليه بصدق، بالروح والعقل والقلب لا بالهوية وجواز السفر، الوطن اليوم بحاجة إلى كل أبنائه لأن التحديات أمامنا كبيرة وفي مقدمتها إعادة إصلاح النفوس المريضة".
واعتبرت المحامية في مجال حقوق الإنسان مي السعدني أن كلامه لا يتطابق مع الواقع على الأرض، مشيرة إلى أن "معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط" (مقره واشنطن) الذي تعمل فيه تابع القوانين التي تجعل العودة الآمنة بالنسبة للكثيرين مستحيلة، كشأن قانون مكافحة الإرهاب الذي يضع تعريفاً غامضاً للإرهاب، يستخدم لملاحقة المحتجين بسلمية ضد النظام، والحكم عليهم كإرهابيين ومصادرة ممتلكاتهم، إلى جانب توقيف السوريين على الحواجز الأمنية وسوقهم للخدمة العسكرية.
Today, Assad called on refugees to return because Syria is "in need of all of its children" https://t.co/YeZlSRiKJo
Statements like this, though, don't match up with the reality on the ground. At @TimepDC, we've been tracking the laws that make a safe return for many impossible. pic.twitter.com/LqFqMMqKIB
— Mai El-Sadany (@maitelsadany) February 17, 2019