ابتكر علماء دواء للسكري مستوحى من السلحفاة يمكن أن يسمح للمرضى بالحصول على الأنسولين دون الحاجة لتحمل ألم وخز الأبر.
الكبسولة التي لا يتجاوز حجمها حبة الحُمُّص تحتوي على حقنة صغيرة مصنوعة من الأنسولين الصلب المضغوط، وتُحقَن في جدار المعدة بعد بلع الكبسولة.
تصميم ذكي لتناول العلاج بصورة مبتكرة
هذا التصميم الذكي هو نتيجة جهود علماء من 4 جامعات ومعاهد طبية عريقة، وهو مستوحى من شكل صدفة سلحفاة تعيش على شواطئ جنوب إفريقيا.
حين أُجرِيَت تجربة الحبّة على الخنازير، عملت بشكل منتظم وكانت قادرة على إيصال جرعاتٍ مساوية من الأنسولين لتلك التي يأخذها المرضى المصابون بالسكري.
وقال جيوفاني ترافيرسو، البروفيسور المساعد في مستشفى Brigham and Women's التابعة لكلية الطب بهارفارد والمؤلف المشارك في الدراسة، إنَّ "دافعنا هو تسهيل تناول الدواء على المرضى، خاصةً الحالات تلك التي تستدعي حقناً. أكثر هذه الحقن شهرةً هي حقن الأنسولين، لكن ثمة حقنٌ أخرى أيضاً".
وأضاف ترافيرسو قائلاً لصحيفة The Guardian، إن الحقن قد يكون مؤلماً، وقد يسبب إصاباتٍ ويشكل عائقاً أمام الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية.
دواء للسكري مستوحى من السلحفاة
واللافت في الأمر أنَّ شكل الحقنة مستوحى من صدفة السلاحف الموجودة في إفريقيا، التي تتمتع بصَدَفاتٍ حادة على شكل قُبّة تسمح لها باستعادة وضعيتها إن حدث وانقلبت على ظهرها.
في حالة الكبسولات هذه، يضمن الشكل المقبّب توجيه الإبرة دوماً نحو جدار المعدة.
والإبرة متصلة بنابض متصل بقرص مصنوع من السكر.
حين تُبلَع الكبسولة، يقوم الماء الموجود في المعدة بتذويب السكر، مطلقاً النابض الذي يحقن الإبرة في جدار المعدة.
لا توجد مستقبِلات ألم في جدار المعدة، لذا من غير المرجح أن تسبب هذه العملية أي ألم. تستغرق حقنة الأنسولين نحو ساعة حتى تذوب في مجرى الدم.
تضخ الكمية المطلوبة من الأنسولين ثم تخرج من الجسم
في التجارب على الخنازير، قال الباحثون إنهم كانوا قادرين على إيصال 5 مليغرامات من الأنسولين، وهي الكمية نفسها التي يحتاج مريضٌ مصاب بالنوع الثاني من السكري حقنها بشكل يومي.
وخرج النابض المعدني وبقية الكبسولة من خلال الجهاز الهضمي، دون التسبب في أي مشاكل.
يجري الفريق الآن مزيداً من الاختبارات على الخنازير والكلاب؛ على أمل البدء باختبارات على البشر خلال السنوات الثلاث المقبلة.