واجه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الأربعاء 26 ديسمبر/كانون الأول، للمرة الأولى منذ انتفاضة عام 2011، التي أنهت حكم مبارك الذي استمر 30 عاماً.
وبعد بداية الجلسة، التي تنقلها قناة فضائية خاصة على الهواء مباشرة، دخل مبارك مرتدياً بذلة وربطة عنق، برفقة نجليه علاء وجمال، إلى مقر المحكمة بمعهد أمناء الشرطة في طرة جنوبي القاهرة. وكان يسير على قدميه ويتوكأ على عكاز، بينما كان مرسي يجلس داخل قفص الاتهام.
ووقف مبارك عند منصة الشهود، لكن القاضي محمد شيرين فهمي رئيس المحكمة قال: "لاحظت المحكمة أن الشاهد طاعن في السن ولا يقوى على الإدلاء بشهادته واقفاً"، وأمر القاضي بإحضار مقعد له.
وفي البداية رفض مبارك الإدلاء بشهادته إلا بعد الحصول على إذن من رئيس الجمهورية الحالي عبدالفتاح السيسي، والقيادة العامة للقوات المسلحة؛ نظراً لأن شهادته تتضمن أسراراً للدولة، وتتعلق بأمنها.
لكن استجاب لاحقاً لطلب القاضي بالإجابة عن بعض الأسئلة، التي لا تتضمن أموراً تتعلق بأسرار وأمن البلاد.
800 متسلل دخلوا مصر في ثورة يناير
وقال الرئيس الأسبق حسني مبارك، إن عمر سليمان، مدير المخابرات العامة، أبلغه بوجود اقتحام للحدود من الناحية الشرقية، صباح يوم 29 يناير/كانون الثاني.
وأضاف مبارك أن عدد المقتحمين بلغ نحو 800 شخص، وكشف أن هؤلاء المتسللين كانوا قادمين من قطاع غزة.
وحول كيفية دخول المتسللين إلى مصر، قال مبارك في شهادته أمام المحكمة في قضية اقتحام السجون، التي يحاكم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي والعديد من قيادات الإخوان المسلمين: "إن المتسللين دخلوا من الأنفاق، في سيارات وأسلحة وكل حاجة" .
وحول التوقيت الذي تسللوا فيه إلى مصر قال مبارك: "دخلوا صباح يوم 29 يناير/كانون الثاني 2011".
وأضاف: "انتشر المتسللون في الميادين والسجون، بمساعدة أشخاص من شمال سيناء، لزيادة الفوضى في البلد، والتعاون مع الإخوان المسلمين".
وحول توقيت بداية الفوضى حسب زعمه، في البلاد، قال مبارك: "بدأت يوم 25 يناير/كانون الثاني 2011".
وحول تيقنه من أن المتسللين كانوا لمعاونة الإخوان، ولزيادة الفوضى بعد 25 يناير/كانون الثاني، قال مبارك: "أحتاج لإذن لكي أجيب عن هذا السؤال".
كذلك قال في الإجابة عن سؤال بشأن تحديد دور جماعة الإخوان في هذا التسلل: "صعب أرد، أحتاج لإذن للحديث".
وسأله القاضي: "هل لديك معلومات إذا ما كان المتسللون بطريقة غير شرعية استخدموا الأسلحة النارية وأطلقوا القذائف في جميع المناطق الحدودية من الناحية الشرقية مع غزة؟".
وأجاب بأن المتسللين استعملوا السلاح وضربوا الأقسام من رفح والشيخ زويد بالعريش، ومن ثم انقسموا ودخلوا البلاد في أماكن كثيرة مثل السجون، وفي القاهرة بالميادين، خاصة بميدان التحرير.
وأطاحت ثورة شعبية في 25 يناير/كانون الثاني 2011، بحسني مبارك، حيث أجبرته على التنحي في 11 فبراير/شباط من ذات العام.
وعقب الثورة، وُجهت العديد من التهم لمبارك ورموز نظامه، من بينها "الاشتراك في قتل متظاهرين، والفساد"، وتمت تبرئته من بعضها، وأدين في قضية القصور الرئاسية.