قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 14 ديسمبر/كانون الأول 2018، إنه أمكن سماع أحد قتلة الصحافي السعودي جمال خاشقجي يقول: "أنا أعرف كيف أُقطّع"، في تسجيل صوتي عرضته تركيا على مسؤولين أميركيين وأوروبيين.
وانتقد أردوغان السعودية مجدداً، لتغييرها روايتها بشأن طريقة قتل خاشقجي، الكاتب بصحيفة واشنطن بوست والمعارض البارز لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال أردوغان في كلمة بإسطنبول: "الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وكندا.. لقد أسمعناهم جميعاً، الرجل يقول بوضوح: (أعرف كيف أقطع)! إنه عسكري، كل ذلك في التسجيلات الصوتية"، ولم يقدم الرئيس التركي تفاصيل أخرى بشأن التسجيل.
وأضاف: "الأمير يقول إن جمال خاشقجي غادر القنصلية. هل جمال خاشقجي طفل؟ خطيبته تنتظره في الخارج. إنهم يعتقدون أن العالم غبي. هذه الأمة ليست غبية وتعرف كيف تحاسب".
وقُتل خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعدما ذهب لاستخراج وثائق تخص زواجه.
وفجّرت القضية غضباً عالمياً، وأضرّت بموقف ولي العهد السعودي (33 عاماً)، على المستوى الدولي. وفي توبيخ تاريخي نادر للرئيس دونالد ترامب، حمل مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، ولي العهد السعودي المسؤولية عن قتل خاشقجي.
لم يُعثر على أشلائه
وقال رئيس الادعاء في إسطنبول، إن قتلة خاشقجي خنقوه في القنصلية قبل أن يقطّعوا جثته ويتخلصوا منها، ولم يُعثر على أشلائه حتى الآن.
وذكرت شبكة (سي إن إن) الأميركية، الإثنين 10 ديسمبر/كانون الأول 2018، أن خاشقجي صرخ قائلاً في لحظاته الأخيرة: "أنا لا أستطيع التنفس"، وذلك نقلاً عن مصدر قال إنه قرأ النص المترجم الكامل للتسجيل الصوتي.
وقالت السعودية إن الأمير لم يكن على علم مسبق بالحادث. وبعد تقديم تفسيرات عديدة متناقضة، قالت الرياض في وقت لاحق، إن خاشقجي قُتل عندما فشلت مفاوضات كانت تهدف إلى إقناعه بالعودة للمملكة.
وجدد أردوغان انتقاده رواية الرياض لعملية القتل. وكانت السعودية قالت في بادئ الأمر، إن خاشقجي غادر القنصلية. ودحضت هذه الرواية خطيبة خاشقجي التي كانت تنتظره خارج مبنى القنصلية، وقالت إنه لم يخرج منها.
كان مسؤولون أتراك قالوا الأسبوع الماضي، إن مكتب الادعاء في إسطنبول خلص إلى أن هناك "اشتباهاً قوياً" بأن سعود القحطاني، أحد كبار مساعدي ولي العهد السعودي، واللواء أحمد عسيري، النائب السابق لرئيس الاستخبارات العامة السعودية، شاركا في التخطيط لقتل خاشقجي.
وبعدما استبعدت الرياض تسليم الرجلين، قالت تركيا هذا الأسبوع، إنه ينبغي للعالم السعي لتحقيق العدالة في مقتل خاشقجي، وفقاً للقانون الدولي.
وقال أردوغان مراراً، إنه لن يتخلى عن القضية. في الوقت الذي قال فيه ترامب إنه يرغب من واشنطن في أن تدعم الحكومة السعودية وولي العهد رغم تقييم لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية خلص إلى احتمال أن يكون الأمير محمد هو من أصدر أمر قتل خاشقجي.