تعرض ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، للتهميش خلال التقاط الصورة الجماعية الرسمية لزعماء العالم وكبار الشخصيات بقمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس الجمعة 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، إذ كان موقعه في طرف المجموعة ووجد تجاهلاً بعد التقاط الصورة.
#محمد_بن_سلمان_في_قمة_G20#السعودية #خاشقجي
Gepostet von قناة الجزيرة مباشر – Aljazeera Mubasher Channel am Freitag, 30. November 2018
ومع توافد كبار الشخصيَّات الكُبرى بالتزامن مع بداية القمة، صُوِّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يخوض محادثةً متوتِّرة مع القائد السعودي، بحسب وكالة رويترز.
ماذا حدث مع ماكرون
وفي مقطع الفيديو، الذي انتشر على نطاقٍ واسع عبر الشبكات الاجتماعية، يمكن رؤية الاثنين وهما يتحدثان سوياً باللغة الإنكليزية.
وأغلب الصوت في الفيديو غير مسموع، ومع ذلك يُمكِن تبيُّن بن سلمان يقول: "لا تقلق"، فيجيب عليه ماكرون: "أنا قلِق". ولاحقاً قال ماكرون: "أنتَ لا تستمع لي أبداً"، ويرُد عليه بن سلمان قائلاً: "سأستمَع لك، بالطبع".
وفي نهاية المحادثة بينهما يمكن سماع ماكرون وهو يقول: "أنا رجلٌ يحترم كلمته".
وكتب لوك بيكر، وهو رئيس مكتب وكالة أنباء رويترز في باريس، في تغريدةٍ نشرها على حسابه الرسمي على موقع تويتر مصاحبةً تغريدة للفيديو المسجَّل، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
هذا سيناريو أفضل للمحادثة:
محمد بن سلمان: "لا تقلق".
ماكرون: "أنا قلق. أنا قلقٌ لأنَّ لدي خبـ…"
محمد بن سلمان: "لقد أخبرني. شكراً لك".
ماكرون: "لا أريد أن.."
محمد بن سلمان: "لا".
ماكرون: "أنتَ لا تستمع لي أبداً".
محمد بن سلمان: "سأستمع لك، بالطبع".
ماكرون: "أنا رجلٌ يحترم كلمته".
https://twitter.com/BakerLuke/status/1068526872147849216
ماكرون يطالب بخبراء دوليين
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت سابق، اليوم الجمعة، لولي العهد السعودي إن أوروبا ستصر على مشاركة خبراء دوليين بالتحقيق في مقتل خاشقجي.
وقال المسؤول البريطاني إنه من غير المتوقع أن تناقش ماي ملفات تجارية مع ولي العهد السعودي.
قال متحدثٌ رئاسي فرنسي إنَّ ماكرون أخبر بن سلمان في القمة أنَّ الأوروبيين سيصرُّون على أن يشارك خبراء دوليون في التحقيق القائم في مَقتل الصحفي السعودي.
وقال المسؤول إنَّه في محادثةٍ استمرت خمس دقائق على هامش القمة، أوصَل ماكرون رسائِل "شديدة الصرامة" إلى الأمير حول مَقتل خاشقجي وعَن الحاجة إلى إيجاد حلٍ سياسي للوضع الراهن في اليمن.
ووفقاً للمكتب الرئاسي الفرنسي، فقد ناقش ماكرون كذلك أسعار النفط مع محمد بن سلمان، والدور الذي تلعبه الرياض في تغير أسعاره.
غير أنَّ، ولي العهد بدا وكأنَّه لم يجد أي حرج مماثل في تعامله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكتب أحمد العمران مراسل صحيفة Financial Times البريطانية على حسابه الرسمي على موقع تويتر، مرفقاً فيديو لقاء محمد بن سلمان وبوتين: "ولي العهد السعودي وبوتين يرحِّبان أحدهما بالآخر في قمة مجموعة العشرين".
Saudi crown prince and Putin greet each other at #G20 summit pic.twitter.com/INGKBd2EjF
— Ahmed Al Omran (@ahmed) November 30, 2018
ويُمكِن رؤية الرجلان يقبض كل منهما على يدِ الآخر ويبتسمان فيما كانا يُحيِّيان أحدهما الآخر.
وأثار حضور ولي العهد السعودي في قمة دولية جدلاً بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول.
وغادر ولي العهد، الذي يعتبر الحاكم الفعلي للسعودية، المنصة بسرعة دون أن يصافح أو يتحدث مع أي من الزعماء.
وانتصف المنصة التي ضمت المجموعة ماوريسيو ماكري رئيس الأرجنتين، التي تستضيف القمة.
وكان ماكري قال إن الاتهامات باحتمال ضلوع الأمير محمد في مقتل خاشقجي ربما تكون مطروحة خلال القمة التي تستغرق يومين. وقالت السعودية إن الأمير لم يكن لديه علم مسبق بعملية القتل.
وفي وقت لاحق، تبادل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان تحية ودية وتصافحا وضحكا، في حين اتخذا مقعديهما المتجاورين بغرفة الاجتماعات الرئيسية.
ماي: سأكون حازمة معه
أما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قالت إنها ستكون حازمة عندما تتحدث مع محمد بن سلمان خلال القمة بشأن قتل الصحافي جمال خاشقجي والوضع في اليمن.
وقالت ماي لشبكة سكاي نيوز في مقابلةٍ، الجمعة: "سأتحدث مع ولي العهد السعودي، لكن العلاقة مع السعودية هي التي ستتيح لي الجلوس معه والحديث بحزم عن وجهات نظرنا في القضيتين".
وأضافت أنها ستبلغه أن التحقيق في قتل خاشقجي يجب أن يكون كاملاً ونزيهاً، وأن تتم محاسبة المسؤولين.
وقال مسؤول بريطاني بارز لدى سؤاله بشأن توجيه ماي لاستفسارات مباشرة للأمير بشأن التقارير التي تتردد عن تورطه في القتل، إن المناقشات ستكون عن استكمال التحقيقات في أسرع وقت ممكن.
وفيما يتعلق باليمن، قالت ماي إنها ستحث الأمير محمد على إيجاد حل سياسي. وتدعو الدول الغربية لإنهاء حملة عسكرية تقودها السعودية أطلقها الأمير محمد مع تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
وقالت: "نعتقد أن الوقت حان. هناك فرصة لإيجاد حل… للتوصل إلى حل سياسي، لأن هذه هي الطريقة التي نضمن بها مستقبلاً حافلاً بالأمن والسلام لشعب اليمن".
وتعرضت بريطانيا لضغوط لوقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية بسبب عدد القتلى المرتفع الذي يسقط في ضربات جوية ينفذها التحالف الذي تقوده السعودية ويدعمه الغرب في اليمن.
ويجتمع قادة العالم بمجموعة العشرين في بوينس آيرس في قمة 2018، التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق حول قضايا عالمية رئيسية.