يُخاطب وزيرا الخارجيّة والدفاع الأميركيّان مايك بومبيو وجيم ماتيس مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بشأن المملكة العربية السعودية التي تُشكّل مصدر قلق لدى الطبقة السياسيّة الأميركيّة، بحسب ما ذكر، الإثنين 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مصدر في مجلس الشيوخ.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس الشيوخ السيناتور بوب كوركر للصحافيّين إنّه من المتوقّع أن يتحدّث الوزيران خلال جلسة مغلقة للمجلس.
وقال بوب كوركر إن الكونغرس سيصوت قريبا على إنهاء التورط الأميركي في حرب السعودية باليمن،
وهذا السيناتور الجمهوري المنتقد لدونالد ترامب قال أيضاً إنّه يأمل في حضور مديرة وكالة المخابرات المركزيّة الأميركيّة "سي آي إيه" جينا هاسبل، وذلك في وقت كان الرئيس الأميركي قد شكّك في استنتاجات وكالة الاستخبارات والتي مفادها أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول أوائل أكتوبر/تشرين الأوّل المنصرم.
ويرفض كثير من المشرعين الأميركيين، بمن في ذلك بعض من رفاق الرئيس دونالد ترامب الجمهوريين، دعم ترامب للسعودية. ويدعون إلى رد أميركي قوي على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي والحرب في اليمن، التي أوجدت أكثر الكوارث الإنسانية إلحاحاً في العالم.
واعتبر كوركر في هذا السياق أنّ من المهمّ "الاستماع إلى الإدارة حول الاتّجاه الذي تتّخذه الأمور".
وكان كوركر اتّهم البيت الأبيض الأسبوع الماضي بأنه أصبح "شركة علاقات عامة لولي عهد المملكة العربية السعودية".
المشرعون يستعدون لمعاقبة السعودية
وتأتي مداخلة كلّ من بومبيو وماتيس، في وقت يستعدّ فيه السيناتور بيرني ساندرز لإعادة تقديم مشروع قرار لوقف المساعدات العسكريّة الأميركيّة للتحالف الذي تقوده السعوديّة ضدّ المتمرّدين الحوثيّين في اليمن.
وكانت مبادرة أولى قد فشلت في مارس/آذار، لكنّ كوركر يعتقد أنّ نتيجة تصويت مجلس الشيوخ قد تكون مختلفة هذه المرّة. وقال كوركر: "لديّ فكرة جيّدة عمّا يظنّه الناس عن السعودية في الوقت الحالي، ويمكنني القول إنّ الوضع مختلف جداً جداً" عمّا كان عليه في مارس/آذار.
في نفس السياق، قال السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، إنه سيعمل لفرض عقوبات على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إذا ما أقرت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، أنه هو من أعطى تعليمات قتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأوضح أنه مع عدد من النواب بمجلس الشيوخ طالبوا وكالة الاستخبارات بتقديم بيانٍ موجز هذا الأسبوع لمعرفة مدى صحة التقارير حول ثقة الوكالة في أنَّ محمد بن سلمان أمر بعملية قتل خاشقجي.
وأضاف قائلاً: "إن كانت الأدلة كافية لترجيح تواطؤ محمد بن سلمان في الجريمة سأتخذ خطواتٍ لإصدار تشريع ما في مجلس الشيوخ بناءً على هذا الاستنتاج. يجب أن ندعم مجتمعنا الاستخباراتي عندما نراه على حق".
وتابع: "سأنظر كذلك في التشريع في أي سلوكياتٍ أخرى مزعزعة للاستقرار ارتكبها محمد بن سلمان، مثل الطريقة التي يدير بها حرب اليمن، والواقعة الغريبة مع رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري)، وحصار قطر دون أي مشاورات".
حضور هاسبل ليس مؤكداً
وكان ترامب تعهد الأسبوع الماضي بأن يظل "شريكاً راسخاً" للسعودية وقال إنه ليس من الواضح ما إذا كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان علم بخطة قتل خاشقجي الشهر الماضي في قنصلية المملكة باسطنبول.
وشكك ترامب في تقييم وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) بأن الأمير محمد أمر بقتل خاشقجي، مبلغا الصحافيين بأن الوكالة لم تصل إلى نتيجة قاطعة.
وذكر السيناتور الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، هذا الشهر أنه يريد حضور بومبيو وماتيس ومديرة (سي.آي.إيه) جينا هاسبل إلى الكونغرس لتقديم إفادة سرية لمجلس الشيوخ.
لكن معاون بمجلس الشيوخ قال إن هاسبل لن تشارك في الإفادة المقررة الساعة 11 صباحاً يوم الأربعاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1600 بتوقيت غرينتش). وأفاد معاون بمجلس النواب بأنه لم يجر تحديد إفادة مماثلة في المجلس.
وعبر كورنين أيضاً عن اعتقاده بأن مجلس الشيوخ سيصوت بشأن قرار متعلق باليمن قدمه السيناتور بيرني ساندرز يسعى لسحب أي دعم أميركي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
وتقاتل دول الخليج العربية منذ 2015 لاستعادة الحكومة اليمنية التي أطاح بها من السلطة المتمردون الحوثيون الشيعة الذين يعتبرهم جيران اليمن عملاء لإيران.