أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً، الإثنين 20 نوفمبر/تشرين الثاني، أن أسامة بن لادن الذي قتلته وحدة كوماندوز أميركية في باكستان خلال مايو/أيار 2011 كان يجب أن يُقبض عليه "قبل ذلك بكثير"، مهاجماً أسلافه وباكستان.
وكتب ترامب في تغريدته: "بالتأكيد كان علينا القبض على بن لادن قبل ذلك بكثير".
وأضاف: "كنت ذكرت اسمه في كتابي قبل الهجمات على مركز التجارة العالمي"، منتقداً خصوصاً موقف سلفه الديمقراطي بيل كلينتون.
وقال: "دفعنا مليارات الدولارات لباكستان ولم يقولوا لنا أبداً إنه يعيش هناك"، وذلك غداة تصريحات مماثلة على قناة "فوكس نيوز" أكد فيها أن "الجميع في باكستان كان يعلم" أن زعيم تنظيم القاعدة كان يعيش هناك، وهو ما نفته إسلام أباد على الدوام.
وفي المقابلة دافع ترامب أيضاً عن إلغاء المساعدات الأميركية لباكستان؛ لأن هذا البلد لا يقوم "بأي شيء" لأميركا.
ومطلع يناير/كانون الثاني اتَّهم الرئيس الأميركي باكستان بالكذب والازدواجية بعد انضمامها إلى الولايات المتحدة في 2001 في حربها على الإرهاب.
ودان رئيس وزراء باكستان عمران خان، أمس الإثنين، بشدة "الموقف" الجديد لترامب ضد بلده.
وكتب خان في سلسلة تغريدات: "أوقعت هذه الحرب 75 ألف قتيل في باكستان، وتسبّبت بخسائر للاقتصاد الوطني قيمتها 123 مليار دولار".
وأضاف: "كانت لهذه الحرب عواقب مأساوية على حياة الباكستانيين العاديين"، واصفاً مبلغ الـ20 مليار دولار الذي تلقّته إسلام أباد من واشنطن بأنه "بسيط".
من جهته، كان روبرت أونيل، وهو عنصر سابق في وحدة الكوماندوز "نيفي سيلز" التي نفذّت عملية قتل بن لادن ويدعي أنه هو الذي أطلق الرصاصة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة، مقتضباً في ردّه.
وكتب أونيل، الذي يظهر بانتظام على شبكة فوكس نيوز، في تغريدة على تويتر أن "مهمّة النيل من بن لادن كانت تحظى بتأييد الحزبين (الجمهوري والديمقراطي). كلّنا أردنا النيل منه في أقرب وقت ممكن".
لكن المدير السابق للاستخبارات الوطنية جيمس كلابر انتقد ترامب بشكل مباشر.
الكلام أغضب حلفاء ترامب
وقال كلابر لشبكة "سي سي إن": "إنها ضربة موجهة لمجتمع الاستخبارات الذي كان مسؤولاً عن تعقب أسامة بن لادن، وتعكس برأيي، جهله التام بشأن ما كل ما تطلبه الأمر".
بدوره رد المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، جون برينان، على تصريحات ترامب.
وكتب على تويتر: "تذكرنا باستمرار كم أنت سطحي وغير صادق على العديد من الجبهات، ولذا نمرُّ في مثل هذه الأوقات الخطرة"، مشيراً إلى تغريدة ترمب حول بن لادن.
ومطلع العام الجاري كشف جندي بالبحرية الأميركية تفاصيل جديدة عن عملية تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، واصفاً شعوره هو وزملائه وهم يقفون أمام جثته، ومؤكداً أنه كان لديه شعور بأنهم سيموتون في العملية.
وقال الجندي روبرت أونيل، في لقاء مع قناة "Fox News" الأميركية، إنه لم يكن مقرراً أن يكون مشاركاً في تلك العملية، مشيراً إلى أن بن لادن كان بمثابة شبح.
وعن إمكانية هروب بن لادن، أضاف أونيل إنه وزملاءه كانوا يتبادلون النِّكات عما يمكن أن يحدث لو هرب منهم بن لادن مثلاً ولجأ إلى أحد الأزقَّة.
وعن شعوره بعد العملية، قال أونيل إنه وزملاءه شعروا بالسعادة عند سماعهم الطيار يُخبرهم بأنهم أصبحوا داخل الأراضي الأفغانية، مشيراً إلى أنه كان يشعر بأن منزل بن لادن سينفجر في أي لحظة، ولم يتوقع أن يخرج هو وزملاؤه منه على قيد الحياة.
وكشف الجندي الأميركي أن أحد زملائه قام بالعمل البطولي الأهم في حياته؛ عندما قفز على انتحاري ليمنعه من قتلهم، مبيناً أنه استدار بعدها إلى اليمين، ليجد بن لادن على بُعد 3 أقدام منه فتعرَّف عليه وأطلق النار على رأسه فوراً.
وأشار أونيل، الذي ألّف كتاباً عن تفاصيل العملية، إلى أنه في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام تسعى لتأكيد خبر مقتل أسامة بن لادن، كانت جثته أمامهم على أرضية منزله، حيث كانت تُبذل جهود حثيثة للتأكد من هويته عبر فحوصات الحمض النووي.