شهد الاحتفال بالمولد النبوي الذي نظمته وزارة الأوقاف الإثنين 19 نوفمبر/تشرين الثاني، خلافاً واضحاً بين كل من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة حول مضمون تجديد الخطاب الديني خاصة مراجعة وتنقية السنة النبوية ما دفع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى التعقيب على ذلك.
فقد هاجم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الصيحات التي تقترب من السنة النبوية، وتطالب بتنقية مروياتها، أو التشكيك فيها والطعن في رواتها من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم والمطالبة باستبعاد السنة النبوية جملة وتفصيلاً من دائرة التشريع والأحكام والاعتماد على القرآن الكريم وحده، هي دعوات تضرب أركان الإسلام.
وقال شيخ الأزهر إن "في هذا الاتجاه سار كثير من المقربين من أجهزة الاستعمار في الهند فأنكروا آيات الجهاد وأفتوا بحرمة التصدي للمستعمرين وأنكروا كل ما تنكره الثقافة الغربية ولو كان ديناً وأثبتوا ما تثبته هذه الثقافة حتى لو جاء صادماً للإسلام وإجماع المسلمين"
أما الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فأعلن أنه يجهز مشروعاً ضخماً لتجديد الخطاب الديني، استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وكشف وزير الأوقاف، أنه سوف يجري دورات تدريبية في وزارة الأوقاف للدعاة والواعظات على المشروع الجديد، ليقوموا بدورهم بتعليمه للناس.
وعقب السيسي على خطاب شيخ الأزهر وخطاب وزير الأوقاف بالقول، إن الإشكالية الحقيقية الحالية في العالم الإسلامي ليست اتباع سنة النبي أو عدم اتباعها وإنما القراءة الخاطئة لأصول الدين.
وأضاف الرئيس، متسائلاً: "هل إساءة من يقولون نأخذ بتعاليم كتاب القرآن فقط وليس سنة الرسول أكثر أم التفكير المتطرف" متسائلاً عن سمعة المسلمين في العالم حالياً.
وأشار الرئيس إلى أن سلوكيات العديد من المسلمين بعيدة تماماً عن صحيح الدين سواء في الصدق أو الأمانة أو الإخلاص في العمل أو احترام الآخرين، قائلاً: "أرى العجب في إدارة الدولة".
دعوة للتدريب في الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب وإعداد القادة
وشدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على ضرورة إطلاع رجل الدين على كافة المعارف لمساعدته على الإجابة عن كل المسائل والأمور التي يطرحها الأفراد، مبيناً أن ذلك أمر صعب للغاية.
وطالب في كلمته التي ألقاها أثناء الاحتفال، شبابَ العلماء والدعاة، بالانخراط في التدريبات التي تقدمها، الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب وإعداد القادة، حتى يضيفوا على علومهم الدينية علوماً أخرى يستفيدون منها.
وعلى الرغم من أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حصل على موافقة من الرئيس السيسي في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بإنشاء "أكاديمية الأزهر الشريف لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى" وبدأت العمل في يناير/كانون الثاني 2018، إلا أن السيسي طالب في خطابه بضرورة تدريب شباب العلماء في الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب وإعداد القادة، التابعة لرئاسة الجمهورية.
ماهي الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب؟
خرجت للنور بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أغسطس/آب من عام 2017 بقرار جمهوري رقم 434 لسنة 2017، وتهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.
وبدأت الأكاديمية عملها اعتباراً من بداية شهر أكتوبر/ت 2017، ويأتي إنشاء هذه الأكاديمية كأحد توجيهات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ نوفمبر 2016، والتي أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الأكاديمية تتبع رئاسة الجمهورية
تتبع الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب رئيس الجمهورية مباشرة، ويكون للأكاديمية مجلس أمناء برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن رئاسة الجمهورية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، وزارة المالية، والمجلس الأعلى للجامعات، وعدد من الشخصيات ذوي الخبرة.
وفي مايو/أيار 2018 أصدر السيسي قراراً، بتشكيل مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب لمدة ثلاث سنوات برئاسته.
أكاديمية الأزهر لتدريب الوعاظ والأئمة والدعاة
أما بخصوص أكاديمية الأزهر لتدريب الوعاظ والأئمة والدعاة، فقد تأسست في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بموافقة الرئيس السيسي وقرار من شيخ الأزهر وانطلقت للعمل في يناير الماضي،
وتمارس الأكاديمية عملها بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء والجهات المعنية وتهدف أكاديمية الأزهر إلى تأهيل وتدريب العاملين في مجالات الوعظ، والإمامة والخطابة، والدعوة، وأمانة الفتوى، من خريجي الكليات الشرعية والعربية بالأزهر الشريف.
أكاديمية أخرى لوزارة الأوقاف
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أثناء الاحتفال أنه سوف يفتتح أكبر أكاديمية لتدريب الأئمة والواعظات، وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر، مجهزة بأحدث التجهيزات العصرية بتكلفة إجمالية تزيد على مائة مليون جنيه من الموارد الذاتية للوزارة، وذلك لتأهيل وتدريب الأئمة وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها.