أظهرت كاميرات المراقبة التحركات الأخيرة لخاشقجي ، الصحافي السعودي، يوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول 2018، وهو برفقة خطيبته خديجة جنكيز في مكتب دائرة الزواج بالفاتح، وهما يجلسان أمام الموظف الذي أطلعهما على الإجراءات اللازمة والوثائق المطلوبة لإكمال عقد الزواج.
وحسب تسجيلات كاميرات المراقبة التي وثقت التحركات الأخيرة لخاشقجي في إسطنبول، التي حصلت عليها صحيفة sabah التركية، فإنه على الساعة التاسعة والنصف من نفس اليوم خرج خاشقجي وخديجة من المكتب وركبا التاكسي باتجاه القنصلية السعودية، ليحصلا على الأوراق المطلوبة.
ترك خاشقجي الذي كان يشعر بقليل من القلق تليفوناته مع خطيبته ودخل إلى مبنى القنصلية السعودية الواقعة في حي ليفانت دون موعد مسبق، بعد ساعة تقريباً خرج وعلى وجهه ملامح السعادة والراحة، وأخبرها بأنهم سيعدون الوثيقة التي تثبت أنه انفصل عن زوجته وسوف يأخذها بعد أن يعود من السفر، حيث سافر مساء ذات اليوم من إسطنبول إلى لندن للمشاركة في مؤتمر هناك.
اقرأ أيضاً
التحركات الأخيرة لخاشقجي : وصل إسطنبول دقائق قبل قاتليه
يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول فجراً حطت الطائرة التي كان يستقلها خاشقجي وكذلك طائرة الفريق الذي أتى ليخطف روحه. كان يسبقهم خاشقجي بدقائق قليلة في عبوره لنقاط التفتيش والجوازات.
التحركات الأخيرة لخاشقجي سجلت أيضا مغادرته مطار أتاتورك الساعة 4.07 صباحاً وبعده بـ23 دقيقة غادر الفريق السعودي الذي أتى على طائرة خاصة بقيادة ماهر المطرب .في الساعة 10 صباحاً، بينما خاشقجي يتناول الفطور برفقة خطيبته، كان فريق الموت يغادرون الفندق باتجاه القنصلية لأداء مهمتهم.
قبل الساعة الواحدة اتصلوا من القنصلية بخاشقجي، ليخبروه بأن أوراقه صارت جاهزة وبإمكانه الحضور الساعة الواحدة لأخذها.
الساعة 1.13 دخل خاشقجي مبنى القنصلية ولم يغادرها بعد ذلك.وكان قد صرح مصدر في الادعاء العام التركي، أن ماهر مطرب، العقيد في الاستخبارات السعودية، الذي سبق أن عمل في السفارة السعودية في لندن لمدة سنتين، أجرى يوم مقتل جمال خاشقجي 19 اتصالاً، منها 4 بمكتب سكرتير محمد بن سلمان.
وردت السعودية في بيانها، يوم السبت 20 أكتوبر/تشرين الأول، بأنها أقالت 5 من كبار المسؤولين، وألقت القبض على 18 سعودياً آخرين نتيجة التحقيقات الأولية.
وخلصت التحقيقات الأولية التي أجراها النائب العام في الرواية السعودية أنَّ خاشقجي، خُنِق بعد شجارٍ بالأيدي مع مجموعة من السعوديين "المشتبه بهم".
ويرتبط 12 شخصاً على الأقل من الفريق السعودي بأجهزة الأمن السعودية، وكثيرٌ منهم له علاقة بمحمد بن سلمان، وذلك بحسب معاينةٍ لسجلات جوازات السفر، وحسابات التواصل الاجتماعي، والتقارير الإعلامية المحلية، ومواد أخرى.