قال نائب رئيس البرلمان الإيراني علي مطهري إن حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي أظهرت "قوة الإعلام الحر" في تركيا والعالم.
وأوضح مطهري، في تصريح له اليوم الأحد، 21 اكتوبر تشرين الأول 2018 أن السياسيين لم يتمكنوا من التستر على حادثة مقتل الصحافي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول، بسبب اكتسابها بعداً دولياً.
وأضاف أن "هذه الحادثة أظهرت قوة الإعلام الحر قبل كل شيء".
وبيّن أنه "لو كان لدى إيران إعلام حر في زمان جرائم القتل المتسلسلة، لما وقعت تلك الكوارث أو لما كانت بذلك الحجم"، في إشارة إلى الجرائم مجهولة الهوية التي شهدتها بلاده خلال عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي.
ولفت إلى عدم اتضاح الجهات المسؤولة عن تلك الجرائم حتى الوقت الراهن. (وقعت في إيران خلال الفترة بين 1997 و2001 وقتل فيها حوالي 80 سياسياً وكاتباً ومثقفاً وشاعراً ومترجماً وأشخاصاً عاديين).
وفجر السبت، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول إثر شجار مع مسؤولين سعوديين، وقالت إنها أوقفت 18 شخصاً كلهم سعوديون.
ولم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي، الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبدالله القحطاني، وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
لكن وسائل إعلام غربية شككت في الرواية الرسمية السعودية، واعتبرت أنها "تثير الشكوك الفورية"، خاصة أنه أول إقرار للرياض بمقتل خاشقجي، جاء بعد صمت استمر 18 يوماً.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الجمعة، عن خطة من شأنها الدفع بنائب رئيس الاستخبارات العامة المقال، والمقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، اللواء أحمد عسيري كـ"كبش فداء" في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وقبل أيام، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر تركي رفيع، أن خاشقجي قتل بعد ساعتين من دخوله القنصلية، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم "الخيال الرخيص" الأميركي الشهير، وهي الرواية التي تداولتها عدد من الصحف الغربية والتركية منذ اختفاء الصحافي السعودي.
وقال المصدر إن مسؤولين كباراً في الأمن التركي، خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله داخل القنصلية، بناءً على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي.
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن السعوديين يعكفون على العثور على جثة خاشقجي وتحديد ما حدث، ويعتبر هذا هو أول تصريح إعلامي للوزير السعودي منذ بداية أزمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي
وقال الجبير في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية إن السعوديين لا يعرفون كيف قُتل خاشقجي أو أين جثته وإن السعوديين يريدون محاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي.
وأشار إلى أن التقارير المتضاربة عن خروج خاشقجي من القنصلية في تركيا أدت لإجراء التحقيق السعودي.
واعترف بأن قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي كان "خطأً كبيراً وجسيماً"، ووعد أسرته بمعاقبة المسؤولين. لكنه أشار إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يكن على علم بالواقعة.
وقال الجبير "هذا خطأ فظيع. هذه مأساة مروعة. نقدم تعازينا لهم. نشعر بألمهم.. للأسف ارتكب خطأ كبير وجسيم وأؤكد لهم أن المسؤولين سيحاسبون على هذا".
وقال الجبير: "السعوديون سيُواصلون تقديم معلومات بشأن مقتل خاشقجي عندما تكون متاحة، وأضاف أن العلاقات السعودية- الأميركية ستتجاوز هذه القضية".