أعلن حزب نداء تونس و"الاتحاد الوطني الحر"، الأربعاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن اندماجهما يهدف إلى تجميع "العائلة التقدمية الحداثية"، تمهيداً لتحكُمَ الأخيرة منفردة، دون حزب النهضة في 2019.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده الحزبان الأربعاء بالعاصمة التونسية، لتوقيع اتفاق اندماجهما من قِبل المدير التنفيذي لحركة "نداء تونس" حافظ قايد السبسي، ورئيس حزب "الاتحاد الوطني الحر" سليم الرياحي.
ويأتي التوقيع، بعد أيام من إعلان حزب "الاتحاد الوطني الحر" (ليبرالي)، في بيان، الاندماج في حزب نداء تونس (ليبرالي)، في حين رحب الحزب الأخير بالخطوة.
اندماج لمواجهة مشروع حزب النهضة الإسلامي
وخلال مؤتمر الأربعاء، اعتبر حافظ قايد السبسي أن "الاندماج تحت اسم حزب نداء تونس فرضه وجود انخرام في الحياة السياسية، أكدته نتائج الانتخابات البلدية الماضية"، في إشارة الى خسارة حزب نداء تونس أمام حزب النهضة (إسلامية).
وأضاف قايد السبسي أن "حركة نداء تونس الفائزة بانتخابات 2014، لم تحكم؛ نظراً إلى طبيعة النظام السياسي والقانون الانتخابي، الذي يجب إصلاحه في أقرب وقت".
وتابع: "هناك مشروع حزب النهضة وهناك مشروعنا الديمقراطي الحداثي الذي لا يمكن قيادته بـ330 حزباً"، في إشارة مجازية إلى كثرة الأحزاب بالبلاد (نحو 211 حزباً).
من جانبه، قال ناجي جلول، القيادي في حزب نداء تونس بالمؤتمر نفسه: "نحن نقدم بضاعة الخط الوطني الحداثي، ونريد أن يحكم هذا الخط وحده في 2019″، أي عقب الانتخابات الرئاسية المقررة في العام المذكور.
أما رضا بلحاج، وهو أيضاً قيادي بـ"نداء تونس"، فاعتبر، من جهته، أن حزبه "تأسَّس نقيضاً لمشروع حزب النهضة ، ويمكن اليوم للمشروع الوطني الحداثي قيادة البلاد دون مشاركة النهضة".
واستدرك "بلحاج" في المؤتمر نفسه: "نحن لسنا إقصائيين، فـ(حركة)النهضة لها مكان في المشهد التونسي".
وانفراد حزب نداء تونس بالسلطة دون شراكة مع أحد
ومن جانب "الاتحاد الوطني الحر"، قال رئيس الحزب سليم الرياحي، إن "الاندماج بين الحزبين يتم بسلاسة في مستوى المناطق الداخلية للبلاد".
وطالب الرياحي، وهو أيضاً الأمين العام الجديد حزب نداء تونس عقب الاندماج، الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، بـ"تجميع العائلة الوسطية لتشكيل حزب قوي يأخذ السلطة في المرحلة القادمة دون الشراكة مع أي أحد".
ومن المتوقع أن يرتفع عدد نواب كتلة "نداء تونس" بالبرلمان من 39 إلى 54 (ستصبح الكتلة الثانية بعد "النهضة"/ 68 نائباً)، عقب طلب 15 نائباً من "الاتحاد الوطني الحر" الانضمام إلى كتلة "النداء"، وفق ما أعلنه رئيس الأخيرة، سفيان طوبال، بالمؤتمر نفسه.
ومنذ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أُجريت في 2014، تقود تونس حكوماتٌ ائتلافية بين حزب نداء تونس و حزب النهضة .