حصل المحققون الأتراك على تصريح لفحص القنصلية السعودية، أمس الإثنين 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد 13 يوماً من اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي أثناء زيارة البعثة الدبلوماسية لبلاده، فيما أرسل الرئيس ترمب وزير خارجية بلاده مايك بومبيو لمناقشة القضية مع الملك سلمان.
عندما ازدادت الضغوط على السعودية من أجل الكشف عما تعرفه عن مصير خاشقجي، بدأ المسؤولون السعوديون التفكير بأن عليهم مع نهاية الأسبوع الاعتراف دون شك بالتواطؤ في موت خاشقجي.
ونصت الخطة على أن يتم الإعلان عن قيامهم بـ "عملية فاشلة"، حسبما قال شخص مطلع على المناقشات المحيطة بالقضية، لصحيفة The Washington Post الأميركية.
وناقش المسؤولون السعوديون على مدى الأيام الماضية إصدار البيان، يذكر بصورة جزئية، أن ما جرى هو عملية فاشلة، وتتم الدعوة إلى معاقبة المسؤولين المتورطين، حسبما قال شخص آخر على اطّلاع بالمناقشات.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن هذا البيان لن يصدر قبل توصُّل السعودية إلى اتفاق مع تركيا حول كيفية سير عملية التحقيقات، حسبما قال هذا الشخص.
وجاءت محطة "سي إن إن"، لتؤكد هذه الرواية، فقد نقلت عن مصدرين لم تسمهما، أن السعودية تعد تقريراً تعترف فيه بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي نتيجة تحقيق جرى بشكل خطأ.
وقال ترمب، أمس الإثنين، خلال حديثه إلى الصحافيين، إنه تحدث لعشرين دقيقة مع الملك سلمان، الذي أنكر تورط المملكة في اختفاء خاشقجي إنكاراً شديداً.
وأضاف ترمب: "لا أريد أن أدخل إلى عقله، ولكن بدا لي كما لو أن هؤلاء ربما يكونون قتلة مارقين. من يعرف؟ سوف نحاول معرفة خبايا الموضوع قريباً جداً، لكن ردَّه كان إنكاراً قاطعاً".
لم يتضح ما إذا كان ذكر ترمب لكلمة "قتلة مارقين" كان تكهناً خاصاً به، أم أنها نظرية سمع بها من الملك، أم أنه تأكيدٌ مقصودٌ على أن خاشقجي قد قُتل في القنصلية، مثلما استنتج المحققون الأتراك.
كانت السعودية قد أنكرت معرفتها بمكان خاشقجي إنكاراً شديداً، وقالت -دون تقديم أي أدلة- إنه خرج من القنصلية بعد فترة وجيزة من دخولها في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.
ظهور أدلة بارزة بشأن مقتل خاشقجي
من جهة أخرى، كشف مصدر في مكتب المدعي العام التركي للجزيرة أن الفحص الأولي داخل القنصلية السعودية، "أظهر أدلة بارزة على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي رغم محاولات طمسها".
وقال المصدر إن الأدلة التي وجدت تدعم شبهة تعرض خاشقجي لجريمة قتل.
كانت صحيفة The Telegraph البريطانية ذكرت أن السعودية ستحاول إقناع المسؤولين الأتراك بالموافقة على إصدار بيان مشترك، "يُفسر موت جمال خاشقجي، بطريقة تسبب ضرراً بسيطاً على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وأوضحت الصحيفة أن أحد احتمالات هذا التفسير هو القول إنَّ خاشقجي توفي بنوبة قلبية داخل القنصلية، فأخفى موظفو القنصلية المذعورون جثته.
ولم تتضح بعدُ مدى إمكانية موافقة تركيا على سرد روايةٍ كهذه؛ نظراً إلى أنَّ بعض المسؤولين الأتراك سربوا ادِّعاءات مدوية للصحافة عن أفراد استخبارات وجنود سعوديين يُزعم أنهم قتلوا خاشقجي.