خُطف 14 عنصراً أمنياً إيرانياً على الأقل، بينهم عناصر في جهاز استخبارات حرس الثورة الإيراني في جنوب شرق البلاد على الحدود مع باكستان، حسبما ذكرت تقارير إعلامية الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018 . واتهم الحرس الثوري الإيراني "مجموعات إرهابية توجهها وتدعمها قوات أجنبية" بالخطف وطالب باكستان باتخاذ الخطوات اللازمة.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أعلنت أن 14 عنصراً أمنياً اختطفوا عند الحدود، فيما كتبت وسائل إعلام محلية ومصادر أخرى أن عدد المخطوفين 11.
وذكرت الوكالة إن العناصر "اختطفوا بين الساعة الرابعة والخامسة صباحاً (00,30 و01,30 ت غ) في منطقة لولَكدان الحدودية على يد جماعة إرهابية"، بدون أن توضح هوية الخاطفين. وتقع قرية لولَكدان على بعد 150 كلم جنوب شرق زهدان كبرى مدن سيستان بلوشستان المضطربة.
اتهام مجموعات مناهضة للثورة بالخطف
وأكد الحرس الثوري الإيراني على موقعه الإلكتروني أن عملية الخطف نفذها أشخاص "متسللون مرتبطون بمجموعات مناهضة للثورة". وذكر البيان أن عمليات البحث عن المسؤولين جارية.
ودعا إسلام آباد إلى "القضاء على الإرهابيين المتمركزين قرب الحدود" ومساعدة طهران من أجل العثور على العناصر المختطفة.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إن بهرام قاسمي مساعد وزير الخارجية في شؤون غرب آسيا طلب من السفير الباكستاني بأن تقوم حكومة بلاده "بحشد كافة الإمكانيات واتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق سراح حراس الحدود الايرانيين والقبض على الإرهابيين".
وأضاف أنه طلب من السفير الباكستاني أيضاً بأن يبلغ حكومة بلاده في إسلام آباد بهذا الأمر وأن يطلع وزارة الخارجية الإيرانية على نتائج الإجراءات المتخذة بهذا الشأن.
وتابع أن السفير الباكستاني أعرب عن أسفه العميق بشأن هذا الحادث مؤكداً أنه سيطلع إسلام آباد على هذه القضية وسيتابعها وسيقدم تقريراً بشأن نتائج إجراءات الحكومة الباكستانية على وجه السرعة.
عناصر من استخبارات حرس الثورة الإيراني وآخرون من "الباسيج"
وكان نادي الصحافيين الشباب التابع للتلفزيون الحكومي أشار لفترة وجيزة إلى أن هناك عنصرين من استخبارات حرس الثورة الإيراني بين المخطوفين وسبعة من الباسيج، ميليشيا إسلامية مكلفة مهام عديدة لحفظ الأمن.
وأضاف أن الباقين هم من حرس الحدود، مشيراً إلى أنهم كانوا يشاركون جميعاً في "عملية أمنية" لم يحدد طبيعتها. لكنه سارع إلى إلغاء الخبر من موقعه الإلكتروني.
وأفاد مسؤولون أمنيون في باكستان وكالة الأنباء الفرنسية أن طهران أبلغتهم بعملية الخطف.
وقال مسؤول أمني كبير في كويتا "نحن على تواصل مع القبائل المحلية ونبحث ذلك حتى نتمكن من اتخاذ إجراءات سريعة لاستردادهم".
في منطقة تقيم بها أغلبية سنية يراقبها الحرس الثوري الإيراني
وتشهد محافظة سيستان بلوشستان الفقيرة المحاذية لباكستان وأفغانستان، حيث تقيم غالبية من السنة من إتنية البلوش، اشتباكات يسقط فيها قتلى بين قوات حفظ النظام وانفصاليين بلوش أو جماعات جهادية تتهم طهران إسلام آباد والرياض بدعمها.
وتشكل أقلية البلوش السنية حوالي 2 بالمئة من سكان إيران الذين يشكل الشيعة أكثر من تسعين بالمئة منهم.
وفي 28 أيلول/سبتمبر الفائت، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه قتل أربعة "إرهابيين" تسللوا إلى إيران من باكستان لارتكاب اعتداء.
وينشط تنظيم جند الله المتطرف في هذه المحافظة الإيرانية منذ العام 2000 حيث استهدف قوات الأمن من بينهم عناصر في استخبارات حرس الثورة الإيراني ومسؤولين في الحكومة المحلية التي يسيطر عليها الشيعة.
وشنّ التنظيم سلسلة هجمات منذ العام 2007، بلغت ذروتها بتفجيرين مزدوجين لمسجد شيعي ما أدى إلى سقوط 28 قتيلاً، إلا أن الهجمات تراجعت مع مقتل قائد التنظيم في منتصف العام 2010.
لكن في العام 2012، شكّل منشقون عن هذا التنظيم مجموعة "جيش العدل" التي نفذت عدة اعتداءات. وتتهم طهران الاستخبارات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية والباكستانية بتدريب هذه المجموعة وتجهيزها.