قالت شبكة BBC البريطانية، الأحد 14 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إنها علمت إن بريطانيا والولايات المتحدة تدرسان مقاطعة مؤتمر دافوس الصحراء المقرر عقده في الرياض نهاية الشهر الحالي (أكتوبر/تشرين الأول 2018)؛ على خلفية مصير جمال خاشقجي الصحافي السعودي المختفي، الذي تتحدث مصادر تركية عن قتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، على يد فريق متخصص جاء لتنفيذ هذه المهمة.
وأضافت BBC أن مراسلها للشؤون الدبلوماسية، جيمس لاندالي، حصل على معلومات تفيد بأن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، ووزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس، ربما لن يشاركا في المؤتمر.
وقال التقرير إنه في حال غياب منوشين وفوكس عن المؤتمر سيُنظر إلى ذلك على أنه إهانة قوية للسعودية من حليفين رئيسيين. وأضاف أن دبلوماسيِّين أوروبيِّين وأميركيِّين يدرسون في الوقت الراهن إصدار بيان إدانة مشترك في حالة تأكُّد مقتل خاشقجي على يد عملاء سعوديين.
وقامت الرياض بتحضيرات كبيرة لعقد المؤتمر تحت رعاية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان؛ للترويج لبرنامجه الإصلاحي.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أبدى السبت 13 أكتوبر/تشرين الأول 2018، تشاؤمه إزاء مصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي اختفى من دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، معتبراً أن الأمور "لا تبدو جيدة"، وأنه قد يكون قُتل، ومتوعّداً السعودية بعقوبات.
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: "كان أملنا الأول ألا يكون قد قُتل، لكن ربما الأمور لا تبدو جيدة.. بحسب ما نسمعه"، وتابع: "قد لا نتمكن من رؤيته مجدداً، هذا أمر محزن جداً"، مشيراً إلى أنه سيُجري مساء السبت أو الأحد اتصالاً بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
القصة الكاملة لاغتيال #جمال_خاشقجي في #اسطنبولكتيبة الإعدام نفذت المهمة، 15 سعودياً، بينهم مسؤولون، وصلوا إلى إسطنبول على متن طائرتين، وانتظروا جمال خاشجقي في مبنى القنصلية السعودية.. وهناك اكتملت حلقة الموت!
Gepostet von عربي بوست am Montag, 8. Oktober 2018
وكشف الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستفرض "عقوبة شديدة" على السعودية إذا ثبتت مسؤولتها عن مقتل خاشقجي.
وأضاف أنه سيكون "مستاءً وغاضباً للغاية إذا كان الأمر كذلك"، لكنه استبعد تجميد عقود بيع الأسلحة إلى السعودية.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن السعودية لم تتعاون حتى الآن في التحقيقات، وذلك على الرغم من إصدار وزير الداخلية السعودي، عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، بياناً قال فيه إنه يريد كشف "الحقيقة كاملة".
ودعا أوغلو المملكة إلى السماح للمسؤولين الأتراك بدخول القنصلية السعودية في إسطنبول.
وسائل إعلام كبيرة ترفض الحضور
وألغت العديد من وسائل الإعلام الإخبارية، ومن ضمنها صحيفة The New York Times الأميركية، مشاركتها في مؤتمر للمستثمرين برعاية الحكومة في الرياض، من المقرر أن يُعقد في غضون أسبوعين، حيث من المتوقع أن يتحدث ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. كما أعلنت صحيفتا The Los Angeles Times وThe Economist أنَّهما لن تشاركا في المؤتمر.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة Uber، دارا خسروشاهي، أعلن تراجعه عن الحضور.
وقال خسروشاهي، في بيان أصدره في وقت متأخر من ليل يوم الخميس 11 أكتوبر/تشرين الأول 2018: "ما لم تظهر مجموعة مختلفة تماماً من الحقائق (في قضية خاشقجي) فلن أحضر (المؤتمر)".
يدمر نظرياً قدرته على حكم البلاد
وكان السيناتور الأميركي ليندسي أولين غراهام علَّق على أنباء إخفاء وقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وقال إنه "في حال كانت الحكومة السعودية هي من اقترفت هذه الجريمة، وإن كان ولي العهد متورطاً فيها بأي شكلٍ من الأشكال، فإن هذا سيدمر نظرياً قدرته على قيادة هذا البلد على الساحة الدولية".
وفي ردّه على سؤال مذيعة "سي إن إن" عن خطوة واشنطن المفترضة تجاه الرياض، هدد غراهام بفرض عقوباتٍ شاملة على كل من تورطوا في هذه المسألة، و"عزل النظام السعودي ومعاملته بالازدراء الذي أظهره لنا".
وأضاف: "كنت داعماً قوياً للسعودية، لدينا مصالح استراتيجية، وتحالف ضد إيران، ساعدونا في الحرب على الإرهاب، وكانوا حلفاء جيدين من مختلف النواحي، ولكن إن ثبت أنهم المسؤولون عما حدث لخاشقجي، فإنه يُظهر ازدراءً للعلاقات الأميركية-السعودية؛ إذ إنهم اعتبروا أن دعم أشخاصٍ مثلي مضمون. إنهم يختبرون قِيمنا، وإن كانوا بالفعل اقترفوا هذه الجريمة، فإني أريد من كل الدول الأخرى أن تفهم ماذا سيحدث لها".