دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا السلطات السعودية والتركية اليوم الأحد إلى إجراء "تحقيق موثوق به" في اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي قائلة إنها تتعامل مع هذا الحادث "بأقصى درجات الجدية".
وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك "هناك حاجة لإجراء تحقيق موثوق به لمعرفة حقيقة ما حدث وتحديد المسؤولين عن اختفاء جمال خاشقجي وضمان محاسبتهم".
وأضاف الوزراء الثلاثة "نشجع الجهود السعودية التركية المشتركة ونتوقع أن تقدم الحكومة السعودية رداً كاملاً ومفصلاً. وقد نقلنا هذه الرسالة بشكل مباشر إلى السلطات السعودية"
كانت المملكة العربية السعودية، أكدت الأحد، 14 اكتوبر/تشرين الأول 2018 رفضها أي تهديدات ومحاولات للنيل منها، عبر التلويح فرض عقوبات اقتصادية أو ضغوط سياسية، متوعدة بالرد على أي إجراء ضدها بـ"إجراء أكبر"، وذلك وسط تصاعد أزمة اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر سعودي مسؤول قوله إن "السعودية ومن موقعها الرائد في العالمين العربي والإسلامي، لعبت دوراً بارزاً عبر التاريخ في تحقيق أمن واستقرار ورخاء المنطقة والعالم، وقيادة الجهود في مكافحة التطرّف والإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، ولا تزال المملكة تعمل مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز هذه الأهداف، مستندة في كل ذلك إلى مكانتها الخاصة، بوصفها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين".
وأضاف المصدر أن المملكة تؤكد "رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة، التي لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية، والدولية، ومآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال، وستظل المملكة حكومة وشعباً ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط".
وتوعدت المملكة بأنها "إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر"، وأشارت إلى أن "اقتصادها له دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، لكنها قالت في الوقت نفسه إن اقتصادها "لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي"، لكنها لم تذكر صراحة أزمة خاشقجي وتداعياتها الدولية.
وأعربت السعودية عن تقديرها "لوقفة الأشقاء في وجه حملة الادعاءات والمزاعم الباطلة"، وأشادت بـ"أصوات العقلاء حول العالم الذين غلّبوا الحكمة والتروي والبحث عن الحقيقة، بدلاً من التعجل والسعي لاستغلال الشائعات والاتهامات لتحقيق أهداف وأجندات لا علاقة لها بالبحث عن الحقيقة"