قال الكاتب البريطاني، ريتشارد سبنسر، إن هناك دولة واحدة ورجلاً واحداً في صدارة الاتهامات بسبب مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول وهو ما يفاقم الأزمة الحالية.
الصحافي الذي عمل سابقاً محرراً لشؤون الشرق الأوسط في صحيفة التلجراف البريطانية، قال في مقالة له نشرتها صحيفة The Times البريطانية، إن هذه الدولة هي المملكة العربية السعودية، حليفة الولايات المتحدة وبريطانيا وأحد عملائهما.
قد يكره الغرب سياسات السعودية، لكنَّه غضَّ طرفه عن الحكم الاستبدادي في المملكة، وعن تنفيذها لعمليات الإعدام، وحتى اختطافها للمعارضين.
لكن هذه المرة يأتي الاحتجاج من أعلى المستويات. كان مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، من بين أول من "طلب إجابات" عن اختفاء خاشقجي.
الصحافي البريطاني قال إن أعضاء مجلس الشيوخ دعوا إلى فرض عقوبات على السعودية، فضلاً عن بدء الشركات الكبرى بالانسحاب من المؤتمر الاستثماري، الذي كانت السعودية تُكرِّس له موارد هامة في مجال العلاقات العامة.
يبحث الجميع، بمن فيهم الرئيس ترمب، عن إجاباتٍ من رجلٍ واحد، وهو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وريث المملكة.
الأمير محمد بن سلمان يزيد من مخاوف الغرب تجاه المملكة العربية السعودية
حيث يغير الكثير من الأشياء التي لا يحبها الغرب عن السعودية. ومع ذلك يُفاقم الكثير من مخاوف الغرب. قائمة مؤيدي السعودية الذين أصبحوا الآن ناقدين علناً مدهشة.
ما يقوله البعض في الغرف المغلقة أسوأ من ذلك، طريقٌ واضحٌ للخروج هو أن تقوم السعودية بتنصيب قائد جديد للبلاد.
لذلك فالتضحية بوليّ العهد سوف تُرضي أولئك الذين يرغبون في البقاء في صفِّ الرياض. وما إذا كان أيٌّ من أعدائه داخل العائلة المالكة يملك القوة الدافعة للتحرك ضده، فهذه مسألة أخرى.
استُدعي شقيقه الأصغر، الأمير خالد بن سلمان من واشنطن على ما يبدو لمحاولة التوصُّل إلى حلٍّ وسط لحفظ ماء الوجه. ربما لا يزال على وليّ العهد الاعتماد على الوقاحة من أجل البقاء.
والجمعة وافقت السعودية على طلب السلطات التركية بتفتيش مقر القنصلية ومنزل القنصل في مدينة إسطنبول، بعد رفض ومماطلة استمرَّت أكثر من أسبوع.
وفي أول تصريح رسمي بشأن عملية قتل جمال خاشقجي نفى وزير الداخلية السعودي عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود، وجود أوامر بقتل خاشقجي، ووصف ما يقال بأنه أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة.
وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية واس، فجر السبت 13 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن بلاده حريصة على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء خاشقجي، كما قال إن بلاده حريصة على مواطنيها في الداخل والخارج.
وعبَّر الوزير السعودي عن "شجب المملكة واستنكارها لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام، من اتهامات زائفة وتهجم على المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي".
ونوّه بالتعاون بين السعودية وتركيا من خلال لجنة التحقيق المشتركة وغيرها من القنوات الرسمية، وشدَّد على "دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق، وعدم التأثير على مسارات التحقيق والإجراءات العدلية".
ويأتي بيان وزير الداخلية السعودي -على ما يبدو- تعليقاً على تقارير أوردتها الصحافة الأميركية، بأن الاستخبارات الأميركية اعترضت مراسلات تشير إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان أمر باستدراج جمال خاشقجي واعتقاله.
خاصة أنه يستهدف حتى أولئك الذين تعاطفوا مع جمال خاشقجي
قال أمير سعودي يقيم في الخارج، إن ما لا يقل عن 5 أفراد من العائلة المالكة، اختفوا الأسبوع الماضي فقط، بسبب إدانتهم اختفاء الصحافي والإعلامي جمال خاشقجي.
واختفى خاشقجي، الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول، بعد ذهابه إلى القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية لتوثيق أوراق طلاقه، حتى يتسنى له الزواج من خطيبته الحالية خديجة جنكيز.
وتتمسك السلطات التركية برواية مقتل خاشقجي، البالغ من العمر 59 عاماً، داخل مبنى القنصلية، وهو الادعاء الذي أنكره المسؤولون السعوديون، قائلين إنَّ الصحافي غادر مقر السفارة طواعيةً.
وفي تصريح لصحيفة The Independent البريطانية، قال خالد بن فرحان آل سعود، وهو أميرٌ سعودي يعيش في المنفى في ألمانيا، إنَّ السلطات السعودية دبَّرت مؤامرة اختفاء مشابهة ضده قبل 10 أيام فقط من اختفاء خاشقجي.
ولم يتسنَّ لـ "عربي بوست" التأكد من صحة الرواية التي أوردها الأمير السعودي المقيم في المنفى الاختياري، إلا أنه يعتبر ما حدث معه جزءاً من حملةٍ قمعية متصاعدة ينظّمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإسكات معارضيه، مشيراً إلى أنَّ استدراج المنشقين لحضور اجتماعات بهدف "إخفائهم" هي حيلة شائعة تستخدمها السلطات في السعودية.