علّق السيناتور الأميركي ليندسي أولين غراهام على أنباء إخفاء وقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية، وقال إذا "كانت الحكومة السعودية هي من اقترفت هذه الجريمة وإن كان ولي العهد متورطاً فيها بأي شكلٍ من الأشكال، فإن هذا سيدمر نظرياً قدرته على قيادة هذا البلد على الساحة الدولية".
وفي ردّه على سؤال مذيعة سي إن إن حول خطوة واشنطن المفترضة تجاه الرياض، هدد غراهام بفرض عقوباتٍ شاملة على كل من تورطوا في هذه المسألة، وعزل النظام السعودي ومعاملته بالازدراء الذي أظهروه لنا.
وأضاف: "كنت داعماً قوياً للسعودية، لدينا مصالح استراتيجية، تحالف ضد إيران، ساعدونا في الحرب على الإرهاب، كانوا حلفاء جيدين من مختلف النواحي، ولكن إن ثبت أنهم المسؤولون عما حدث لخاشقجي، فإنه يظهر ازدراءً للعلاقات الأميركية- السعودية، إذ أنهم اعتبروا أن دعم أشخاصٍ مثلي مضمون. إنهم يختبرون قيمنا، وإن كانوا بالفعل اقترفوا هذه الجريمة، أريد من كل الدول الأخرى أن تفهم ماذا سيحدث لها".
"You don't have to be Sherlock Holmes to be concerned here." @LindseyGrahamSC offers his assessment of missing WaPo writer Jamal Khashoggi, "with every passing day, it looks increasingly likely that he's dead."#JamalKhashoggi pic.twitter.com/DmZPnoSfPk
— Prime Politics (@Prime_Politics) October 12, 2018
ورجح أن يكون الصحافي السعودي جمال خاشقجي ميتاً والتفسير الأكثر منطقية هو أنه دخل القنصلية ولم يخرج، وأن السعوديين لهم علاقةٌ باختفائه "سنعرف المزيد خلال الأيام القادمة ولم أقلق حيال كونه بخير أكثر مما أنا قلق الآن، وكل المؤشرات تشير إلى السعودية، وإن ثبت فعلاً أن السعودية هي المسؤولة عما حدث له، فكما قلت سابقاً يجب أن تتم محاسبتها".
وفيما إذا لم يستجب الرئيس لما يدعو إليه كردٍ على السعودية، قال إن الكونغرس سيتحرك ويرسل رسالةً باسم الحزبين للمطالبة بتطبيق قانون ماجنيتسكي العالمي الذي يسمح لنا بفرض عقوبات على الأشخاص المتورطين، مضيفاً الرئيس يبدي تعاطفاً، ولا أجد أي سبب لعدم تحركه بشكل حاسم.
شركات تقاطع السعودية
وكانت شركات إعلامية أعلنت أنها ستقاطع مؤتمراً استثمارياً في السعودية مع تزايد الغضب بشأن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا هذا الشهر.
وقالت لورين هاكيت، المتحدثة باسم رئيسة تحرير صحيفة إيكونوميست زاني مينتون بيدوس، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن بيدوس لن تشارك في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض.
وذكر المذيع الأميركي أندرو روس سوركين بشبكة (سي.إن.بي.سي) والذي يعمل أيضا صحافياً اقتصادياً بنيويورك تايمز على تويتر أنه لن يحضر المؤتمر قائلاً إنه "يشعر باستياء شديد من اختفاء الصحافي جمال خاشقجي والتقارير الواردة عن مقتله".
وتزايدت الضغوط على السعودية منذ اختفاء خاشقجي المنتقد البارز للسياسات السعودية والكاتب بصحيفة واشنطن بوست. وكان آخر مرة شوهد فيها في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول لدى دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول.
وأفادت المتحدثة باسم صحيفة نيويورك تايمز إيلين ميرفي بأن الصحيفة قررت الانسحاب من رعاية المؤتمر.
وقالت صحيفة فايننشيال تايمز، في بيان، إنها تراجع مشاركتها في الحدث كشريك إعلامي.
وذكر دارا خسروشاهي، الرئيس التنفيذي لشركة أوبر تكنولوجيز، في بيان، إنه لن يحضر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض ما لم تظهر مجموعة مختلفة تماماً من الحقائق.
وقال جاستن ديني، المتحدث باسم شركة فياكوم، إن رئيسها التنفيذي بوب باكيش لن يحضر المؤتمر بعد أن كان أحد المتحدثين فيه.
وأشار موقع المؤتمر على الإنترنت إلى أن شركات إعلامية أخرى من المقرر أن تشارك مثل (سي.إن.إن) وبلومبرغ.
وألقى اختفاء خاشقجي، الذي يكتب في صحيفة واشنطن بوست، بظلاله على المؤتمر الاستثماري المعروف باسم (دافوس في الصحراء)، والذي من المقرر أن يبدأ في 23 أكتوبر/تشرين الأول ويستمر ثلاثة أيام. وواشنطن بوست مملوكة لمؤسس موقع أمازون دوت كوم ورئيسه التنفيذي جيف بيزوس.
ويجتذب المؤتمر في دورته الثانية بعضاً من نخبة الأعمال في العالم ومنهم كبار مستثمري وول ستريت ورؤساء شركات متعددة الجنسيات في مجالات الإعلام والتكنولوجيا والخدمات المالية.
وعبرت مصادر تركية عن اعتقادها بأن خاشقجي قتل داخل القنصلية، وهي مزاعم نفتها الرياض ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة.
ومن المقرر أن يتحدث في المؤتمر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لجيه.بي مورغان تشيس آند كو، وكذلك الرئيس التنفيذي لماستر كارد أجاي بانجا. ولم يرد مسؤولون عن الشركتين على طلبات للتعليق.
كما قرر ملياردير آخر هو ستيف كيس، أحد مؤسسي (إيه.أو.إل)، أن ينأى بنفسه عن السعودية، قائلاً إنه لن يحضر المؤتمر.
وكتب على تويتر: "قررت في ضوء الأحداث الأخيرة أن أعلق خططي بانتظار مزيد من المعلومات بخصوص جمال خاشقجي".
ودفع اختفاء خاشقجي مسؤولين ورجال أعمال إلى الانسحاب من مشروع كبير آخر في السعودية، وهو مدينة نيوم الاقتصادية، الذي يرعاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
فقد أعلن وزير الطاقة الأميركي السابق إرنست مونيز يوم الأربعاء، أنه قرر تعليق دوره الاستشاري في المشروع لحين معرفة مزيد من المعلومات عن خاشقجي.
وكان مونيز واحداً من 18 شخصاً يشرفون على مشروع نيوم الذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار. وقال الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، إن منطقة نيوم التجارية ستشهد بناء مدينتين إلى ثلاثة مدن كل عام بدءاً من عام 2020 وسينتهي العمل بها بحلول عام 2025.
وأنهت مجموعة هاربور غروب، وهي شركة في واشنطن تقدم خدمات استشارية للسعودية منذ أبريل/نيسان 2017، يوم الخميس عقداً مع المملكة حجمه 80 ألف دولار في الشهر. وقال عضوها المنتدب ريتشارد مينتز: "لقد أنهينا العلاقة".
وذكر الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، الخميس، أن مجموعته (فيرجن غروب) ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار في مشاريع المجموعة في الفضاء، وذلك على خلفية اختفاء خاشقجي.