أعلن رئيس النظام السوري بشار الأسد، الأحد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أنّ الاتّفاق الروسي التركي بشأن إدلب هو "إجراء مؤقّت" وأن المحافظة الواقعة في شمال غرب البلاد و"الخاضعة لسيطرة فصائل جهادية ومعارضة ستعود الى كنف الدولة السورية" ، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا".
وقال الأسد، خلال اجتماع للجنة المركزية لحزب البعث، في معرض حديثه عن اتفاق إدلب، إنّ "موقف الدولة السورية واضح بأن هذه المحافظة (إدلب) وغيرها من الأراضي السورية المتبقية تحت سيطرة الإرهابيين، ستعود إلى كنف الدولة السورية، وإنّ الاتفاق هو إجراء مؤقت حقّقت الدولة من خلاله العديد من المكاسب الميدانية وفي مقدّمتها حقن الدماء".
أما بشأن بعض الشرائح التي اعتبر الرئيس السوري أنها احتضنت الإرهاب، فأشار الأسد إلى أن نظامه سيخوض "معركة إعادة تأهيل" لهذه الشرائح، كي لا تكون ثغرة يتم استهداف "سوريا" عبرها، بحسب ما نقله موقع سي إن إن عربي.
الاتفاق الروسي – التركي بشأن إدلب جنَّب المدينة معركة مدمرة
وكانت موسكو التي تدعم النظام السوري، وأنقرة التي تدعم الفصائل المناوئة له توصّلتا في 17 سبتمبر/أيلول الفائت إلى اتفاق جنّب محافظة إدلب ومحيطها هجوماً واسعاً كانت تعدّ له دمشق.
وينصّ الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح يراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل المعارضة، على أن تسحب الفصائل سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة في مهلة أقصاها العاشر من الشهر الحالي.
وينصّ الاتّفاق الروسي – التركي على تسيير القوات التركية دوريات مع الشرطة الروسية للإشراف على إقامة المنطقة المنزوعة السلاح. إلا أن الفصائل المعارضة أبدت قبل أيام رفضها لهذا البند، مؤكدة حصولها على ضمانات تركية بعدم دخول الشرطة الروسية الى مناطق سيطرتها، الأمر الذي لم تؤكده أنقرة وموسكو.
المعارضة تبدأ سحب سلاحها الثقيل
وواصلت الفصائل المعارضة، الأحد، سحب سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة في عملية ستستمر "أياماً عدة" ، مع اقتراب انتهاء المهلة الزمنية المحددة لذلك بموجب الاتفاق الروسي- التركي.
وتطبيقاً للاتفاق، بدأت الجبهة الوطنية للتحرير (ائتلاف فصائل غير جهادية تنشط في محافظة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة تشملها المنطقة العازلة المرتقبة)، سحب عتادها الثقيل.
وقال بيان الجبهة الوطنية للتحرير إن مسلحي المعارضة سيبقون في المنطقة منزوعة السلاح لمساعدة القوات التركية التي تقوم بعمل دوريات في المنطقة.
كان مسؤولان بالمعارضة المسلحة المدعومة من تركيا قالا لرويترز إن عملية سحب الأسلحة الثقيلة بدأت السبت، وإنها ستستمر عدة أيام.
وقال قيادي في المعارضة المسلحة لرويترز، إن تحالف الجبهة الوطنية للتحرير المدعوم من تركيا، سيسحب الأسلحة الثقيلة مثل "قاذفات الصواريخ والمدافع الميدانية والعربات المدفعية… من خطوط التماس مع قوات نظام الأسد" لتكون على بُعد 20 كيلومتراً.
وأضاف القيادي: "تبقى الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والرشاشات الثقيلة حتى عيار 57 ملليمتراً في أماكنها".
وأوقف الاتفاق بين تركيا وروسيا شنّ هجوم من الحكومة السورية على المنطقة. وحذرت الأمم المتحدة من أن مثل هذا الهجوم سيتسبب في كارثة إنسانية في منطقة إدلب التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة.
ولم تعلن بعد تحرير الشام، الجماعة الرئيسية في إدلب، إذا ما كانت ستلتزم بالاتفاق.