أصل جمال خاشقجي كان أحد الأسئلة التي شغلت بال متابعي قصة الصحافي السعودي، إذ أن اسم عائلته لا يشبه أسماء القبائل السعودية المعروفة.
فبينما انشغل العالم منذ الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 بمصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بعدما دخل إلى قنصلية بلاده في اسطنبول لاستخراج أوراقٍ رسمية ولم يظهر منذ ذلك الحين، تساءل كثيرون عن أصل عائلته.
يعود أصل جمال خاشقجي إلى المدينة المنورة الواقعة في منطقة الحجاز السعودية، وبحسب عددٍ من أبناء الأسرة، فإن العائلة التي تنحدر من أصولٍ تركية استوطنت المدينة منذ نحو 500 عام، وتحديداً في الفترة بين عامي 1591 و1687.
أصل عائلة خاشقجي
خاشقجي Kaşıkçı هي مفردة تركية (وأوزبكية أيضاً) تعني صانع الملاعق (كاشيق أو خاشوقة كما تلفظ في بعض مناطق الشام والعراق أيضاً)، وإضافة (جي، ji) آخر الاسم تدل على المهنة أو الصنعة، مثل مخزنجي وسفرجي في اللغات التركية والأوزبكية.
ويتردد أن العائلة من أصول أوزبكية أو من أصول تركية، وبعضهم ينسبها لكاشغر في تركستان الشرقية (تقع في الصين الحالية) والتي تعد موطن الترك الأصلي.
ألماسة خاشقجي التي صارت جوهرة "الباب العالي"
Kaşıkçı Elması ألماسة صانع الملاعق، هي ألماسة غالية ونادرة من عيار 86 على شكل كمثرى معروضة في الخزانة الإمبراطورية في متحف Topkapi توب كابي في إسطنبول الذي يعرف تاريخياً أيضاً بـ "الباب العالي"، وتعتبر رابع أكبر ألماسة من نوعها في العالم.
وتعطي هذه اللآلئ المنفصلة المحيطة بها "مظهر القمر الباعث للضوء وهو يضيء السماء الساطعة وسط النجوم" ، وتحيط بها مجموعة مبهرة من 49 قطعة من الألماس القديم.
ومن غير المعروف بأي حال كيف وصل هذا الألماس إلى قصر توبكابي. لكنها تعتبر جزءاً من الثقافة الشعبية التركية.
كيف وصلت الألماسة لقصر السلطان؟
سميت ألماسة خاشقجي بهذا الاسم نسبة لصانع الملاعق الذي وجدها بالصدفة على شاطئ البحر وعرضها على صائغ اشتراها منه بمبلغ زهيد، وسرعان ما أصبحت الألماسة مصدراً للدهشة والإعجاب من قِبل كثير من الأمراء والملوك الذين رأوها ومنهم السلطان محمد الثاني ونابليون بونابرت.
حظيت الجوهرة بشهرة واسعة لإشراقتها النادرة ولونها الشفاف، وأُحيطت بالكثير من الأساطير في الثقافة الشعبية، لكن لا يعرف بالضبط من أين جاءت رابع أكبر ألماسة في العالم لتقيم في إسطنبول القديمة ولا علاقة لها – على ما يبدو – بعائلة خاشقجي السعودي.
شخصيات من عائلة آل خاشقجي
اشتهرت العديد من الشخصيات التي تنسب لآل خاشقجي، ومنهم:
مؤذنو آل خاشقجي
ومنهم الريس حسن بن إبراهيم بن حسين خاشقجي مؤذن الحرم المدني (1328 – 1403 هـ) 1905، وهو عم شيخ مؤذّني الحرم النبوي الشريف حالياً الشيخ عبد الرحمن خاشقجي.
كما يُعرف أخوه الريس عبد الإله بن إبراهيم بن حسين خاشقجي، (1330 – 1415 هـ) 1911 الذي كان شيخ مؤذّني الحرم المدني لأكثر من 50 عاماً.
وهو أيضاً والد شيخ مؤذّني الحرم النبوي الشريف حالياً الشيخ عبد الرحمن خاشقجي الذي كان يساعد أباه في الأذان ثم استمر يرفع الأذان حتى الآن.
الوزير محمد بن خالد خاشقجي
أول وزير صحة في السعودية، وهو من أدخل الكهرباء والأجهزة الطبية للمملكة، وقد كان والده خالد بن علي خاشقجي محتسب المدينة المنورة في الفترة العثمانية، أي أنه كان يجبي الضرائب لصالح الدولة.
عدنان بن محمد خاشقجي
جمال خاشقجي وعدنان خاشقجي اسمين يكثر الحديث عنهما في وسائل الإعلام ليس في الآونة الأخيرة فقط، فقد كان عدنان الرجل الأكثر شهرةً في العائلة، إذ كان تاجر أسلحة دولياً ومليارديراً سعودياً، اشتهر بصفقاته التجارية وأسلوب حياته الباذخ.
وأبوه هو د. محمد خاشقجي، عمل طبيباً للملك عبد العزيز مؤسس المملكة، وارتقى حتى أصبح وزيراً للصحة، وعدنان هو أكبر الأبناء في عائلته.
ومن أشهر صفقات عدنان خاشقجي كانت "صفقة اليمامة" بين الحكومة السعودية ونظيرتها البريطانية، وبلغت قيمتها حوالي 20 مليار دولار.
واشتهر بدوره في فضيحة إيران – كونترا وعلاقته بالبنك المفلس حالياً بنك الاعتماد والتجارة الدولي والعديد من القضايا الشائكة الأخرى.
وتشير التقديرات إلى أن ثروته بلغت نحو 4 مليارات دولار في أوائل الثمانينات.
وكانت له علاقات دبلوماسية مع الكثير من الرؤساء والملوك، وعُرف بطائرته الخاصة الفخمة ويخته الخاص الذي ظهر في فيلم لجيمس بوند 007.