قالت هيئة الفصل في الشكاوى في الشرطة الدنماركية الأربعاء 26 سبتمبر/أيلول 2018، إن تحقيقات تجري مع شرطية احتضنت محتجة منتقبة، أثناء مظاهرة المسلمين في الدنمارك ضد حظر النقاب في الدنمارك .
والتقط مصور من رويترز صوراً للواقعة، في أول أغسطس/آب الماضي، فيما بدا أن المحتجة كانت تبكي في مظاهرة المسلمين في الدنمارك عندما بدأ سريان حظر غطاء الوجه في الأماكن العامة على مستوى البلاد.
وقال ماركوس كنوت، النائب بالبرلمان عن حزب الأحرار المناهض للمهاجرين، وهو الحزب الأكبر في الحكومة: "الصورة جعلت من الشرطة فاعلاً بشكل غير إرادي في جدل سياسي في غاية الحساسية، ما كان يتعين أن تشارك فيه".
ولفت هو وغيره انتباه الهيئة المستقلة للفصل في الشكاوى، إلى الواقعة. وقال: "مهمة الشرطة هي إنفاذ القانون، وليس احتضان من يعارضونه".
وقال توربين كوتش، محامي الشرطية، إنها شعرت أنها تعاملت بشكل يتناسب مع الموقف في إطار دورها بوصفها "شرطية حوار"، وهو تخصص نشأ لتخفيف التوترات أثناء المظاهرات. وقال كوتش "هذا محض هراء. وكما قالت موكلتي لو كان أي شخص آخر في الموقف نفسه لفعلت نفس الشيء، لذلك فالأمر لا علاقة له بارتدائها النقاب".
انقسامات بسبب حظر النقاب في الدنمارك ومظاهرات المسلمين في الدنمارك
وكشف حظر النقاب في الدنمارك انقسامات شديدة داخل المجتمع، إذ يدفع البعض بأنه يدعم القيم العلمانية والديمقراطية في حين يقول البعض الآخر إنه يتعدَّى على حريات منها العقيدة والتعبير.
لكن سابينا (21 عاماً)، التي تدرس كي تكون مُعلّمة، انضمت إلى مسلمات أخريات يرتدين النقاب؛ لتشكيل ما أُطلِق عليه "نساء في حوار"، للاحتجاج على حظر النقاب في الدنمارك وزيادة الوعي حول ضرورة السماح للنساء بالتعبير عن هويتهن بتلك الطريقة.
وقالت سابينا: "لن أخلع نقابي. إذا كان يتعين عليَّ أن أخلعه فأنا أريد أن يكون ذلك من تلقاء نفسي". ومثل غيرهن من النساء اللاتي تم التحدث إليهن في هذا الصدد، لم ترغب سابينا في الكشف عن اسم عائلتها؛ خشية التعرض لمضايقات.
وتعتزم المنتقبات تنظيم احتجاج، في الأول من أغسطس/آب 2018، وسوف تنضم إليهن مسلمات غير منتقبات وسيدات غير مسلمات من الدنمارك، تنوي معظمهن ارتداء النقاب خلال الاحتجاج. وقالت مريم (20 عاماً): "الجميع يرغب في تحديد ما هي القيم الدنماركية".
ومريم من مواليد الدنمارك لأبوين تركيَّين، وترتدي النقاب منذ ما قبل التعرف على زوجها، الذي يدعم حقها في ارتداء النقاب، لكنه يشعر بأن الحياة قد تكون أسهل من دونه.
وأضافت مريم، التي حجزت مكاناً لدراسة الطب الجزيئي في جامعة أرهوس: "أعتقد أنه يجب على المرء الاندماج في المجتمع، وأن يتلقى التعليم وما إلى ذلك، لكن لا أعتقد أن ارتداء النقاب يعني عدم التقيد بالقيم الدنماركية".
وعلى نهج سابينا نفسه، تعتزم مريم تحدي القانون والاحتفاظ بنقابها، والاحتجاج على حظر النقاب في الدنمارك .
ويقدر عدد المسلمين في الدنمارك بنحو 7% من إجمالي السكان، البالغ عددهم 5.7 مليون نسمة، وفق بيانات رسمية.
أول غرامة مالية تفرضها الشرطة الدنماركية بسبب النقاب
وانضمت الدنمارك إلى كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا وبلغاريا وولاية بافاريا الألمانية الذين فرضوا قيوداً على غطاء الوجه الكامل في الأماكن العامة.
وفرضت السلطات الدنماركية، الجمعة 3 أغسطس/آب 2018، أول غرامة مالية جراء ارتداء النقاب، بعد أن تم حظر النقاب في الدنمارك في إطار "قانون النقاب" الذي دخل حيز التنفيذ، مطلع أغسطس/آب الجاري.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن امرأتين إحداهما منتقبة، تخاصمتا في مركز تجاري بمدينة هورشولم.
وأضافت أن الشرطة الدنماركية قرَّرت تغريم كل واحدة منهما بـ3 آلاف كرون (نحو 465 دولاراً)، وتغريم المنتقبة بألف كرون إضافية لانتهاكها قانون حظر النقاب في الدنمارك .
وقال الناطق باسم الشرطة، دافيد بورشيرسان، إن "المرأة المنتقبة تبلغ من العمر 28 عاماً، وهي مواطنة دنماركية، وتم تغريمها بمبلغ ألف كرون، لانتهاكها قانون حظر ارتداء النقاب في الدنمارك ".
وبدأ تطبيق حظر النقاب في الدنمارك بالأماكن العامة، تنفيذاً للقانون الذي أقرَّه برلمان البلاد، في مايو/أيار الماضي.
وبحسب هذا القانون، يعاقَب المخالفون بدفع غرامة مالية تتراوح بين ألف كرون (نحو 157 دولاراً) لأول مخالفة، و10 آلاف كرونة (ألف و552 دولاراً) بعد المخالفة الرابعة.