أعرب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الإثنين 24 سبتمبر/أيلول 2018، عن أمله في أن تفرج تركيا قريباً عن القس الأميركي المحتجز في تركيا أندرو برانسون، الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية، وأثارت قضيته القس الأميركي أزمة دبلوماسية بين واشنطن وأنقرة .
ورداً على سؤال، على هامش أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن شائعاتٍ مفادها أنه سيتم الإفراج عن برانسون هذا الشهر (سبتمبر/أيلول 2018)، قال بومبيو: "قد يتم الإفراج عنه هذا الشهر، كان ينبغي الإفراج عنه الشهر الماضي (أغسطس/آب 2018)، وكان ينبغي الإفراج عنه اليوم (الإثنين 24 سبتمبر/أيلول 2018) تحديداً".
مباحثات أميركية – تركية في نيويورك حول القس
وأضاف: "لقد تحدثنا إلى الأتراك، وهم يعرفون ما نريد، على أن تجري مباحثات أخرى هذا الأسبوع في نيويورك". وتابع المسؤول الأميركي: "ينبغي أن تفرج تركيا فوراً عن القس برانسون وعن الأميركيِّين الآخرِين المحتجزين في تركيا".
وتسبَّب اعتقال برانسون عاماً ونصف عام، ثم وضعه قيد الإقامة الجبرية، في أزمة دبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة، أُضيفت إلى خلافات أخرى بين البلدين الحليفين، محورها ملفات عدة، وخصوصاً النزاع السوري.
وفرضت واشنطن، خلال الصيف، سلسلة عقوبات على تركيا، التي ردَّت بالمثل. وأدت هذه العقوبات إلى انهيار الليرة التركية في أغسطس/آب 2018.
تصريحات بومبيو تؤثر على الليرة "إيجابيا"
وارتفعت الليرة التركية أكثر من ثلاثة بالمئة الاثنين بعدما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه يتوقع إجراء مناقشات مع المسؤولين الأتراك هذا الأسبوع بخصوص مصير القس الأمريكي أندرو برانسون الذي تسببت محاكمته في توتر العلاقات بين البلدين.
وهبطت الليرة التركية 40 بالمئة أمام الدولار منذ بداية العام الحالي، متأثرة بمخاوف من تأثير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على السياسة النقدية والخلاف الدبلوماسي مع واشنطن.
وارتفعت العملة التركية إلى 6.0575 ليرة للدولار بحلول الساعة 1607 بتوقيت جرينتش، مقارنة مع مستواها عند إغلاق يوم الجمعة البالغ 6.2900 ليرة. لكن العملة ضعفت في وقت لاحق لتسجل 6.15 ليرة للدولار الساعة 1831 بتوقيت جرينتش.
إطلاق سراح القس الأميركي المحتجز في تركيا الشهر المقبل
حسب تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" الأحد 23 سبتمبر/أيلول 2018، فإن السلطات التركية تبعث برسائل تؤشر إلى أنها ستطلق سراح القس الأميركي الشهر المقبل (أكتوبر/تشرني الأول 2018)، ما يعني أن هناك أملاً كبيراً بقرب تسوية الخصام الحاد بين أنقرة وواشنطن.
وذكر موقع "الجزيرة.نت" أنه وفق تصريحات من الجانبين، من المتوقع أن يطلق القضاء التركي سراح القس أندرو برانسون، المتهم بالإرهاب، والذي أثار أزمة دبلوماسية بين واشنطن وأنقرة ، عندما يمثل أمام المحكمة يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
لكنّ مسؤولين أتراكاً ربطوا إطلاق سراحه بتوقف الولايات المتحدة عن الضغط على بلدهم. وقال أحدهم: "هذه نتيجة ممكنة".
وأفاد مسؤولون أميركيون بأن إدارة ترمب، التي تريد إطلاق سراح القس على الفور، قررت تخفيف الضغط على أنقرة؛ خوفاً من أن تنتقل مصاعب الاقتصاد التركي إلى الأسواق الناشئة.
ولن يتوقف أثر إطلاق سراح القس الأميركي المحتجز في تركيا على إزالة العوائق أمام علاقات البلدين، وإنما يمثل هدية أو إغاثة للرئيس ترمب والحزب الجمهوري، فهم يحاولون الاحتفاظ بسيطرتهم على الكونغرس ومنع صعود الديمقراطيين.
وكان ترمب ونائبه مايك بنس جعلا إطلاق سراح برانسون أولوية، وتحوّل ملفه إلى قضية محورية بالنسبة للإنجيليين المسيحيين، الذين قد تشكل أصواتهم عاملاً مهماً في احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية في الكونغرس.
هل يلتقي ترمب وأردوغان لتجاوز أزمة دبلوماسية بين واشنطن وأنقرة ؟
من المنتظر أن يشارك ترمب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ولكن لم يبرمَج عقد لقاء بين الرئيسين، حسب مسؤولين أتراك.
وقد حذر مسؤولون أميركيون من أي "احتفال سابق لأوانه"، قائلين إن قضية القس الأميركي المحتجز في تركيا بين يدي ترمب وأردوغان، مذكّرين بأن الجهود السابقة لإطلاق سراحه انهارت في الدقائق الأخيرة.
وقال مسؤول أميركي: "أردوغان مثل ترمب تماماً؛ يُعرف عنه أنه يغيِّر موقفه باستمرار وفي اللحظة الأخيرة".
ووفق مسؤولين أميركيين، فإن هناك إشارات إيجابية من الطرف التركي لتجاوز أسباب أزمة دبلوماسية بين واشنطن وأنقرة ، ومن بينها تخفيف عقوبة الخبير بوكالة ناسا الفضائية سيركان كولغ، وهو أميركي من أصل تركي يقضي عقوبة بالسجن لإدانته بالإرهاب.
ووفق القرار الجديد، سيقضي كولغ 5 سنوات في السجن بعد أن كانت عقوبته 7 سنوات ونصف سنة.