تداول صحفيون على منصة تويتر رسالة بعثتها إدارة الخطوط الجوية اليمنية إلى قيادة التحالف العربي تطلب فيها السماح بأن تبيت طائراتها في مدينة عدن التي تُحكم من قبل الإمارات العربية المتحدة والحكومة الشرعية منذ خروج الحوثيين منها قبل 3 أعوام. ووصف مغردون الرسالة بالغريبة.
وجاء في الرسالة: "الإخوة قادة التحالف العربي في مطار عدن الدولي، نرجو منكم الموافقة بالسماح لطائراتنا في المبيت في مطار عدن لأن مبيتها في المطارات الخارجية مرتفع التكاليف حيث يتم دفع 20 ألف دولار مقابل يوم". وتدير الحكومة الشرعية التي يدعمها التحالف الخطوط اليمنية.
تواصلت مع مسؤول في طيران #اليمنية للتأكد من صحة الوثيقة المتداولة والتي تطلب فيها الشركة من #التحالف السماح بمبيت طائرات اليمنية في مطار #عدن.
المسؤول اكد صحة الوثيقة وجاب وثيقة اخرى تستجدي التحالف السماح بعمل الصيانة للطائرات في المطار !!
(اللي اختشوا ماتوا) pic.twitter.com/tHCCnAZpjX— فارس الحميري (@FaresALhemyari) September 16, 2018
وبعثت نفس الجهة رسالة سابقة إلى التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات طالبته بأن يسمح بعمل الصيانة للطائرات في مطار عدن بدلاً من الخارج بسبب التكاليف المرتفعة.
3 أعوام من الحرب
وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في الحرب اليمنية عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً للحكم بعدما سيطر الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء وعدن محافظات أخرى بقوة السلاح.
وسيطرت قوات التحالف على أغلب مناطق الجنوب قبل أن تتعقد الحرب.
مشاورات فشلت قبل أن تبدأ
وفشلت محاولة لإجراء محادثات سلام في جنيف بسبب عدم حضور وفد الحوثيين.
واتهم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي التحالف بعرقلة سفر وفد الحركة إلى محادثات السلام. واتهم خالد اليماني وزير الخارجية في حكومة هادي الحوثيين بمحاولة "إفشال" المفاوضات.
#اليمن#طيران_اليمنية
هذا العمل لا علاقة بدعم الشرعية ولا بإسقاط الحوثي ولا بمحاربة المد الإيراني، إذن هذا العمل له علاقة بشيء واحد وهو تدمير الدولة اليمنية. ميليشيا الحوثي ذريعة وحسب. pic.twitter.com/cHh0zVHTrv— عبدالغني الماوري (@aamaweri) September 16, 2018
لكن الحوثيين عادوا للتشاور مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث في مسقط من أجل ترتيبات عقد مشاورات سلام جديدة "في أقرب وقت"، بعد أسبوع من إلغاء محادثات كانت مقررة في جنيف بسبب مطالبة الحوثيين بضمان عودتهم إلى صنعاء.
وقالت وكالة "سبأ" التي يسيطر عليها الحوثيون إن غريفيث التقى الخميس في العاصمة العمانية محمد عبد السلام رئيس وفد الحوثيين الذي كان من المفترض أن يتوجه إلى جنيف وعضو الوفد عبد الملك العجري.
وأوضحت أن اللقاء ناقش "الأسباب" التي حالت دون مشاركة الوفد في مشاورات جنيف، و"الترتيبات اللازمة" لعقد لقاء جديد "في أقرب وقت".
طيران اليمنية تستغيث بالتحالف السماح لها بمبيت طيرانها في مطار عدن.
ياشماتت أبله فينا— أسد الحالمة (@Asd_alhalmh7) September 16, 2018
وانتهت المفاوضات غير المباشرة الأسبوع الماضي حتى قبل أن تبدأ بعدما رفض الحوثيون في اللحظة الأخيرة الخميس التوجه إلى جنيف من دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعاً إلى العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرتهم.
كما طالبوا بنقل جرحى على متن الطائرة التي كانت ستقلهم إلى جنيف، مشددين على ضرورة أن تكون الطائرة عمانية وأن تمر عبر مسقط.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى منذ أيلول/سبتمبر 2014.
وأكد عضو الوفد المفاوض التابع للحوثيين حميد عاصم في تصريح عبر الهاتف لوكالة فرانس برس الجمعة أن عبد السلام والعجري مقيمان في العاصمة العمانية.
وأضاف "المحادثات ستبقى تراوح مكانها إلى أن نتلقى ضمانات" بالعودة إلى صنعاء التي يفرض التحالف العسكري قيوداً على حركة الطيران في مطارها والتي تقتصر على طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وبدأت الأمم المتحدة جهود استئناف محادثات السلام بعدما شن التحالف في 13 حزيران/يونيو هجوماً باتجاه مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين بقيادة الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف.
وتدور منذ فشل عقد المحادثات معارك عنيفة قتل فيها عشرات الأشخاص في محيط المدينة التي تضم ميناء رئيسياً تدخل منه معظم المساعدات والمواد التجارية إلى ملايين السكان في البلد الغارق في أزمة إنسانية كبرى.
لكن التحالف يعتبر الميناء ممراً لتهريب الأسلحة ومهاجمة سفن في البحر الأحمر، ويطالب بانسحاب الحوثيين منه ومن المدينة لتجنيبها حرب شوارع.
وسيطرت القوات الموالية للحكومة الأربعاء على طريقين رئيسيين قرب مدينة الحديدة، أحدهما "الكيلو 16" الذي يربط وسط المدينة بالعاصمة وبمدن أخرى ويشكل خطاً مهماً لإمداد الحوثيين.
وكانت الإمارات أعلنت في بداية في آب/أغسطس عن تعليق الحملة العسكرية باتجاه المدينة بعدما وصلت القوات الحكومية إلى مشارفها، إفساحاً في المجال أمام محادثات السلام.
ورغم المعارك الجديدة في محيط المدينة، ذكر مسؤولون عسكريون في القوات الحكومية أن هذه المعارك لا تعني استئناف الحملة، وإنما هدفها السيطرة فقط على طرق رئيسية في محيطها.
والجمعة أكّدت الإمارات أن العملية في محيط الحديدة تسري كما هو مخطط لها، وأن أحد أهدافها هو محاصرة المدينة.
وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر "تحقق عمليات الحديدة الحالية أهدافها بنجاح ومعنويات الحوثي في الحضيض والخسائر في صفوفه كبيرة جداً والطوق المحيط به يكتمل".
وتابع "غيابه عن مشاورات جنيف له ثمن باهظ يدفعه في الميدان خسارة تلو الأخرى. ما زلنا على قناعة أن تحرير الحديدة مفتاح الحل في اليمن".
من جهته، اتّهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً معمر الأرياني في سلسلة تغريدات الخميس الحوثيين بتحويل مخازن منظمات تابعة للأمم المتحدة في محافظة الحديدة إلى مواقع عسكرية.
واعتبر الحوثيون في بيان أن هذا الاتهام يمهّد الطريق أمام طائرات التحالف لقصف هذه المخازن.