قال مصدر في شركة لوك أويل ومصدر بشرطة محافظة البصرة العراقية، إن المحتجين غادروا بهدوءٍ منشأة لمعالجة المياه تابعة لحقل نفطي تديره شركة روسية، وأطلقوا سراح موظفَين عراقيَّين كانوا يحتجزونهما.
ويقع الحقل على بُعد 65 كيلومتراً شمال غربي البصرة التي تشهد احتجاجات منذ عدة أيام. وينتج الحقل ما بين 390 ألفاً و400 ألف برميل يومياً.
ومحطة معالجة المياه منفصلة عن الحقل وتزوده بالإمدادات اللازمة للضخ في الآبار.
وكان عشرات المتظاهرين، الجمعة 7 سبتمبر/أيلول 2018، اقتحموا حقلاً نفطياً شمال غربي مدينة البصرة العراقية، التي تشهد احتجاجات منذ عدة أيام، وفق مصدر أمني محلي.
وفي اتصال هاتفي مع "الأناضول"، قال مصدر أمني ضمن قوات حماية المنشآت النفطية، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن "عشرات المحتجين اقتحموا، مساء الجمعة، حقل نفطي، على بُعد 60 كم شمال غربي البصرة (جنوب)".
وأكد المصدر أنه لم يحدث أي صِدام بين القوات الأمنية والمتظاهرين، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وينتج حقل "غرب القرنة1″، الذي تديره شركة "إكسون موبيل" الأميركية، نحو 405 آلاف برميل يومياً.
وتأتي التطورات بعد حصار القنصلية الأميركية في البصرة
وتأتي هذه التطورات عقب محاصرة مئات المحتجين الغاضبين مبنى القنصلية الأميركية بالمدينة، وإحراق مبنى القنصلية الإيرانية، وفق مصدر عسكري.
كما تأتي أيضاً غداة إضرام مئات المحتجين الغاضبين، الخميس 6 سبتمبر/أيلول 2018، النيران في مقرات حكومية ومكاتب أحزاب شيعية بارزة مقربة من إيران، وعلى رأسها "منظمة بدر" بزعامة هادي العامري، و"عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي.
وخلفت اضطرابات وأعمال عنف في البصرة، 12 قتيلاً من المتظاهرين، منذ مطلع سبتمبر/أيلول 2018، و27 قتيلاً منذ بدء الاحتجاجات في 9 يوليو/تموز 2018، بحسب أحدث حصيلة للمفوضية العليا لحقوق الإنسان (مرتبطة بالبرلمان).
ويطالب المحتجون بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل، وينددون بالطبقة السياسية الحاكمة ويتهمونها بالفساد.
وكانت الحكومة فرضت حظر التجول للسيطرة على التظاهرات
وأعلن بيان صادر عن قيادة العمليات العسكرية في البصرة العراقية، أن مسؤولين أمنيين فرضوا حظراً للتجول على المدينة بأكملها قبيل الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (1800 بتوقيت غرينتش)، وسط احتجاجات عنيفة.
وأضاف البيان أن قوات الأمن ستعتقل أي شخص تمسك به في الشارع وقت سريان الحظر.
ودعا المرجع الأعلى للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني، الجمعة 7 سبتمبر/أيلول 2018، وفق وكالة رويترز إلى إعادة إصلاح الوضع السياسي في بغداد، ووقف العنف ضد المتظاهرين، بعد أيام من احتجاجات شهدت سقوط قتلى، اجتاحت مدينة البصرة في جنوبي العراق وتسببت في إغلاق الميناء الرئيسي بالعراق.
واتهم السيستاني الزعماء السياسيين بالمسؤولية عن التوتر، وقال إن الحكومة الجديدة لا ينبغي أن تُشكَّل "وفق الأسس والمعايير نفسها التي اعتُمدت في تشكيل الحكومات السابقة".
وقُتل ما لا يقل عن 10 محتجين منذ يوم الإثنين 3 سبتمبر/أيلول 2018، في البصرة التي يقطنها نحو مليوني شخص بعدما أحرق سكان، اشتكوا من انهيار البنية التحتية ما تركهم بلا كهرباء أو مياه شرب نظيفة في حرارة الصيف، مباني الحكومة المحلية واشتبكوا مع قوات الأمن.
وكان مئات المتظاهرين أقدموا، الجمعة، على اقتحام مقر القنصلية الإيرانية في البصرة وإضرام النيران فيها، في ليلة جديدة من الاحتجاجات التي انطلقت قبل الثلاثاء 4 سبتمبر/أيلول 2018، في المحافظة النفطية بجنوبي العراق، وأسفرت عن سقوط 9 قتلى وإحراق مبانٍ حكومية عدة.
ويشكل اقتحام الممثلية الدبلوماسية للدولة الجارة وأحد اللاعبين الأساسيين بالساحة السياسية العراقية، منعطفاً كبيراً في التحرك.
وأفاد المكتب الإعلامي للقنصلية بأنه "تم إجلاء جميع الموظفين والدبلوماسيين من المبنى قبل الاقتحام". وسبق أن أضرم متظاهرون النيران في عدد من المباني الحكومية ومقار حزبية مساء الخميس.