عرض الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي إرسال قوات تابعة لبلاده إلى الأردن، لـ"المساعدة في قتال المتشددين"، وذلك بعدما وافق على تعزيز التعاون العسكري مع الأردن في مكافحة التطرف.
ويحاول البلدان التصدي لنفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حيث يلعب الأردن دوراً رئيسياً في تحالف دولي، بينما تعيش الفلبين في حالة تأهب بعد احتلال متمردين متشددين مدينة لمدة خمسة أشهر، في أسوأ صراع تشهده منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال دوتيرتي أمس الخميس خلال منتدى أعمال في العاصمة الأردنية عمان، رداً على تعليق للملك عبد الله، الذي عبر عن أسفه في وقت سابق "لشرور الإرهاب" الذي تعاني منه البلدان: "إذا كان هناك أي شيء يمكننا فعله، إذا كنتم تواجهون نقصاً في جيشكم أخبرونا". وأضاف "تحتاجون كتيبة واحدة.. سأرسلها لكم".
واعتبر دوتيرتي أن "الإرهاب أصبح آفة تهدد البشرية اليوم، وسيحتاج إلى سنوات طويلة للقضاء عليه، وأنا حقيقة لا أعرف كم من الوقت سيحتاج ذلك، ولكنني آمل أن يتم القضاء عليه".
ويلعب الأردن دوراً بارزاً في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، ويوفر دعماً عسكرياً ولوجستياً ومخابراتياً. وفي وقت سابق من العام أعلن الأردن أنه سيمد الفلبين بطائرتي هليكوبتر هجوميتين من طراز كوبرا للمساعدة في قتال المتشددين.
ويقوم دوتيرتي بزيارة إلى الأردن وإسرائيل تستغرق ستة أيام. ووقع اتفاقات مع شركات إسرائيلية لشراء أسلحة صغيرة ومركبات مدرعة ومعدات مراقبة واستطلاع.
ويريد دوتيرتي أيضاً تحسين التعاون الأمني مع إسرائيل التي باعت للفلبين ثلاثة أنظمة رادار و100 عربة مدرعة. وتسعى مانيلا الآن لإتمام صفقة طائرات. ووفقاً لبيانات الحكومة الإسرائيلية، فقد بلغت قيمة الصادرات للفلبين 143 مليون دولار العام الماضي.
وكان يأمل البعض في إسرائيل بأن يعلن دوتيرتي خلال الزيارة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كما فعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ديسمبر/كانون الأول الماضي في خطوة أثارت غضب الفلسطينيين والعالم العربي.
وقال إرنستو أبيلا، المسؤول بوزارة الخارجية في مانيلا المتحدث السابق لدوتيرتي، إنه لم تجرِ مناقشة قضية نقل سفارة الفلبين من تل أبيب إلى القدس، كما فعلت الولايات المتحدة في مايو/أيار.
وبحث عاهل الأردن الملك عبد الله مع دوتيرتي عملية السلام المعطلة بين إسرائيل والفلسطينيين، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وأكد الملك لدوتيرتي بعد زيارة إسرائيل "ضرورة التوصل إلى سلام عادل ودائم للقضية الفلسطينية". وشدد على وجوب أن يتم ذلك "استناداً إلى حل الدولتين وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، (بحيث) تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".