لم يمضِ 11 أسبوعاً على ولادتها، التي لقيت اهتماماً إعلامياً، حتى أصبحت رئيسة وزراء نيوزيلندا جيسيندا أرديرن مثاراً للجدل، بسبب اختلاف في وجهات النظر حول مسؤولية الأمومة التي على عاتقها، والمنصب السياسي الذي تشغله.
الحادثة التي أثارت جدلاً هي قيام أرديرن بتوجيه طاقم طائرة بوينغ 757 التي كانت على متنها، للقيام برحلة إضافية إلى جزيرة ناورو في المحيط الهادئ حتى تتمكن من تقليل الوقت من أجل مرافقة ابنتها الرضيعة.
لم تمر هذه الرحلة على خير، فقد وجه المواطنون في نيوزيلندا انتقادات لاذعة إلى أرديرن بسبب الرحلة الإضافية التي تقدر تكلفتها بنحو 100 ألف دولار نيوزيلندي (نحو 65 ألف دولار أميركي)، وفق ما ذكرت صحيفة "The guardian" البريطانية.
وأجبرت رئيسة وزراء نيوزيلندا الطائرة على العودة إليها بعد يوم واحد من وصولها إلى منتدى جزر المحيط الهادئ وإعادتها إلى مكان إقامتها مرة ثانية في خطوة أثارت حفيظة النيوزيلنديين.
وعند سبب عدم اصطحابها لابنتها، قالت الصحيفة البريطانية إن الطفلة لا تزال ترضع من والدتها، حيث إنها تبلغ من العمر 11 أسبوعاً، ولم تحصل بعد على التطعيمات اللازمة التي تمكنها من زيارة جزيرة ناورو، حيث مكان انعقاد المنتدى.
وبينما قررت رئيسة الوزراء حضور الاجتماع، فإنها أرادت أيضاً عدم ترك طفلتها "نيفي" لثلاثة أيام، هي مدة انعقاد المنتدى.
ودافعت أرديرن عن قرارها بالسفر إلى المنتدى والعودة منه في يوم واحد، وقالت: "لقد رأيت أنه من المفيد لي السفر ليوم كامل للوفاء بالتزاماتي كرئيس للوزراء".
وقال وزير المالية في نيوزيلندا، غرانت روبرتسون، إن الحكومة خصصت أموالاً لمثل هذه الرحلات كل عام، مضيفاً أنه "لا توجد أموال إضافية يتم إنفاقها على الإطلاق".
وذكرت أرديرن أن الموقف غير معتاد؛ لأن ابنتها صغيرة للغاية. "هذه مجموعة فريدة من الظروف. ولا أتوقع أن أواجه ذلك الموقف ثانية".
وتعتزم رئيسة الوزراء النيوزيلندية أن تصحب نيف معها في رحلتها إلى نيويورك في وقت لاحق من شهر سبتمبر/أيلول لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأصبحت أرديرن أول رئيسة وزراء في نيوزيلندا تترك العمل في إجازة وضع في تاريخ الدولة، فقد عادت إلى العمل، بداية أغسطس/آب 2018، بعد 6 أسابيع فقط من وضعها مولودتها الأولى.
ورأى كثيرون في حمل رئيسة الوزراء البالغة من العمر 38 عاماً رمزاً لتقدم النساء في الأدوار القيادية بعدما أصبحت ثاني زعيمة منتخبة تضع مولوداً وهي في المنصب بعد رئيسة وزراء باكستان الراحلة بينظير بوتو التي وضعت مولودة في عام 1990.
وقالت أرديرن في مقابلة مع تلفزيون نيوزيلندا: "أشعر بالقلق يوماً بعد يوم بشأن الرضاعة والنوم والحفاضات. إنه ذلك الاهتمام بأمور دنيوية بسيطة جداً".
وأضافت: "ربما أكون من أوليات من يفعلن شيئاً لم يحدث كثيراً، لكن الأمر سيصبح عادياً يوماً ما".
وعمل برلمان نيوزيلندا خلال الشهور الماضية على أن يكون أكثر مواءمة للأطفال، إذ سيكون مسموحاً لأرديرن اصطحاب ابنتها (نيف تي أروها) خلال الجلسات، ويمكن للطفلة أن تستخدم المسبح مع أطفال النائبات.