الأرجنتين تعلن «الاستنفار اقتصادياً».. الحكومة تلغي «نصف الوزارات» وتقر إجراءات أخرى لمواجهة انهيار العملة المحلية

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/04 الساعة 06:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/04 الساعة 06:50 بتوقيت غرينتش
Argentina's President Macri speaks during a news conference at the Olivos Presidential Residence in Buenos Aires

أعلن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، أمس، الإثنين 3 سبتمبر/أيلول 2018، عن فرض رسوم جديدة على الصادرات، في ثالث أكبر بلد منتج لفول الصويا في العالم، وخفض حاد في الإنفاق الحكومي، في محاولة "طارئة" لضبط ميزانية العام القادم؛ حيث تسعى حكومة يمين الوسط التي يقودها إلى إقناع صندوق النقد الدولي بتسريع برنامج قرض حجمه 50 مليار دولار.

وتتضمن الإجراءات الجديدة التي تبدو استنفاراً اقتصادياً، رفع قيمة الضريبة المفروضة على صادرات بعض الحبوب والمنتجات، بالإضافة إلى إلغاء "نحو نصف" وزارات الحكومة.

خسائر كبيرة للعملة المحلية

وتأتي الإجراءات التقشفية التي أعلنها الرئيس ماكري، ووزير المالية نيكولاس دوخوفني، تحت ضغط فقدان العملة المحلية البيزو 16% من قيمتها الأسبوع الماضي؛ لتبلغ خسائرها نحو 50% مقابل الدولار منذ بداية العام.

وهبط البيزو 4.39% إلى 38.70 بيزو للدولار، بعد إعلان الإجراءات الحكومية.

وسيأتي نحو نصف الخفض في عجز العام القادم من تقليص الإنفاق، لكن زيادة الإيرادات ستُمول في معظمها من رسوم بنحو 4 بيزوات للدولار على صادرات سلع أولية، من بينها المنتجات الزراعية، و3 بيزوات للدولار على باقي الصادرات، حسبما قال دوخوفني.

كان ماكري، المؤيد لحرية السوق، خفض الضرائب الزراعية عقب توليه السلطة في 2015، محاولاً "تطبيع" الاقتصاد بعد ثماني سنوات من التدخل الحكومي المكثف في عهد سلفه كريستينا فرنانديز.

وقال ماكري، في كلمة بثتها التلفزيون: "نعلم أنها ضريبة سيئة ومروعة تتناقض مع ما نحاول تشجيعه: زيادة الصادرات لخلق مزيد من الوظائف عالية الجودة"، لكنه أضاف أنها "حالة طارئة"، متعهداً بإلغاء الضريبة فور استقرار الاقتصاد.

وقد تتسبب الضرائب الجديدة في تأخر شحنات الحبوب من الأرجنتين -أكبر مصدّر في العالم لعلف الصويا وزيت الصويا والمصدر الكبير لفول الصويا الخام والذرة- مع قيام المزارعين وشركات التصدير بمراقبة سعر الصرف انتظاراً لأنسب وقت للبيع.

ومن المقرر أن يعقد دوخوفني محادثات، الثلاثاء، في واشنطن مع كبار مسؤولي صندوق النقد، لمناقشة تسريع صرف المبالغ المستحقة وفقاً لاتفاق أُبرم في يونيو/حزيران.

ذكريات أليمة بسبب الأزمات الاقتصادية

تُعيد المتاعب الاقتصادية التي تعيشها الأرجنتين الذكريات الأليمة لأزمة عامَي 2001 و2002 التي أفقرت الملايين، وأفقدت المستثمرين العالميين الثقة في ثالث أكبر اقتصاد بأميركا اللاتينية.

وقال دوخوفني إن انكماش اقتصاد الأرجنتين هذا العام سيكون أشد من الـ1% المتوقعة.

وأعاد ماكري مراراً خلال كلمته أنه "لا يمكننا مواصلة الإنفاق بأكثر مما نكسب"، محذراً من أن الفقر سيزيد بسبب التضخم الذي يتجاوز الـ30%. لكنه طلب من مواطنيه التحلي بالصبر في ظل الجهود الرامية لإنهاء الأزمات الاقتصادية المتكررة في البلاد.

وقال ماكري: "هذه ليست مجرد أزمة أخرى. يجب أن تكون الأخيرة".

وقالت الحكومة إنها ستعزز برامج الإنفاق الاجتماعي، مثل رعاية الأطفال، وتخفض عدد الوزارات إلى 10 من 19، وتقلص الإنفاق الرأسمالي -الذي يدعم مشاريع البنية التحتية- بنسبة 27% العام القادم.

وقال دوخوفني إن الإجراءات المعلنة اليوم ستسمح لبلاده بتحقيق فائض أوّلي في الميزانية بنسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2020.

لكنّ متعاملاً قال إن السوق متشككة في إمكانية تحقيق الأهداف المالية الجديدة.

وتباينت ردود فعل المحللين الاقتصاديين إزاء الإجراءات المعلنة التي قال البعض إنها لا ترقى للتوقعات، بينما حذر آخرون من أنها قد تؤجج عدم الاستقرار السياسي في العام القادم.

 

علامات:
تحميل المزيد