أفادت تقارير بأنَّ دول الخليج ستساعد على سد العجز الذي خلفه القرار الأميركي بوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لكن وفقاً لمبادئ توجيهية جديدة تضعها إدارة ترمب، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
وأفادت القناة الثانية الإسرائيلية، في وقتٍ متأخر من مساء السبت، 1 سبتمبر/أيلول 2018، بأنَّ مسؤولين أميركيين أبلغوا إسرائيل بأنَّ أي تمويلٍ إضافي من الخليج لصالح الوكالة سيكون وفق شروط أميركية.
شروط أميركية للتمويل
ونقلت القناة أنَّ المسؤولين الأميركيين سمحوا لدول الخليج بتمويل مشروعات الأونروا على المدى القصير، لكنَّهم قالوا إنَّ هدف أميركا طويل المدى هو استخدام هذه الآلية لإعادة تعريف طبيعة نشاط الوكالة التابعة للأمم المتحدة بالكامل.
وأضافت أنَّ موافقة الولايات المتحدة على التمويل تشترط تعهُّد أي رعاة مستقبليين للأونروا بإعادة تعريف وضعية الوكالة، بالإضافة إلى تعريف اللاجئين الفلسطينيين بُغية التوصل في نهاية المطاف إلى وقف عمل الوكالة نهائياً.
لكن لم يتضح أي من دول الخليج وافقت على سد العجز في التمويل الذي خلّفه القرار الأميركي.
وتعد المملكة العربية السعودية حالياً أكبر المانحين الخليجيين، إذ تُقدِّم نحو 50 مليون دولار من ميزانية الوكالة السنوية البالغة 1.2 مليار دولار. كانت الولايات المتحدة -بفارقٍ كبير- هي أكبر المُسهمين المنفردين، بتمويلٍ يبلغ 364 مليون دولار.
وتأسست الأونروا في عام 1948، وأُنشِئت للتعامل مع التهجير الجماعي لنحو 700 ألف فلسطيني إلى الأردن ولبنان ومصر بعد إنشاء دولة إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، استفاد أحفاد هؤلاء الفلسطينيين الذين لا يزالون نازحين من عدة مبادرات للأونروا، بما في ذلك المرافق التعليمية.
الهدف من إعادة تعريف اللاجئين
وقال مسؤولون مُطّلِعون على القرار لصحيفة The Washington Post الأميركية، إنَّ الهدف من إعادة تعريف اللاجئين الفلسطينيين، الذي يَستبعد أحفاد النازحين الأصليين، هو تخفيض الرقم الحالي البالغ 5 ملايين لاجئ إلى أقل من عُشر هذا العدد.
جديرٌ بالذكر أنَّ المناشدة التاريخية للعديد من الجماعات الفلسطينية تتضمَّن المطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم الذين نزحوا منذ عام 1948.
ورحَّب المسؤولون الإسرائيليون بالخطوة الأميركية لوقف تمويل الأونروا، ودعموا دعوات إدارة ترمب لإعادة تعريف طبيعة الوكالة.
ونقلت القناة عن وزير النقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوله: "أرحب بقرار الرئيس الأميركي بوقف كل التمويل (الأميركي) للأونروا، التي تساهم بفاعلية في إدامة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتطالب بحق العودة".
وقال كاتس: "أرحب أيضاً بتطلع الولايات المتحدة إلى البحث عن سبل بديلة لتقديم مساعدة مباشرة للسكان المحتاجين إلى الدعم الإنساني. القرار الاميركي يُمثِّل دعماً كاملاً لموقف إسرائيل الذي يرفض تماماً حق العودة للفلسطينيين".
زيادة محتملة في تمويل الاتحاد الأوروبي
في غضون ذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي، الذي يُشكِّل مجموع تمويلات دوله الأعضاء أكبر الإسهامات المقدمة للأونروا، السبت، بمواصلة تقديم الأموال للوكالة التابعة للأمم المتحدة.
ووفقاً لصحيفة Haaretz الإسرائيلية، أعلن الاتحاد الأوروبي في بيانٍ له، أنَّه سينظر في زيادة تمويله للوكالة إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وقال الاتحاد الأوروبي إنَّه سيناقش مع شركائه الدوليين "كيفية ضمان تقديم مساعدات مستمرة ومستدامة وفعالة للفلسطينيين، في الفترة التي تسبق انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقتٍ لاحق من هذا الشهر سبتمبر/أيلول.
وشدَّد البيان على أهمية استمرار الدعم الدولي للأونروا، التي تدير مدارس لمئات الأطفال الفلسطينيين في أنحاء الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.
وقال البيان: "سيواصل الاتحاد الأوروبي التعاون مع الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين والدوليين الآخرين للعمل على تحقيق هذا الهدف المشترك".
فيما حثَّ الاتحاد الولايات المتحدة على إعادة النظر في قرار وقف تمويل الأونروا، فقال :"القرار المؤسف الذي اتخذته الولايات المتحدة بألا تكون جزءاً من هذا الجهد الدولي والمتعدد الأطراف يترك عجزاً كبيراً"، مضيفاً: "نأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من إعادة النظر في قرارها".
أميركا مُصرة على قرارها
وقالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان يوم الجمعة 31 أغسطس/آب، إنَّ واشنطن لطالما كانت أكبر مانح منفرد للوكالة، لكنَّها "لم تعد راغبة في تحمل النصيب غير المتناسب من العبء".
وأضافت هيذر أنَّه لن يكون هناك أي إسهامات إضافية من جانب الولايات المتحدة، بخلاف دفعة قيمتها 60 مليون دولار ستقدمها في يناير/كانون الثاني المقبل، الأمر الذي أثار إدانات الفلسطينيين والأونروا، لكنَّه كان موضع ترحيب من إسرائيل.
وقالت هيذر، بعدما وصفت الأونروا بأنَّها "عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه"، إنَّ "وجود مجتمع من المستفيدين المستحقين لا نهاية له ويتوسع بصورة مُضاعفة هو ببساطة أمرٌ غير مستدام وظل في وضعٍ متأزم لسنواتٍ عديدة".
هذا وتقدم الأونروا خدماتٍ لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، كثيرٌ منهم يقولون إنَّهم يخشون من التدهور السريع في أحوالهم بعد انخفاض التمويل.
اقرأ أيضاً
مِن نقل السفارة إلى القدس لوقف تمويل الأونروا.. حصاد سياسات ترمب تجاه الملف الفلسطيني خلال عامين