يبدو أن مهمة قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، أصبحت مستحيلة، في ظل وجود بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العراق، والعمل على تشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النواب العراقي، واختيار رئيس الوزراء بمعزل عن الجمهورية الإيرانية.
ما الذي يفعله سليماني في العراق؟
قاسم سليماني متواجد في العاصمة بغداد بشكل مكثف، منذ إعلان نتائج العدّ والفرز اليدوي للانتخابات العراقية، لم يستطع إزاحة رئيس الوزراء حيدر العبادي من منصبه وإبعاده من دائرة التنافس على رئاسة الحكومة العراقية المقبلة، حسب رأي مسؤول في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.
سليماني يفشل في إزاحة العبادي
يقول المسؤول، الذي رفض التصريح باسمه لـ "عربي بوست": "الساعة 8 مساء بتوقيت غرينتش من الأسبوع الماضي، كان هناك اجتماع برئاسة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وضمَّ الاجتماع عدداً من القيادات السياسية، من ضمنهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، وعدد من القيادات السياسية والحشد الشعبي، الاجتماع تطرَّق إلى إيجاد وسيلة لإقناع المحور الوطني والأحزاب الكردية بالانضمام إلى محور دولة القانون والفتح لتشكيل الكتلة الأكبر والحكومة المقبلة.
ويضيف: "بعد مرور ساعة من الاجتماع تلقَّى سليماني اتصالاً هاتفياً، يُبلِغ الحاضرين بعد ذلك بأن طهران تقف عاجزةً عن إزاحة وإبعاد رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي من دائرة التنافس على رئاسة وزراء العراق، يؤكد بعدها تمسك إيران بالمرشحين فالح الفياض مستشار الأمن الوطني السابق، والمنشق عن ائتلاف النصر، وطارق نجم القيادي في حزب الدعوة الإسلامية والمقرب من نوري المالكي.
وأشار المسؤول في ائتلاف المالكي إلى أن "قرب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من حيدر العبادي جعله أكثر قوةً، ومتمسكاً بمنصب رئاسة الوزراء، إلا أن تحالف نواة الكتلة الأكبر بزعامة سائرون، تابع للصدر، لم يعلن عن مرشح رسمي لرئاسة الوزراء.
التدخل الإيراني يعرِّض العراق لعقوبات اقتصادية
إلى ذلك يحاول بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اختيار شخصية لرئاسة الوزراء بمعزل عن طهران، ولهذا هدَّد بعض القيادات العراقية بفرض عقوبات اقتصادية على العراق، متشابهة بعقوبات التسعينات، والعقوبات الأميركية على إيران، إذا نجحت طهران في تنصيب شخصية من دولة القانون أو الفتح، الجناح السياسي للحشد الشعبي لرئاسة الحكومة العراقية.
وقال مسؤول في ائتلاف الوطنية، بزعامة إياد علاوي، رفض ذكر اسمه لـ "عربي بوست": إن الإدارة الأميركية أبلغت القيادات السياسية الشيعية والسنية والكردية انزعاجها من وجود قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في العاصمة بغداد، وإقليم كردستان، وتدخل طهران بالشؤون العراقية، أي محاولة إيران تنصيب شخصية مقربه منها لرئاسة الوزراء ستضع العراق في خانة الخطر، وفرض عقوبات اقتصادية مشابهة للعقوبات الأميركية على إيران.
وأوضح أن بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي في العراق التقى بالقيادات السياسية، وأبلغها بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية، وعدم السماح لإيران والدول الإقليمية بالتدخل في شؤون العراق، وفرض شخصية لرئاسة الوزراء، إلا أن هذا الأمر سيشكل خطراً على مستقبل العراق في المنطقة.
حزب العبادي سيشكل الحكومة
ولفت المسؤول إلى أن "نواة الكتلة الأكبر المتمثلة بسائرون، والنصر، والحكمة، والوطنية، وبعض الكتل السياسية، ستكون الكتلة الأكبر بعد انعقاد الجلسة الأولى بمجلس النواب العراقي لدورته الرابعة لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة."
ويذكر أن مجلس النواب العراقي سيعقد، يوم الإثنين 3 سبتمبر/أيلول 2018، جلسته الأولى برئاسة الأكبر سناً، لتأدية القسم لـ329 نائباً، لاختيار شخصيات لرئاسات البرلمان والجمهورية ومجلس الوزراء، ومن بعدها تشكيل الحكومة العراقية.