أصيب أميركيان بجروح خطرة في هجوم بسكين نفّذه شاب أفغاني بمحطة قطارات أمستردام، الجمعة 31 أغسطس/آب 2018، في هجوم أعلنت السلطات السبت أنّ "دافعه إرهابي".
وقالت بلدية العاصمة الهولندية في بيان: "تبيّن أنّ دوافع الرجل إرهابيّة"، وذلك غداة الهجوم الذي وقع الجمعة قرابة الساعة 12.10 (10.10 ت.غ) بمحطّة القطارات الرئيسية في أمستردام؛ حين طعن شاب أفغاني، يبلغ من العمر 19 عاماً، شخصين بسكّين فأصابهما بجروح بالغة قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتصيبه بجروح بدوره.
وأتى بيان البلدية بُعيد إعلان سفير الولايات المتحدة لدى هولندا أن الجريحين مواطنان أميركيان.
وقال السفير بيت هويكسترا في بيان: "نحن على علم بأن الضحيتين مواطنان أميركيان، وتم التواصل معهما ومع عائلتيهما".
ولم تكشف السلطات هوية المهاجم، لكنها قالت إنه أفغاني يبلغ 19 عاماً ولديه تصريح إقامة في ألمانيا، مشيرة إلى أنه يتلقى العلاج بالمستشفى تحت حراسة الشرطة وحياته ليست في خطر، وقد تم استجوابه.
وكشفت التحقيقات الأولية أن المهاجم لم يكن يعرف الضحايا ولم يستهدفهما بالتحديد، وفق ما أفادت يه الشرطة، وهو ما يشي بأن الهجوم كان عشوائياً.
وكان الناطق باسم شرطة أمستردام، فرانز زيدرهويك، قال لوكالة فرانس برس، مساء الجمعة: "نأخذ على محمل الجد فرضية وجود دافع إرهابي".
وأفاد متحدث آخر باسم الشرطة يدعى روب فان دير فين، السبت 1 سبتمبر/أيلول 2018، بأن "التحقيق جار على قدم وساق، وننظر (إلى القضية) من جميع الزوايا".
وأكد السفير الأميركي أنّ بلاده مستعدة "للمساعدة على النحو المناسب، علماً أنّ أولويّتنا تبقى سلامة المواطنين الأميركيين في البلاد".
ونُفّذ الاعتداء غداة إعلان السياسي الهولندي اليميني المتشدد غيرت فيلدرز أنه سيلغي مسابقة لرسوم كاريكاتيرية تمثّل النبي محمد، كان ينوي تنظيمها، وأغضبت العديد من المسلمين.
والسبت وصف رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتي، الهجوم بأنه "عمل جبان"، وحضّ المواطنين على "البقاء يقظين في كل الأوقات".
مشاهد هلع
وتحدث شهود عيان في وقت سابق، عن مشاهد الهلع التي عمت المكان، الجمعة 31 أغسطس/آب 2018، لدى سماع دويّ إطلاق النار، حيث تم إجلاء آلاف الركاب والسياح من محطة القطارات.
وقال فان دير فين إنّ الضحيتين "أصيبا بجروح خطرة، ونُقلا إلى المستشفى". لكن الشرطة أكدت السبت 1 سبتمبر/أيلول 2018، أنهما بحال صحية مطمئنة.
وأفاد شاهد يدعى ريتشارد سنيلدز، يعمل بمتجر لبيع الزهور في المحطة، بأنه رأى شاباً يدخل "متعثراً" إلى محله والدم يسيل من جرح في يده.
وتابع لوكالة "إيه إن بي": "بعد وقت قصير سمعت طلقات نارية، وأدركت أن الأمر خطير". وأضاف أنه شاهد رجلاً آخر طريح الأرض في مكان قريب.
وأضاف: "أول ما يتبادر إلى ذهنك هو هجوم إرهابي. فأنت في محطة قطارات أمستردام الرئيسية. عَمّت حالة من الذعر المكان".
ورفضت الشرطة التعليق لدى سؤالها بشأن إمكان وجود علاقة بين اعتداء الجمعة ومسابقة الرسوم الكاريكاتيرية.
وأدى إعلان فيلدرز المثيرُ للجدل إلى خروج تظاهرات غاضبة، ولا سيما في باكستان وأفغانستان.
"طالبان" وفيلدرز
وأصدر المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، بياناً دعا المسلمين فيه إلى شنّ هجمات على القوات الهولندية، واصفاً المسابقة التي كان فيلدرز يعتزم إجراءها بأنها "تصرّف عدائي من هذا البلد (هولندا) ضد جميع المسلمين".
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، اعتقلت الشرطة الهولندية شخصاً آخر يُعتقد أنه باكستاني في محطة قطارات لاهاي الرئيسية بعدما نشر تسجيلاً مصوّراً على موقع فيسبوك، تحدّث فيه عن نيته اغتيال فيلدرز، المعروف بمواقفه المعادية للإسلام.
وإثر هجوم الجمعة، هرع عناصر من الشرطة إلى المكان، حيث أظهرتهم تسجيلات مصوّرة وهم يطلبون من المشتبه فيه "أن ينبطح" أرضاً.
وأظهرت صور نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي عناصر الأمن وهم يوجّهون الركاب نحو المخارج، في حين وصل المسعفون مع حمّالات.
وذكرت الشرطة أنه تم إخلاء رصيفين في المحطة الواقعة في قلب أمستردام التاريخي، وإغلاقهما أمام كل رحلات القطارات قبل أن يُعاد فتحهما بعد ساعتين.
من جهة أخرى، تم فتح تحقيق روتيني في السبب الذي دفع الشرطة إلى إطلاق النار على المهاجم.
ولم تتعرض هولندا حتى الآن لهجمات إرهابية كتلك التي هزّت جيرانها الأوروبيين خلال السنوات الأخيرة.
لكن مع ورود تقارير عن احتمال عبور عدد من الأشخاص المتورطين في بعض هذه الاعتداءات الحدود إلى هولندا فترة وجيزة، أشار مسؤولون في أجهزة الأمن والاستخبارات المحلية إلى أن مستوى التهديد كبير.
ويستخدم نحو 250 ألف شخص يومياً محطة قطارات أمستردام الرئيسية، وفق إحصائيات صادرة عن موقع "أمستردام.إنفو" للمعلومات المتعلقة بالسفر.