السود في جنوب إفريقيا يصرخون: جالسون على قنبلة موقوتة والبيض نسبتهم 8% ويسيطرون على 70% من الأراضي

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/27 الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/27 الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش
Close up of a group of friends hiking together

تقول الموظفة السوداء نتابيسينغ تشيفينغا: "نعيش مُكدّسين مثل السردين، بينما يعيش البيض على أراضٍ مساحتها هكتارات. أعيدوا لنا أرضنا!"، قبل أن تدوّي عاصفة من التصفيق في قاعة للحفلات التي اكتظت بالحضور في فيرينيغينغ.

وأوضحت ربة العائلة وهي ترفع قبضتها أن "أجدادنا رأوا كرامتهم تسرق من قبَل المستوطنين المتوحشين" الذين استولوا على أراضيهم. وتابعت أن "غالبية السكان من السود وما زلنا الأفقر.. نعم لمصادرة الأراضي بلا تعويض!".

ومع اقتراب الانتخابات العامة في 2019 تعهّد رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامابوزا، بتسريع عملية إصلاح الأراضي التي تهدف إلى "تصحيح ظلم تاريخي خطير" ارتُكب حيال الأغلبية السوداء خلال فترة الاستعمار ونظام الفصل العنصري (الأبارتايد).

وقال رئيس الدولة إن الأقلية البيضاء التي تمثل اليوم 8% من السكان "تملك 72% من المزارع"، مقابل "4% فقط" للسود الذين يشكلون 80% من سكان البلاد.

ويلقى القرار ترحيب عدد كبير من السود، لكنه يثير قلق البيض، كما أثبتت نحو ثلاثين جلسة مناقشات عامة عقدها بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب البرلمان، وكان بعضها صاخباً، في جميع أنحاء البلاد.

وأكدت الممرضة السوداء تسابينغ رامالوبي، التي تحدثت في تجمع في فيرينيغينغ (شمال) أنها تدعم المشروع. وتساءلت هذه المرأة الثلاثينية "لماذا ندفع تعويضاً لأشخاص لم يحصلوا على الأرض بطريقة قانونية؟"، معتبرة أن مشروع الإصلاح تأخر كثيراً.

وتابعت: "هل ننتظر حرباً أهلية لحل لمشكلة؟"، مشيرة إلى عمليات عديدة لغزو أراضٍ وقعت في الأشهر الأخيرة، خصوصاً في مناطق المدن.

 فساد

في "قاعة المآدب" في فيرينيغينغ التي تبعد حوالي ساعة عن جوهانسبورغ، لم يكن عدد الكراسي كافياً لاستقبال آلاف الأشخاص الذين حضروا لإسماع صوتهم.

في الصف الأول جلست نساء بأزياء تقليدية على الأرض.

وأوضح عضو في البرلمان فنسنت سميث: "لدى كل واحد منكم ثلاث دقائق ليتكلم"، مشيراً بذلك إلى طريقة العمل الديمقراطي.

وقال الوسيط الذي سيسلم البرلمان، في 28 سبتمبر/أيلول، تقريراً يوصي بتعديل أو عدم تعديل الدستور، إن "البعض يرغبون بشدة في القول إنهم يريدون هذه الأرض أو تلك. لكن هذا ليس المكان المناسب. إذا فشل الاجتماع، فلن يؤخذ صوتكم في الاعتبار في خلاصاتنا".

وحذرت كارلي ديني (37 عاماً)، وهي بيضاء كانت تقرأ ملاحظات دوّنتها على ورقة، من أن "تجربة زيمبابوي علمتنا أن المصادرة بلا تعويض فكرة كارثية".

وأضافت أن "سكان زيمبابوي ما زالوا يدفعون الثمن اليوم مع سنوات من التراجع الاقتصادي"، مشيرة إلى سياسة الإصلاح الزراعي التي أطلقها في عام 2000 الرئيس حينذاك روبرت موغابي.

جاءت كارلي لتتحدث باسم والدها الذي يدير مزرعة مساحتها 100 هكتار وتملكها العائلة منذ خمسة أجيال.

وصفق لها قلة من البيض الذين حضروا الجلسة. وقال أحدهم جون نوت، وهو مربي ماشية: "نحن جميعاً دفعنا ثمن أراضينا ولم نسرقها".

وكان المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم منذ انتهاء نظام الفصل العنصري، تعهد بإعادة توزيع الأراضي. لكن إدوارد فون بودنستين المعارض لمشروع الرئيس قال، إن الإصلاح "هو فشل ذريع بسبب الفساد ونقص الإرادة السياسية".

 "إبادة للبيض" 

في تقرير نُشر مؤخراُ، أدان رئيس جنوب إفريقيا الأسبق كغاليما موتلانتي، العضو في المؤتمر الوطني الإفريقي، التقدم الضئيل الذي سجل في إعادة توزيع الأراضي وذكر الأسباب نفسها.

ودعا مفوفانا منغوني، رجل الأمن الأسود الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، الحضور إلى ألا ينخدعوا. وقال إن "هذا الإصلاح سيستفيد منه من جديد مسؤولو الحكومة وليس القاعدة في جنوب إفريقيا".

لكن روزلين سيغا (67 عاماً) رفضت الإصغاء إليه. وقالت وهي تبكي: "منذ أن وُلدت لم أرَ قطعة أرض واحدة يمكنني أن أسميها بيتي".

أما خيتيسا خابو، المسؤول المحلي في الحزب الراديكالي "المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" فقد أكد "نحن لا ندعو إلى إبادة البيض لكن الأرض ملكنا. سنفعل ما بوسعنا لاستعادتها". وأضاف: "نحن جالسون على قنبلة موقوتة".

وقد جعل حزبه الذي جذب الذين خيّب المؤتمر الوطني الإفريقي أملهم، من الإصلاح الزراعي واحدة من أولوياته مما يشكل ضغطاً على حزب نلسون مانديلا.

لكن كونستانس موغالي من التحالف من أجل ديمقراطية ريفية -مجموعة منظمات تدافع عن عمليات مصادرة الأراضي بلا دفع تعويضات- ترى أن هذا الجدل خاطئ أساساً. وتقول إن الدستور يسمح بالاستملاك بلا دفع تعويضات، مكررة بذلك رأي الكثير من الخبراء.

وأوضحت لـ "فرانس برس"، في ختام جلسة فيرينيغينغ أن "المشكلة هي التقصير في تنفيذ" الدستور والقوانين "وتغييرها سيستغرق وقتاً طويلاً ولن يعيد الأرض إلى الناس". وقالت: "إنها مجرد ذرائع انتخابية" قبل اقتراع 2019.

ـــــــــــــــــــــــــ

اقرأ أيضاً

من إسقاط طائرته وأَسره إلى وصيته بخصوص ترمب بعد وفاته.. حقائق عن السيناتور ماكين الذي خسر معركته القاسية مع السرطان

كويكب حجمه كالهرم الأكبر في مصر يتجه نحو الأرض بسرعة 20 ألف ميل بالساعة.. و"ناسا" تبعث برسالة تطمين

علامات:
تحميل المزيد