وجهت عائلة الحاج العراقي حسين حميد الحيدري اتهامات إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، بقتل ابنها بعد انتهائه من شعائر الحج، إلا أن بعثة الحج العراقي أشارت إلى أن الحيدري كان يعاني من أزمة نفسية، بسبب وفاة ابنه قبل أشهر، هذا ما تم نفيه من قبل أفراد عائلته.
الحيدري من مواليد منطقة النهروان، أطراف العاصمة العراقية بغداد، يبلغ من العمر 44 عاماً، متزوج وله أولاد، ويعمل من أجل الحصول على قوته اليومي لتأمين لقمة العيش لأفراد عائلته، توجه مطلع شهر أغسطس/آب، مع والدته ذات الستين عاماً إلى السعودية لأداء مناسك الحج، إلا أن ما حدث في السعودية لم يكن بالحسبان.
مشكلات نفسية وراء الانتحار
في تمام الساعة الثامنة وعشر دقائق من صباح الجمعة، الموافق الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قام أحد الحجاج من الجنسية العراقية بالقفز من سطح المسجد الحرام لصحن المطاف، مما أدى إلى وفاته، حسبما أعلن أحمد بن محمد المنصوري، المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بمكة.
من جهتها قالت بعثة الحج العراقية، إن الحاج العراقي حسين حميد الحيدري الذي انتحر في الحرم المكي، كان يعاني من أزمة نفسية بسبب وفاة ابنه قبل أشهر.
وذكر المتحدث باسم بعثة الحج العراقية حسن فهد الكناني، في بيان حصلت عليه "عربي بوست"، "وفقاً لحجاج عراقيين في نفس الفندق الذي سكن به الحاج المنتحر حسين الحيدري، كان يعاني من اضطرابات عصبية نتيجة وفاة أحد أبنائه قبل عدة أشهر، وتم تشكيل لجنة عليا برئاسة مدير بعثة الحج العراقية حسين الموسوي، ورئيس البعثة الطبية لوزارة الصحة العراقية رمزي رسول، ورئيس لجنة المتابعة الصحية في البعثة عبدالسلام أحمد، للتحقيق في انتحار الحاج العراقي.
العائلة تنفي ادعاءات السعودية
إلا أن هذه الادعاءات نفتها عائلة الحاج العراقي المنتحر حسين الحيدري، ووصفتها بأنها غير صحيحة، لتُوجه بعدها اتهامات إلى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية، بقتل ابنها بعد رفع راية الحسين وهتافه بشعارات دينية شيعية.
مالك حميد الحيدري شقيق الحاج المنتحر قال لـ "عربي بوست"، يقول إن ما جاءت به وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين في السعودية وهيئة الحج العراقية، بأن حسين الحيدري رمى بنفسه من صحن الطواف العلوي في الحرم المكي، نتيجة ما يعاني من اضطراب نفسي بسبب وفاة ولده غير صحيح "كل ما ذكر في هذا الموضوع كذب وافتراء، ولده توفي قبل تسع سنوات".
ويضيف الحيدري أن شقيقه متزوج ولديه أطفال ملتزم دينياً واصطحب والدته المسنة معه لأداء مناسك الحج، هذا الأمر بحد ذاته يكذب أقوال السعوديين وهيئة الحج العراقية بإقدامه على الانتحار.
إلا أن المعلومات المتوفرة لدى العائلة من قبل بعض الحجاج الذين كانوا برفقة الحاج حسين الحيدري، تفيد بأنه هتف بشعار (لبيك يا حسين) أثناء شعائر الحج، بعدها تم الاعتداء عليه من قبل بعض الحراس، أو ما يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإسكاته عن الهتاف داخل الكعبة.
الحيدري اختفى في ليلة وفاته
ولفت شقيق الحاج إلى أنه "في مساء يوم الجمعة اختفى حسين الحيدري عن بعثة الحج، بعدها يقال حسب المعلومات التي وصلت للحاج بأن الأمن السعودي قام باعتقاله نتيجة الهتافات التي ردَّدها أثناء الحج، في صباح اليوم التالي سمعنا بأن شقيقي انتحر، وهذا غير صحيح، أحدهم قام بدفعه من الأعلى ليوهم الآخرين بأنه مات منتحراً".
وطالب الحيدري رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزارة الخارجية بفتح تحقيق في القضية، خاصة بعد الاعتداءات المتكررة من قبل الأمن السعودي وهيئة الأمر بالمعروف على الحجاج العراقيين، أثناء الحج أو العمرة.
انتحار أم جريمة قتل؟
ووصف رياض الساعدي عضو مجلس النواب العراقي السابق حادثة الحاج بـ"جريمة الاغتيال"، يدعو بعدها وزارة الخارجية العراقية إلى التحرك دولياً لفتح تحقيق في الجريمة.
الساعدي وهو من أهالي المنطقة التي يسكن فيها الحاج العراقي، يقول لـ "عربي بوست"، إن حادثة اعتداء الأمن السعودي على العراقيين داخل الحرم المكي ليست المرة الأولى، فقد تكرَّرت في السنوات السابقة، وإن الحاج حسين الحيدري لم ينتحر وتم اغتياله، ومعالم الجريمة واضحة للجميع.
ولفت الساعدي إلى أن "هناك مماطلة من قبل السلطات السعودية بشأن تسليم جثمان المغدور إلى الحكومة العراقية، من أجل تلاعب بالشكوك وإخفاء أدلة جريمة الاغتيال والغدر بحق الحاج العراقي، على الخارجية العراقية فتح تحقيق والتحرك دولياً لكشف ملابسات الجريمة.
الدعوة استجابت لها السلطات العراقية، حيث أصدر أحمد محجوب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بياناً حصلت عليه لـ "عربي بوست"، يقول فيه إن القنصلية العامة العراقية في جدة وبالتعاون مع بعثة الحج العراقية تتابع مع السلطات السعودية حادث وفاة الحاج العراقي حسين حميد مجلي الحيدري (44 سنة) في الحرم المكي، وتنسق لتسلم التقرير النهائي موثقاً بصور كاميرات الحرم المكي بخصوص الحادث لمعرفة ماهيته وتفاصيله.