التقت عائلة أحد الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس" مسؤولين أمريكيين، بهدف العمل على تبادل الأسرى وإتمام صفقة تبادل الأسرى مع "حماس".
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء الجمعة 24 أغسطس/آب 2018، على لسان الدكتورة ليا غولدن، والدة الأسير الإسرائيلي هدار غولدن، المحتجز لدى "حماس"، أنها التقت مسؤولِين أمريكيِّين كباراً، بهدف إدراج إعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين الأربعة ضمن اتفاق التهدئة مع الحركة الفلسطينية.
وأوردت الصحيفة الإسرائيلية أن أكثر من 200 شخص وصلوا إلى النصب التذكاري للجندي الإسرائيلي بالقرب من قطاع غزة، بهدف دعم عائلة الجندي غولدن، وحثِّ الحكومة الإسرائيلية على استعادة الأسرى والمفقودين لدى "حماس".
"حماس" تعلِّق ملف تبادل الأسرى على رفع الحصار عن غزة
وكانت صحيفة Haaretz الإسرائيلية قالت إن الأيام القادمة حاسمة وخطيرة فيما يتعلق بالمفاوضات الخاصة بمستقبل مدينة غزة، مؤكدة وجود خط رفيع بين حدوث وفاق، أو مزيد من التصعيد.
وترى الصحيفة أنه بخصوص ملف تبادل الأسرى، فهناك محاولة للتعامل مع بعض جهات الاتصال بشأن هذه المسألة في سياق مستقل، وسيتم الشروع في إحداث تقدُّم فيها بعد توقيع اتفاقية التسوية الفلسطينية الجديدة، وبدء إسرائيل تخفيف عبء الأوضاع المدنية للفلسطينيين في غزة.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن مَحاور المحادثات التي تشهد تقدُّماً تتركز في 5 ميادين بشكل عاجل: المياه، والكهرباء، والصرف الصحي، والوقود، وأخيراً المعدات والتجهيزات الطبية.
وقام نيكولاي مالدينوف، المنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط بالأمم المتحدة، بمراقبة الأمور من كثب. فقد كان يحاول فتح طريق جديد لنقل الأموال إلى غزة، وهو الأمر الذي سيعتمد مجدداً على الأموال القادمة من قطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التجمع هو رقم 17 من نوعه، والذي تلتقي فيه عائلة غولدن إسرائيليِّين متضامين معها، بهدف استعادة الأسرى الأربعة لدى "حماس".
وكان الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "واللا"، قد كتب، الخميس 23 أغسطس/آب 2018، أن مسؤولِين قطريِّين التقوا نظراءهم من الولايات المتحدة الأميركية، بهدف تحسين الأحوال الاجتماعية في قطاع غزة، وبحث مسألة الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تحتجزهم "حماس" منذ عام 2014.
وكانت صحيفة "معاريف" العبرية قد ذكرت، مساء السادس عشر من الشهر الجاري (أغسطس/آب 2018)، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، التقى المبعوث القطري إلى قطاع غزة، محمد العمادي، سراً، في الـ22 من يونيو/حزيران 2018، بمطار قبرصي.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن ليبرمان التقى العمادي في مطار قبرصي، على هامش لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي نظيريه، القبرصي واليوناني.
وبحث الطرفان، ليبرمان والعمادي، الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وملف التهدئة ووقف إطلاق النار، وبحث الاقتراح القطري الخاص بحل الأزمة الإنسانية في القطاع، وعقد صفقة تبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل.
ولا تمانع "حماس" من التفاوض حول مصير الأسرى، ولكن عبر وسيط
وسبق أن كشف إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في أبريل/نيسان 2018، أن حركته مستعدة للبدء بمفاوضات لتحقيق صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل عبر طرف وسيط.
وفي كلمة مسجلة له، بثتها قناة القدس (محلية)، بذكرى يوم الأسير الفلسطيني، قال هنية: "نحن في حركة حماس مستعدون لبدء المفاوضات لتحقيق صفقة تبادل أسرى عبر طرف وسيط".
ومطلع أبريل/نيسان 2016، كشفت كتائب القسام، الذراع المسلحة لـ"حماس"، لأول مرة، عن وجود "4 جنود إسرائيليين أسرى لديها"، دون أن تكشف ما إذا كانوا أحياءً أو أمواتاً.
وترفض حركة "حماس"، بشكل متواصل، تقديم أية معلومات عن الإسرائيليين الأسرى لدى ذراعها المسلحة. وأبرمت "حماس"، في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011، صفقة لتبادل المعتقلين، مع إسرائيل بوساطة مصرية، تم بموجبها إطلاق سراح 1027 معتقلاً فلسطينياً، مقابل إطلاق "حماس" سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزاً لديها.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد صرح، غير مرة، بأن حكومته تبذل جهوداً كبيرة لاستعادة الجنديَّين الإسرائيليَّين المفقودين في قطاع غزة، أورون شاؤول وهدار غولدن، بالإضافة إلى المواطنَين المفقودَين؛ إبراهام منغستو وهو من أصل إثيوبي، وهشام السيد من أصل عربي.
يشار إلى أن "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أعلنت أَسر الجندي أورون شاؤول، شرق قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2014 (الجرف الصامد).
وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي فقدان الاتصال بالضابط هدار غولدين، بمدينة رفح جنوب قطاع غزة خلال الحرب نفسها، فُقدت آثار منغستو والسيد على حدود قطاع غزة بعد تجاوزهم السياج الحدودي الفاصل بعد الحرب.