ظهر الرئيس روحاني على التلفزيون الحكومي، أمس الثلاثاء 21 اغسطس/آب 2018، وهو جالس في قمرة قيادة طائرة "الكوثر" يُحدِّق بقوة في لوحة التحكم وهو يرتدي زيه الديني الأسود. وادَّعى أنَّ الطائرة جزءٌ من الردع الإيراني ضد الولايات المتحدة العدوانية.
وقال في بث حي: "يجب أن نُجهِّز أنفسنا لقتال القوى العسكرية التي ترغب في الاستيلاء على أرضنا ومواردنا. لماذا لا تهاجمنا الولايات المتحدة؟ بسبب قوتنا، ولأنَّها تعرف العواقب".
إلا أن خبراء عسكريين شككوا في كون الادعاءات المُتعلِّقة بالطائرة المقاتلة التي كشفت طهران النقاب عنها باعتبارها أول طائرة مُنتَجة في إيران بمفردها تُمثِّل تقدُّماً تكنولوجياً، وقارنوا بينها وبين مقاتلات أميركية بيعت لشاه إيران قبل نصف قرن، بحسب صحيفة The Times البريطانية.
ما حقيقة الطائرة؟
وسارع المحللون بالتشكيك في هذا الادعاء، وشكَّكوا في فائدة الطائرة في ردع القوة العسكرية الأميركية. وبدا أنَّ الطائرة المعروضة، التي تختلف كثيراً عن المقاتلة التي تدَّعي إيران منذ سنوات أنَّها على وشك إنتاجها، شبيهة بمقاتلة أميركية تعود إلى الخمسينيات بِيع العشرات منها لنظام الشاه.
فقال جون سنيلر، مدير الطيران بشركة Jane's للاستشارات الدفاعية، إنَّ الطائرة بدت كطائرة من طراز F-5F بمقعدين، وهي طائرة تدريب أنتجتها شركة Northrop الأميركية. واشترى نظام الشاه أولى طائراته من طراز F-5 عام 1965، ووصلت طائرات F-5F Tiger إلى إيران في 1974.
وأضاف لصحيفة The Times البريطانية أنَّ "البنية الأساسية وتصميم قمرة القيادة يبدوان شبيهين بطائرة F-5F. واشترت إيران 68 من طائرات F-5 تلك قبل ثورة 1979".
ولطالما كان عمر طائرات سلاح الجو الإيراني نقطة مؤلمة للنظام. ففي حين اشترت البلاد مئات الطائرات في عصر الشاه، مُنِعَ عنها قطع الغيار ومهندسو الصيانة ذوو الخبرة بعد 1979. واستطاعت إيران الإبقاء على قدرة طائراتها على التحليق بوسائل مبتكرة على نحوٍ متزايد، لكنَّها عجزت عن استبدالها.
"قاهر" طائرة إيرانية سابقة
وفي عام 2013، كشف الرئيس محمود أحمدي نجاد عن نموذج أولي لمقاتلة، تُدعى "قاهر 313″، لكنَّ المحللين سخروا منها على نطاقٍ واسع ورفضوها باعتبارها نموذجاً لا يعمل، وأنَّ الطائرة لا يمكنها التحليق حتى لو كانت حقيقية.
استمرت وسائل إعلام النظام في الادعاء بأنَّ طائرة قاهر 313 قيد التطوير، وحين أُعلِن أنَّه سيجري الكشف عن طائرة هذا الأسبوع، كان الافتراض أنَّها ستكون ذاك النموذج.
وقال الصحافي الإيراني في المنفى باباك تغفائي إنَّه أُبلِغ أنَّ الطائرة "عُكِست هندستها" جزئياً، وأنَّها نسخة محلية الصنع بنسبة 70% من النسخة الأصلية. وقال إنَّها حُدِّثَت بنظام إلكترونيات طيران جديد مُصمَّم بمساعدة الصينيين.
وشاطره هذا التقييم ديفيد سينسيوتي، محرر مدونة Aviationist المتخصصة في الطيران العسكري. وقال: "يبدو أنَّ منطلق الطائرة هي طائرة F-5F مع إلكترونيات طيران مُحسَّنة، بعبارة أخرى، إنَّها طائرة Tiger عفا عليها الزمن تماماً ومُنِحَت بعض الأجهزة الرقمية".
واتفق جيريمي بيني، مُحرِّر الشرق الأوسط بمجلة Jane's Defence Weekly، مع ذلك، وقال: "لا شيء جديد هنا".