اعتبر الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أن "صفقة القرن" التي تسعى أميركا إلى فرضها لتصفية القضية الفلسطينية، ما هي إلا تعبير إعلامي، على الرغم من أن السيسي كان قد استخدم مصطلح "صفقة القرن" خلال لقاء سابق له بالرئيس الأميركي، دونالد ترمب.
وقال السيسي خلال كلمته في اليوم الثاني والأخير من المؤتمر الوطني السادس للشباب بجامعة القاهرة، ونقلها التلفزيون المصري، إن "صفقة القرن تعبير إعلامي وليس سياسياً"، وإنه ملتزم بدعم الشعب الفلسطيني في قضيته، مضيفاً: "نحن مع كل ما خرج من قرارات بواسطة الأمم المتحدة (بشأن القضية الفلسطينية)".
و"صفقة القرن" هي التسمية المتداولة لمساعي واشنطن لإنهاء القضية الفلسطينية، وتتضمن، بحسب تسريبات، إنشاء دولة في قطاع غزة، وتوكيل الأردن بإدارة شؤون الفلسطينيين في الضفة الغربية، مع منح إسرائيل الحق في ضمّ المستوطنات والطرق الواصلة بينها ومناطق أخرى، تشكل بمجموعها جل أراضي الضفة.
وفيما بدا أن السيسي ليس مقتنعاً بشيء اسمه "صفقة القرن"، فإنه نفسه استخدم هذا المصطلح، وقاله للرئيس الأميركي ترمب في لقائه معه في أبريل/نيسان 2017، وحينها قال السيسي: "ستجدني وبقوة، داعماً وبشدة كل الجهود التي ستُبذل من أجل حلٍّ لقضية القرن، في صفقة القرن، وأنا متأكد أن فخامة الرئيس (ترمب) سينجزها".
وعلَّق مغردون في موقع "تويتر" على تصريح السيسي، واعتبروه تنصلاً منه من مصطلح "صفقة القرن"، مشيرين إلى أنه كان أول مَن استخدمه بشكل رسمي.
لفظ صفقة القرن نطق على لسان السيسي شخصيا فى زيارة واشنطن الا لو كان الرئيس يعتبر نفسه شخصية إعلامية ! https://t.co/H2U7UtkFnN
— Ãłعмêęđ ✋ (@Alameed_off) July 29, 2018
السيسي: "صفقة القرن تعبير إعلامي وليس سياسيًا
كابتن كابتن أول واحد أعلن عن كلمه صفقة القرن على التلفزيون والإعلام أنت والله
حد ينزل فيديو لقاءه مع ترامب يا جدعان
ابنك مجنون يا حاج#ارحل_ياسيسي— الدقـــــــ®ـــــــــر™ (@JaberMorri) July 29, 2018
أول من تحدث عن "صفقة القرن" هو السيسي نفسه، حينما كان ضيف لدى واشنطن وقال للرئيس ترمب (نحن معاك وداعيمين لم يسمى صفقة القرن)، فلماذا يقول بأن هذا شو إعلامي؟ لانه يخاف من مآلات هذه الصفقة الظالمة، المجحيفة، الغير عادلة، والمتحيزة للإسرائيليين.
— Omar Gomaa (@OmarGomaa2022) July 29, 2018
وكان السيسي قد أكد في تصريحاته بوقت سابق من اليوم الأحد، قائلاً إن "مصر مع دولة فلسطينية على حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها، ولا نستطيع أن نقبل ما لا يقبله الفلسطينيون والسلطة، فالقضية قضية الشعب، ونحن داعمون لهما".
وخاطب السيسي الرأي العام الإسرائيلي، قائلاً: "لدينا فرصة للسلام الحقيقي (لم يوضحها)، والحل لن يكون خصماً على أمنك واستقرارك (…) لن نفرض على أحد حلاً بالإذعان".
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، منذ أبريل/نيسان 2014؛ إثر رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف الاستيطان، والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين من السجون.
ويُعد صهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، من بين أبرز المسؤولين الأميركيين الذين يعملون على إنجاز صفقة مرضية لإسرائيل، ولم يقدم كوشنر تفاصيلَ ملموسة عن الاستراتيجية الأميركية، بعد مرور أكثر من 18 شهراً على تكليفه بالتوصل إلى سلام.
وزار كوشنر، البالغ من العمر 37 عاماً وهو مطور عقاري لا يملك خبرة تذكر في الدبلوماسية الدولية أو التفاوض السياسي، الأردن والسعودية وقطر ومصر وإسرائيل، في يونيو/حزيران الماضي. لكنه لم يجتمع مع عباس، الذي رفض لقاء فريق ترمب بعد نقل السفارة الأميركية للقدس.
وقال كوشنر في مؤتمر صحافي في ختام جولته، إن واشنطن ستعلن خطتها للسلام في الشرق الأوسط قريباً، وإنها ستمضي قدماً بعباس أو من دونه. لكن لم تظهر بوادر تذكر، تشير إلى إحراز تقدم باتجاه إنهاء الصراع الممتد منذ عشرات السنين، والذي وصفه ترمب بأنه سيكون "الاتفاق النهائي".
ونقلت وكالة رويترز، اليوم الأحد، عمَّن قالت إنه دبلوماسي عربي بارز -لم تذكر اسمه- قوله: "ليس هناك دفعة جيدة. لم يقدم كوشنر شيئاً مقبولاً لأي دولة عربية"، وأضاف: "إنه يتصور أنه جنّي يحمل عصا سحرية سيأتي بحل جديد للمشكلة".
وأبلغ مسؤول من البيت الأبيض الصحافيين، الأسبوع الماضي، بأن مبعوثي ترمب يعملون على أكثر مجموعة مقترحات مفصلة حتى الآن لخطة السلام التي طال انتظارها، وتشمل ما تصفه الإدارة بأنها خطة اقتصادية قوية، على الرغم من عدم إعلان موعد طرحها حتى الآن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واقرأ أيضاً: