قال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أمس الجمعة 27 يوليو/تموز 2018 إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هو الذي بادر إلى تقبيله على الخد بشكل غير متوقع، خلال لقاء جمعهما هذا الأسبوع، مما ساهم في تهيئة الأجواء التي أدت إلى الاتفاق المفاجئ على نزع فتيل التوتر التجاري.
وفي حادثة قد تكون الأولى للرئيس الأميركي؛ ظهر في صور يتلقى قبلة من يونكر على وجهه عندما التقيا لإجراء محادثات مهمة في البيت الأبيض يوم الأربعاء الفائت.
وقال يونكر للإذاعة الألمانية العامة: "آ آر دي" في مقابلة: "ما يبعث على الدهشة، وبعكس تصرفي المعتاد فإن المبادرة لم تأت مني". وأضاف "لم أكن أعرف أن هناك مصوراً آخر في المكتب البيضاوي، لكنها (الصورة) اختصرت أجواء اللحظة بشكل جيد، كما أن ترمب هو الذي قام بنشر الصورة وليس أنا".
وترمب المعروف بمصافحته القوية لزعماء العالم، نشر صورة القبلة فيما بعد على تويتر. وحازت الصورة على إعجاب نحو خمسين ألف متابع. وكتب: "واضح أن الاتحاد الأوروبي، الذي يمثله يونكر والولايات المتحدة التي أمثلها أنا، يحبان بعضهما البعض".
Obviously the European Union, as represented by @JunckerEU and the United States, as represented by yours truly, love each other! pic.twitter.com/42ImacgCN0
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) July 25, 2018
واختصرت التغريدة والقبلة الأجواء المتفائلة على ضفتي الأطلسي بعد أن أعلن يونكر وترمب هدنة في الحرب التجارية، واتفقا على إرجاء فرض رسوم جمركية جديدة ريثما يتفاوض الطرفان على إجراءات لإلغاء الحواجز التجارية.
واعتبر الاختراق الذي تحقق بعد أشهر من الجدل الحاد انتصاراً ليونكر بشكل خاص، وألقى بظلاله على جدل برز مؤخراً اضطره للدفاع عن نفسه في مواجهة اتهامات بأنه كان ثملاً خلال حفل عشاء في وقت سابق هذا الشهر.
والمسؤول الأوروبي الكبير البالغ من العمر 63 عاماً، قلل من أهمية حادثة خلال عشاء في بروكسل مع 29 من قادة الحلف الأطلسي، وقال إن مشيته غير المستقرة سببها معاناته من آلام في الظهر.
وخلال العشاء شوهد رئيسا وزراء هولندا والبرتغال وهما يسندانه قبل أن يغادر على كرسي متحرك.
وتنتهي ولاية يونكر التي تستمر خمس سنوات على رأس السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي في 2019. ويعرف باستخدامه روح الدعابة والصراحة في التوصل لتسويات في الاتحاد الذي يضم 28 دولة. لكن بعض تصرفاته أثارت اتهامات بأنه مولع بشرب الكحول وهو ما ينفيه المتحدث باسمه بشدة.
ولم تكن صورة القبلة هي أبرز ما صورته عدسات الكاميرا خلال لقاء ترمب ويونكر، إذ ظهر الأخير في مقطع فيديو وهو يرفض الإمساك بيد ترمب، بحسب ما أوردته صحيفة Independent البريطانية، الخميس 26 يوليو/تموز 2018.
وظهر يونكر وهو يقف بصرامة أمام ترمب، وعقب انتهاء مؤتمر صحفي مشترك، حاول ترمب الإمساك بيونكر لكن الأخير تجاهله.
وهذا المشهد مغاير لما أظهره مقطع فيديو ظهرت فيه رئيسة الوزراء البريطانية بينما كانت تُمسك بيد ترمب خلال زيارتها الدبلوماسية إلى العاصمة واشنطن، في العام الماضي. وقد كررت ذلك التصرّف من جديد حين زارها الرئيس الأميركي هذا العام، على نحو داعم– حتى أنها عرضت يدها الأخرى التي تجاهلها الرئيس.
ويقال إن ترمب يعاني خوفاً مُزمناً من السلالم والمنحدرات، ويسعى أحياناً إلى نيلِ مساعدة من حوله أثناء صعوده أو نزوله، بحسب الصحيفة البريطانية، التي أضافت أن سلوك الرئيس الأميركي الضعيف في هذه المواقف مثير للاهتمام بقدرٍ ما، إذ أنه يتناقض مع شخصية الرئيس الأميركي دائم الصراخ الذي ينعم بثقة مفرطة في نفسه.