قال متحدث باسم مستشفى إن انفجاراً كان قد استهدف سيارة فان تابعة للشرطة أسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً في مدينة كويتا شمال غربي باكستان، اليوم الأربعاء، في الوقت الذي بدأت فيه البلاد التصويت لاختيار حكومة جديدة.
وقال شاهد من رويترز إن الانفجار وقع قرب أحد مراكز الاقتراع في كويتا، عاصمة إقليم بلوخستان، ولكن لم يتضح ما إذا كان التصويت قد تعطل أم لا.
وقال وسيم بايغ، وهو متحدث باسم مستشفى في كويتا، لرويترز: "تم نقل أكثر من 20 جثة و28 مصاباً إلى مستشفيات مدنية".
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون مركبةً للشرطة متفحمة يحيط بها مسؤولون أمنيون.
وقالت قناة "سماء" التلفزيونية إن عدد القتلى 20، وإن "انتحارياً" نفذ الهجوم. وذكرت قناة "جيو" أن 22 شخصاً قتلوا.
مراكز الاقتراع تفتح أبوابها
فيما أوضح متحدث باسم الشرطة أن المهاجم كان يريد دخول مركز الاقتراع وتفجير نفسه بالداخل، لكنه فجّر نفسه عندما استوقفته الدورية الأمنية.
يأتي ذلك فيما تداولت حسابات محسوبة على تنظيم "داعش" على مواقع التواصل بياناً يعلن مسؤولية التنظيم الإرهابي عن التفجير.
وجاء في البيان أن التفجير نفذه انتحاري كان يرتدي سترة ناسفة.
وانطلقت، صباح الأربعاء، عملية الاقتراع في باكستان لانتخاب أعضاء المجلس الوطني (البرلمان الاتحادي) ومجالس الأقاليم (البرلمانات الإقليمية).
وبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (03:00 ت.غ)، ويستمر حتى السادسة مساء (13:00 ت.غ)، من خلال 85 ألف صندوق انتخابي في عموم البلاد.
ويتنافس نحو 12 ألفاً و27 مرشحاً، لحجز 849 مقعداً في كل من المجلس الوطني، ومجالس الأقاليم، بينها 272 مقعداً منها في المجلس الوطني الباكستاني (NA)، و577 مقعداً في مجالس الأقاليم.
وقد احتشدت مجموعات صغيرة من الناخبين أمام أبواب مركز اقتراع في منطقة راقية في لاهور (وسط)، وقالت مريم عارف، وهي سيدة أعمال: "هذه المرة الثانية التي أنتخب فيها. الوضع الأمني جيد هنا".
ونشر الجيش الباكستاني مئات الآلاف من الجنود في أنحاء البلاد، أمس الثلاثاء، لمراقبة مراكز الاقتراع في هذه الانتخابات التي يقول محللون إنها "مفتوحة على كل الاحتمالات".
الأحزاب المتنافسة
وتبرز 3 أحزاب وتحالف واحد في الانتخابات التشريعية، التي سيشارك فيها حوالي 100 حزب وتحالف، يأتي في مقدمتها، حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، الذي تمكّن من تشكيل الحكومة في الانتخابات الماضية، لكن المحكمة الدستورية عزلت رئيس الوزراء (نواز شريف) فيما بعد، وسُجن بتهمة "الفساد"، ما أتاح لشقيقه شهباز شريف تولّي رئاسة الحزب، ورئاسة حكومة إقليم البنجاب.
وتمكّن حزب الرابطة الإسلامية من تشكيل الحكومة 3 مرات، منذ تسعينيات القرن الماضي، إلا أنه تم عزله عن الحكم نتيجة انقلاب عسكري بالمرة الأولى، وإثر الضغوط السياسية في المرة الثانية.
وبالرغم من سجن رئيس الوزراء حالياً، لكن يعد هذا الحزب هو الوحيد الذي أكمل فترة حكومته الممتدة لـ5 أعوام لآخرها، بنتيجة فوزه بانتخابات 2013.
وتعد حركة العدالة الباكستانية (PTI)، ثاني أكبر مرشح لتشكيل الحكومة، حسب استطلاعات الرأي، وأسسه ويترأسه كابتن فريق الكريكت السابق الحائز على بطولة العالم، عمران خان.
ويعتبر "خان" من أشد معارضي حزب الرابطة الإسلامية ونواز شريف، كما يلفت الأنظار بتصريحاته المناهضة للفساد.
وحسب الاستطلاعات، يعتبر حزب الشعب الباكستاني (PPP)، برئاسة بيلافال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء الراحلة نتيجة عملية اغتيال، بناظير بوتو، ونجل رئيس البلاد السابق آصف علي زرداري، ثالث أكبر حزب في الانتخابات، حيث من المرتقب أن يلعب دوراً مصيرياً في تشكيل الحكومة، في حال أفضت الصناديق إلى حكومة ائتلافية.
وبالرغم من عدم امتلاكه الحظوظ الكافية لتشكيل الحكومة، يدخل "مجلس العمل المتحد"، الانتخابات وسط تحالف مع 5 أحزاب، فضلاً عن بعض المجموعات الدينية الكبرى بالبلاد.
اقرأ أيضاً
الباكستانيون يتملكهم الخوف كلما اقترب يوم الأربعاء.. 400 ألف ضابط لتأمين الانتخابات من التفجيرات